سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
غضب داخل الجيش من تعليق صفقة تسليم طائرات "إف 16" الأمريكية لمصر إدارة أوباما اتخذت القرار بعد دعوة السيسى الشعب لتفويضه لمواجهة الإرهاب
باترسون التقت بشر ودراج.. والإخوان ترد: لا نعول على أى دور خارجى
أشعل قرار الإدارة الأمريكية بوقف صفقة تسليم الجيش المصري أربع مقاتلات من طراز "إف 16" كانت قد أعلنت في السابق عن نيتها تسليمها لمصر خلال أسابيع قليلة، الغضب داخل القوات المسلحة إزاء الخطوة التي اعتبرت تمثل انحيازًا من واشنطن لجماعة "الإخوان المسلمين". وقال مسئولون أمريكيون إن الرئيس باراك أوباما قرر إيقاف تسليم مصر أربع طائرات مقاتلة من طراز إف-16باعتبار أن التطورات السياسية والأمنية في مصر لا تجهل هناك ضرورة لتسليم الطائرات في الوقت نفسه وهو ما اعتبر أكبر مؤشر على قلق أمريكي متنامٍ من التطورات في مصر، منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي وما تلاه من تصاعد في العنف. وجاء القرار بعد ساعات من ساعات من دعوة الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع للمصريين بالنزول إلى الشارع لتفويضه لمكافحة "الإرهاب"، بشكل يناقض المساعي الأمريكية لتأمين الوصول لحل وسط بين الجيش والجماعة، إلا أنه لم يصدر عن الحكومة الأمريكية ما يشير إلى أن القرار الخاص بمقاتلات إف-16 ينبئ بتحول في السياسة الأميركية الأوسع والخاصة بالمساعدات إلى مصر. يأتي هذا فيما لم تقرر واشنطن بعد هل تصف عزل مرسي بأنه انقلاب، الأمر الذي إن حدث فان القانون الأمريكي يلزمها بقطع المساعدات الأمريكية لمصر. إلا أن الدكتور محمد قدري سعيد الخبير العسكري بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام" قلل من شأن الصفقة، مؤكدًا أن مقاتلات ال"سخوي" الروسية أكثر جدوى في المعارك المشتعلة في سيناء. مع هذا، أكد أن حالة الغموض في الموقف الأمريكي كرست نوعًا من الشك في العلاقة بين الولاياتالمتحدة والجيش، وأشار إلى أن العلاقات بين القاهرةوواشنطن وصلت لأعلى مراحل التوتر منذ أكثر من عامين ونصف. من جانبه، قلل الدكتور طارق فهمي الخبير بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط من أهمية الخطوة الأمريكية، معتبرًا إياها رمزية باعتبار أن أيًا من المسئولين الأمريكيين لم يتحدث عن تغيير جوهري في السياسة المصرية تجاه مصر. وأشار إلى أن القرار ينسجم مع السياسة الأمريكية التي تدور حول "راقب وانتظر" حتى يظهر الأمر بشكل واضح ويتحدد الطرف الأقوى الذي ستنحاز إليه واشنطن، فهي تريد توجيه رسالة لكل طرف بأنها تؤيده في ظل افتقادها لرؤية مستقبلية للأوضاع في مصر. إلى ذلك، التقت السفيرة الأمريكية في القاهرة آن باترسون، قياديين بارزين في جماعة "الإخوان المسلمين"، هما الدكتور محمد علي بشر، وزير التنمية المحلية السابق، والدكتور عمرو دراج وزير التعاون الدولي السابق في أحد فنادق القاهرة؛ لاستعراض كل التطورات في مصر والبحث عن سبل للخروج من الأزمة. ولم يدلِ الطرفان بأي تصريحات، الأمر الذي قد يكون مؤشرًا على فشل الطرفين في التوصل لحل وسط ينقذ البلاد من سيناريو الفوضى، مع تمسك جماعة "الإخوان المسلمين" بموقفها المطالب بعودة الرئيس المعزول للسلطة، الأمر الذي يعرقل أي محاولة للتسوية وهو ما يصطدم كذلك برفض الجيش إجراء أي تعديلات على خارطة الطريق. من جانبه، قال الدكتور محمد عماد الدين، عضو الهيئة العليا لحزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسية لجماعة "الإخوان المسلمين"، إن الجماعة لا تعول من قريب أو بعيد على دور أمريكي في حسم الصراع بين الشرعية والانقلاب، معتبرًا أن قرار وقف تسليم طائرات إف 16 لن يكون له إلا تأثير في التظاهرات التي سيحسمها الشارع. وأوضح أن لقاءات بين السفيرة الأمريكية وأطراف الأزمة لم تحقق أي اختراق مهم حتى الآن، مشددًا على عدم وجود أى قنوات اتصال بين الجماعة والجيش، متعهدًا في الوقت نفسه بحشود غير مسبوقة لأنصار الرئيس المعزول.