رمضان فى دمياط لديه طقوس وروحانيات خاصة جدًا تميزه عن باقى الأشهر، فهذا الشهر الكريم يكون العبد أقرب لله عز وجل فيه عن أى وقت آخر فى السنة تكثر فيه أعمال الخير والرحمة والصدقات. ويعتبر مدفع الإفطار من الرموز الجميلة والطقوس الرمضانية الموروثة تاريخيًا، ويحتفل الدمايطة بشهر رمضان المبارك من كل عام ويعتبر مدفع الإفطار في رمضان من طقوس الشهر الكريم لدى الدمايطة، فيما يخص إعلان وقت دخول وخروج الصوم، وكذلك عند دخول الأعياد وطيلة أيامها، معلنًا ترحيبه بالشهر الكريم بسبع قذائف صوتية ليعلن دخول رمضان المبارك لينتظم بعد ذلك حيث ينطلق المدفع بعد غروب الشمس معلنًا موعد الصلاة والإفطار. "اضرب المدفع.. اضرب".. مع هذه الكلمات اعتاد المسلمون قبيل إفطارهم وإمساكهم عن تناول السحور في كل يوم من أيام شهر رمضان، لتضرب المدافع منذ إعلان ثبوت رؤية هلال شهر رمضان 21 طلقة تبشيرًا وإجلالاً، وسبع طلقات إشعارًا بموعد الإفطار، وعند الإمساك بعد السحور تسمع طلقة واحدة، كما أن للعيد كذلك سبع طلقات. والمدفع الذي يطل على نهر النيل ويربض في منطقة السنانية في الجانب الغربي لمبني ديوان عام المحافظة في مدينة دمياط ويطلق قذائفه في الخلاء, ويشرف عليه رجال أمن مدربون وفنيون أيضًا. الصدفة وحدها كانت هي سبب ظهور مدفع الإفطار الذي أصبح على مر السنين من أهم الطقوس الرمضانية في مصر كما يقول عادل ويصا، مدرس دراسات اجتماعية في مدرسة اللغات بدمياط، يرجع تاريخ مدفع رمضان إلي والي مصر (محمد علي الكبير) كان قد اشترى عددًا كبيرًا من المدافع الحربية الحديثة في إطار خطته لبناء جيش مصري قوي، وفي يوم من الأيام الرمضانية كانت تجري الاستعدادات لإطلاق أحد هذه المدافع كنوع من التجربة، فانطلق صوت المدفع مدويًّا في نفس لحظة غروب الشمس وأذان المغرب في أول أيام شهر رمضان, من فوق القلعة الكائنة حاليًا في نفس مكانها في حي مصر القديمة جنوبالقاهرة، فتصور الصائمون أن هذا تقليد جديد، ففرح الناس اعتقادًا أن هذا إشعار لهم بالإفطار وأن السلطان أطلق المدفع لتنبيههم أن موعد الإفطار قد حان في هذه اللحظة، وفي اليوم الثاني ذهبوا للحاكم كي يشكروه على هذا, وسألوا الحاكم أن يستمر هذا التقليد خلال شهر رمضان في وقت الإفطار والسحور، فوافق بعد أن أحس بسعادتهم، واعتبر المدفع هو تنبيه للإفطار والسحور طيلة شهر رمضان وتحول إطلاق المدفع بالذخيرة الحية مرتين يوميًّا إلى ظاهرة رمضانية مرتبطة بالمصريين كل عام، ولم تتوقف إلا خلال فترات الحروب العالمية. ورغم انتشار التليفزيون ووسائل الاتصال الإلكترونية فإن الدمايطة ما يزالون يحافظون على هذه العادة الرمضانية لأن مدفع رمضان يمثل لهم عنصر بهجة وسرور وفرح للناس كبيرهم قبل صغيرهم، وقد جعل لرمضان والأعياد مذاقًا آخر وتحمل مئات من ألبومات الصور أولئك المعجبين به والذين وقفوا إلى جانبه وتصوروا معه من أهالي مدن دمياط وقراها. ولمدفع رمضان ذكريات حميمة لدى أجيال وأجيال عاصرت أيامه، لا تمحي من الذاكرة, وفي أيامنا الحالية ما يزال مدفع رمضان من أهم الطقوس الرمضانية التى يستمتع بها الدمايطة، ونظرًا لترسخ مدفع رمضان في الذاكرة عبر الأجيال، أخذت قنوات التليفزيون في استخدام مدافع إلكترونية، تطلق طلقاتها عند أذان المغرب ويظل مدفع رمضان له وقع آخر في نفوس الصائمين.