تصاعد التوتر داخل ما يطلق عليه التنظيمات الشيعية في مصر إثر توجيه الدكتور أحمد راسم النفيس انتقادات لاذعة لرئيس ما يدعي " المجلس الأعلى لأل البيت " محمد الدريني بالعمالة لعراق صدام ولإيران والسعي لتدويل قضية الشيعة في مصر من أجل فتح الباب أمام تلقي دعم مالي من أطراف خارجية وتحقيق مكاسب شخصية واستخدام مأساة الشيعة في مصر لجني أرباح هائلة. ووجه النفيس اتهامات مثيرة للدريني مشيرا إلى أنه هبط على الشيعة في مصر بباراشوت ونصب نفسه زعيما لهم بدون أن يعود إلى ممثلي الشيعة وأطلق لقب مفتي الشيعة على صالح الورداني رغم أن الأخير غير مؤهل لذلك. ومضى راسم النفيس في كيل الاتهامات للدريني ، مؤكدا أنه صدامي الهوى وكان ينشر صور صدام حسين في مجلة "صوت يوليو" ولم يعلن أنه شيعي إلا بعد انهيار نظام صدام حسين وسقوط بغداد ، مشيرا إلى أن الدريني يتحدث عن حزب للشيعة دون أن يعود لنا كأن الأمر لا يعنينا رغم أن تشيعه أصلا محل شك. وانتقد راسم النفيس بشدة تحالف الدريني مع الإخوان المسلمين وتنصيب نفسه زعيما للشيعة ، منبها إلى خطورة تدويل قضية الشيعة وفتح الباب أمام تلقي التمويل الدولي وهو ما يسيء إلى قضيتهم العادلة. اتهامات النفيس ، أحد أنشط الكتاب الشيعة في مصر ، والتي نشرها موقع قناة العربية على شبكة الإنترنت ، فتحت الباب أمام اتجاهات عديدة فيما يخص الملف الشيعي ويمكن لها ، بحسب مصادر مطلعة على تفاصيل هذا الملف ، أن تلفت نظر جهات رسمية وشعبية عديدة إلى خطورة واتساع النفوذ الشيعي في مصر وهو ما يحمل بذور توتر لا تخدم المصالح المصرية بأي شكل من الأشكال خصوصا في قضية تدويل القضية الشيعية والحصول على تمويل ودعم من قوى خارجية راغبة في ضرب الاستقرار في مصر. وفسرت المصادر تراجع الدريني عن تصريحات سابقة نصب نفسه فيها كمرجعية للشيعة في مصر ونفيه السعي لتأسيس حزب شيعي في مصر وتلقيه دعما أجنبيا بأن ذلك يعكس رغبته في تهدئة الأوضاع مع النفيس بعد أن أدرك خطورة الاتهامات الموجهة إليه وإمكانية استخدام الأجهزة الأمنية لهذا الملف لتوجيه اتهامات تعيده مرة أخرى إلى السجن الخارج منه لتوه بعد اعتقال دام ما يقرب من العام. وتوقعت المصادر أن تتصاعد حرب الاتهامات بالعمالة والحصول على دعم أجنبي داخل الحيز الشيعي في مصر خصوصا أن محمد مرسي أحد المختلفين مع محمد الدريني كان قد أطلق اتهامات مشابهة للتي أطلقها راسم النفيس ضد الدريني في ظل تصاعد التوتر بينهما واستمرار جوالات الصراع بينهما في ساحات المحاكم ، كما أن حديث الدريني عن إهدار نقابة الأشراف لأكثر من 70 مليون جنيه سيدخله في صراع شديد مع النقابة. وكانت " المصريون" قد حاولت الاتصال بمحمد الدريني الأمين العام للمجلس الأعلى لآل البيت لمعرفة رأيه في الاتهامات إلا أننا لم نتمكن من ذلك حيث أغلق الدريني تليفونه المحمول ورفض الرد على اتصالات الصحيفة . من جانبه ، نفي الدكتور أحمد راسم النفيس ، في تصريحاته للمصريون ، وجود أي أزمة بينه وبين محمد الدريني أو توجيه أي اتهامات له ، مشيرا إلى أنه طرح العديد من الأسئلة حول عدد من المواقف المتقلبة للدريني في الفترة الأخيرة حول المرجعية أو الزعامة الشيعة في مصر، ودعوته للتواصل مع الإخوان المسلمين وكذلك مطالبته بتأسيس حزب للشيعة في مصر. وشدد النفيس على رفضه أن يكون هناك حزب للشيعة لأن ذلك من شأنه تكريس التمايز والطائفية على الأسس الدينية والمذهبية لأن الإسلام دعا إلى المساواة ، مضيفا أنه يجب أن يتمتع جميع أصحاب المذاهب الدينية والمذهبية بالحقوق السياسية دون تمييز على أساس المذهب. وكان الدريني في حواره مع العربية نت قد اتهم راسم النفيس بأنه يتلقى معونات من إيران وأنه في سفراته العديدة إلى طهران يعود محملا بشحنات مجانية من الكتب الشيعية لتوزيعها في صعيد مصر ، كما أشار الدريني إلى أن النفيس قام بعمل تمثيليات وهمية حسب قوله لحسينيات شيعية في مصر وقام بتصويرها بالفيديو وإرسالها إلى شخصيات خليجية شيعية من أجل الحصول على الدعم المالي السخي ، الصراعات المفاجئة بين بعض المتحولين إلى التشيع في مصر ألقت بظلالها على الفعاليات الشيعية في الخليج ، إذ تم إرسال الآلاف من رسائل "الموبايل" التي تستقطب التعاطف الشيعي مع أحد الأطراف على حساب الطرف الآخر ، كما أن هناك استغاثات صدرت من مصر بهذا المعنى ، وجدير بالذكر أن التنظيمات الشيعية في مصر تتخذ من بعض الصحف الحكومية والمستقلة منابر لتسويق أفكارها ونشاطها الديني والسياسي ، خاصة صحيفة القاهرة التي تصدرها وزارة الثقافة وصحيفتي الدستور وصوت الأمة المستقلتين ، من جانبه ، يرى ممدوح إسماعيل محامي الجماعات الإسلامية ووكيل مؤسسي حزب الشريعة أنه من الطبيعي والمنطقي أن يختلف قيادات التشيع في مصر لأن كلا منهم مرتبط بجهة خارجية ، حيث لا وجود أصلا في مصر لعمق شيعي ، مضيفا أن الوجود الشيعي في مصر تحوم حوله الشبهات وليس لهم موطئ قدم وسط الشعب المصري كما أن لهم علاقات وثيقة بإيران ويعرفها الجميع . وشبة إسماعيل صراعات قيادات الشيعة في مصر بصراعات أقباط المهجر في عمالتهم للولايات المتحدة حسب قوله حيث إن المتشيعين في مصر ولائهم لإيران وقوى خارجية لتحقيق مكاسب شخصية ، مؤكدا أنه لا وجود للشيعة في مصر وإنما يوجد مدعون شيعة أو متشيعون منتفعون من وراء هذا التشيع.