سيطرت حالة من الحزن على المعتصمين بميدان رابعة العدوية بمدينة نصر بعد أحداث الحرس الجمهوري، التي راح ضحيتها أكثر من 50 شهيدًا ومئات المصابين من المتظاهرين المؤيدين للرئيس المعزول الدكتور محمد مرسى. وأعرب المعتصمون عن غضبهم تجاه الأحداث والتي وصفوها بالمجزرة التي وقعت فجر الاثنين أثناء أداء المعتصمين لصلاة الفجر حسب بعض الروايات، مؤكدين استمرارهم فى الاعتصام والنضال حتى عودة الحق إلى أهله وعودة الرئيس مرسى إلى الحكم ودعمهم للشرعية حسب قولهم. كما رددوا تكبيرات "صلاة العيد" ثم قامت المشاركات بإطلاق الزغاريد على أرواح الشهداء محتسبة إياهم شهداء عند الله. ونظم الآلاف من متظاهري ميدان رابعة عدة مسيرات إلى المتظاهرين بمحيط نادى الحرس الجمهورى؛ للمطالبة بالقصاص للشهداء ومحاكمة المسئولين عنها وعودة الرئيس مرسى إلى الحكم وعدم الاعتراف بالانقلاب على الرئيس وعزله، كما حملوا فيها الأكفان على أيديهم ووقفوا فى الصفوف الأولى أمام قوات الحرس والتأمين رافعين أكفانهم. وردد المتظاهرون هتافات منها "وحياة دمك يا شهيد ثورة تانى من جديد" و"يا نجيب حقهم يا نموت زيهم" و"يا شهيد نام وارتاح واحنا نكمل الكفاح" و"يا شهيد نام واتهنى واستنانى على باب الجنة" و"سيسى يا سيسى..مرسى هو رئيسى"، كما رفعوا صورًا للفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة وعليها دم ومكتوبًا عليها "الخائن" و"مجزرة السفاح". فيما أعلن الدكتور محمد البلتاجى عن وفاة الدكتور ياسر طه مسئول المستشفى الميدانى برابعة العدوية إثر إصابته بطلق نارى فى أحداث الحرس الجمهورى، وهو الأمر الذى استقبله المتظاهرون بمزيد من الغضب والإصرار على القصاص للشهداء، وهتفوا: "الشعب يريد إعدام السفاح.. هنا شهيد وهنا شهيد باب الجنة مش بعيد"، محملين وزير الدفاع مسئولية تلك الدماء التى أريقت. فيما أكد محمد البلتاجي، القيادي بحزب الحرية والعدالة، أن ما شاهدته مصر من مجزرة راح ضحيتها أكثر من 50 شهيدًا وألف جريح يعد يومًا أسود فى تاريخ السيسي. وقال البلتاجي إن هناك العديد من شرفاء الحرس الجمهورى والذين أفرغوا رصاصاتهم فى صدور إخوانهم المصريين، مؤكدًا أن الشرفاء من أبناء الوطن سيظلون معتصمين حتى ترجع الشرعية التى خرج جموع الشعب المصري لأجلها. ودعا المهندس عاصم عبد الماجد، القيادي بالجماعة الإسلامية، قيادات حزب النور وعلى رأسهم الدكتور ياسر برهامي والدكتور يونس مخيون ونادر بكار وقياداتهم لأن يتوبوا إلى الله وأن يعلنوا توبتهم من أرض الدماء التي شاركوا مع المجلس العسكري في إسالة دماء المصريين منذ 30 يونيه، مطالبهم بضرورة أن يعلنوا خطأهم من على منصة رابعة العدوية. وقال عبد الماجد خلال كلمته من منصة رابعة، إنه لا يكفي أن ينسحب شيخ الأزهر ولا عبد المنعم أبو الفتوح ولا حزب النور ولا شرفاء 6 إبريل من خارطة طريق السيسي، مطالبًا بضرورة أن يعلنوا موقفهم أمام العالم وأمام الرأي العام المصري. وأكد أن الأمة كلها استيقظت من غفلتها وأن صعيد مصر ينتفض وباقي أقاليم الوطن دفاعًا عن الشرعية وعن الوطن ، مطالبًا كل الشرفاء بالنزول إلى الشارع ليعلم الجميع أن الشرعية هي بالنسبة لهم حياة أو موت، مقترحًا من الحضور أن يقوم البعض بطباعة شارات أو بوسترات مكتوبًا عليها فقط "مرسي رئيسي" وتوضع في كل شوارع مصر وعلى المنازل وعلى السيارات حتى يعلم الجميع أن الشرعية لها رجال يحمونها حسب قوله. وأوضح عبد الفتاح عبد المقصود، القيادي بالحرية والعدالة، إن القوى الإسلامية ستمارس كل وسائل التصعيد السلمية للدفاع عن الحق والشرعية وعودة الرئيس المنتخب محمد مرسي إلى منصبه، مؤكدًا استمرار الاعتصام في ميدان رابعة العدوية ودار الحرس الجمهورى. وأكد عبد المقصود أن المتظاهرين جددوا الاعتصام أمام دار الحرس الجمهوري بعد المجزرة التى ارتكبت بحقهم، إضافة إلى ميدان النهضة بجامعة القاهرة، ومن المقرر أن يمتد الاعتصام إلى أماكن عديدة بالقاهرة وجميع محافظات الجمهورية للضغط على مغتصبي الإرادة الشعبية حتى النصر حسب قوله. وشدد عبد المقصود على أنه لا تفاوض مع المجلس العسكري لحين عودة الرئيس محمد مرسي للسلطة وإعطائه جميع صلاحيات التى سلبت منه عن طريق الانقلاب العسكري على حد وصفه. من جانبهم، أصدر المتظاهرون المتواجدون في محيط مقر دار الحرس الجمهوري بيانًا دانوا فيه مقتل أكثر من 50 شخصًا بينهم نساء وأطفال وإصابة المئات نتيجة إطلاق النار من قبل قوات الأمن أثناء صلاة الفجر، حسب قولهم. وندد البيان ما أسماه ب"حالة التعتيم التي يمارسها الإعلام المصري" على الحادث، مطالبين الشعب المصري بضرورة النزول لحماية شرعية ثورة 25 يناير واسترداد الحرية والكرامة.