فيما أكد مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية أن الولاياتالمتحدة ملتزمة بتسليم 12 مقاتلة "إف-16" للجيش المصري، قبل نهاية العام الجاري، أفادت تقارير بأن الرئيس، بارك أوباما، أمر بمراجعة كافة برامج المساعدات المقدمة للحكومة المصرية. وقال مسؤولون في "البنتاجون"، في تصريحات صحفية الأربعاء، إن الولاياتالمتحدة ماضية في تسليم 4 مقاتلات من طراز "إف-16" إلى مصر في الأسابيع القليلة القادمة، ولفتت مصادر مصرية رسمية إلى أنه من المقرر أن يتم تسليم 8 طائرات أخرى، من نفس الطراز، في ديسمبر القادم. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية قوله إنه "من المقرر تسليم 4 طائرات من طراز إف-16 لمصر في شهر أغسطس (آب) المقبل"، بينما أكد آخر أنه "ليس هناك أي تغيير حالياً في خطة تسليم طائرات إف-16 للجيش المصري"، بحسب ما أورد موقع "أخبار مصر"، التابع للتلفزيون الرسمي. تزامنت تصريحات مسؤولي البنتاجون مع تصريحات وصفت ب"الإيجابية" من جانب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جنيفر ساكي، تجاه الحكومة "المؤقتة" في مصر، بعد "عزل" الرئيس محمد مرسي، حيث ذكرت أن "الشعب المصري قال كلمته"، كما اعتبرت أن مرسي "لم يعد في منصبه رئيساً لمصر." وقالت ساكي، خلال الموجز الصحفي اليومي الأربعاء: "من الواضح أن الشعب المصري قد تحدث، وأن هناك حكومة مؤقتة الآن في مصر، وهذا مسار يؤدي إلى مسار نحو الديمقراطية كما نرجو.. إننا على اتصال مع مختلف الجهات الفاعلة.. ولكن من الواضح أن مرسي لم يعد في منصبه." و ردت المتحدثة باسم الخارجية على سؤال حول معني أن "الشعب المصري قال كلمته"، بقولها: "ما أعنيه هو أننا نشير إلى 22 مليون شخص خرجوا وأعربوا عن وجهات نظرهم هناك، وهو أن الديمقراطية ليست فقط مجرد الفوز بالتصويت في صناديق الاقتراع." وجددت ساكي التأكيد على أن الولاياتالمتحدة لا تقف إلى جانب أي طرف ضد آخر، فيما يتعلق بالأزمة التي تشهدها مصر، بعد قرار الجيش ب"عزل" الرئيس مرسي، كما دعت إلى نبذ العنف، والدخول في مصالحة للخروج من الأزمة الراهنة، بمشاركة جميع الأطراف. وفيما يتعلق بالتقرير حول مضي البنتاغون بتسليم مقاتلات "إف-16" لمصر الشهر المقبل، رفضت المتحدثة باسم وزارة الخارجية التعليق، وقالت إن وزارة الدفاع هي المعنية بهذا الأمر، كما أكدت أن العلاقة بين واشنطن والقاهرة "أكبر بكثير" من المساعدات التي تقدمها الولاياتالمتحدة لمصر. قال مسؤولون بوزارة الدفاع الأمريكية إن الولاياتالمتحدة لا تزال تعتزم ارسال اربع طائرات من طراز اف-16 إلى مصر في الأسابيع المقبلة على الرغم من خلع الرئيس المنتخب للبلاد محمد مرسي بدعم من الجيش. جاء ذلك بينما تتخذ واشنطن موقفا متحفظا إذ انها لم ترحب بالإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي ولم تستنكر ذلك على أنه "انقلاب" وقالت انها تحتاج إلى وقت لدراسة الموقف. وإذا قررت الولاياتالمتحدة وصف الإطاحة بمرسي بانه انقلاب فعلى واشنطن حسب القانون الأمريكي وقف المساعدات العسكرية للجيش المصري الذي يحصل على نصيب الأسد من مساعدات أمريكية للبلاد تبلغ 1.5 مليار دولار سنويا. وقال مسؤول دفاعي أمريكي إنه من المحتمل تسليم الطائرات في أغسطس آب وهي جزء من حزمة مساعدات سنوية. وتقوم على صناعة هذه الطائرات شركة لوكهيد مارتن كورب. وقال مسؤول أمريكي اخر طلب عدم نشر اسمه "لا تغير حاليا في خطط تسليم طائرات اف-16 للجيش المصري." وسئل المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني عن طائرات إف-16 فقال "وجهة نظرنا هي أننا يجب الا ... نتعجل تغيير برامج مساعداتنا." وفي وقت لاحق أصدر البنتاجون ردا على اسئلة الصحفيين بيانا يقول أن الرئيس باراك أوباما أمر بإجراء مراجعة للمساعدات الأمريكية لمصر. وردا على سؤال هل تؤدي المراجعة التي أمر بها اوباما إلى تأجيل تسليم طائرات إف-16 قال احد المسؤولين الأمريكيين لرويترز إن تسليم مصر مقاتلات إف-16 "لا يزال مقررا كما كان مخططا له". ومصر واحدة من أكبر الدول التي تتلقى المساعدات الأمريكية منذ وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1979. وكانت مصر اول دولة عربية تشتري طائرات اف-16 الامر الذي يعتبر على نطاق واسع رمزا للعلاقات السياسية والأمنية مع واشنطن. ويعتبر أيضا الإنتاج المشترك الأمريكي المصري للدبابة ام1ايه1 أبرامز جزءا رئيسيا من المساعدات الأمريكية. وفي علامة على مدى أهمية المساعدات الأمريكية لعلاقات واشنطن مع مصر حذرت جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي اليها مرسي العام الماضي قبل توليه السلطة أن مصر قد تعيد النظر في اتفاق السلام مع إسرائيل إذا قطعت الولاياتالمتحدة المعونات. وقال المسؤول الأمريكي الأول إن الولاياتالمتحدة سلمت مصر بالفعل 650 مليون دولار مساعدة عسكرية للعام المالي 2013 الذي ينتهي في سبتمبر ايلول وما زالت الدفعة الثانية وقيمتها 585 مليون دولار معلقة. ومن المقرر تسليم مصر ثماني طائرات أخرى من نفس الطراز في ديسمبر . وقد تحدث وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل عبر الهاتف مع وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي ثماني مرات منذ 2 من يوليو. وكانت اخر مكالمة يوم الثلاثاء الماضي. وعرضت وزارة الدفاع قليلا من التفاصيل حول تلك المحادثات التي تظهر مع ذلك الاتصالات المكثفة بين الجانبين في اعقاب الإطاحة مرسي يوم الثالث من يوليو.