كشف أحمد راسم نفيس زعيم الشيعة في مصر انه بصدد إنشاء مركز للدراسات الشيعية علي ان يكون المقر الرئيسي له بالقاهرة و ستمتد فروعه لمختلف المحافظات و ستكون مهمة ذلك المركز الي جانب دراسة المذهب الشيعي إصدار بعض المطبوعات لمؤلفين و كتاب ينتمون للمذهب الشيعي تتعلق بارتباط المذهب الشيعي بالسياسة و توضيح العلاقة بينهما و علاقته بغيره من المذاهب الدينية منها الزيدية و الاسماعيلية و غيرها. و يوضح نفيس انه قد طرحت في السابق فكرة إنشاء جمعية للشيعة في مصر لكن واجهت تلك الفكرة مشكلة مع وزارة التضامن و رغم عدم التقدم بالفعل للجهات المسئولة - و الحديث لنفيس - إلا ان النتيجة معروفة و هي الرفض لاننا لا نستطيع ذكر الاسباب و الاهداف الحقيقية في الطلب المقدم و هو التعريف بالمذهب الشيعي فلا يوجد شيء اسمه جمعية تحت التأسيس و لكن من المقرر تسجيل تلك الجمعية او المركز بالمحكمة او توثيقه بالشهر العقاري . و النشاط الثقافي للمركز هو الهدف الاوضح الذي ذكره نفيس الذي يضم حتي الان ثلاثة أشخاص مؤسسين هم محمود جابر و سيد مفتاح ذلك بالاضافة الي وجود جانب قانوني الا ان عدد أعضاء المركز لم يحدد بعد ويتوقف ذلك علي عدد الذين سيقومون بالاشتراك بالمركز موضحاً ان عدد الشيعة في مصر يتجاوز 750 ألف شيعي رغم انه ليس عدداً رسمياً لانه كما ذكر لا يوجد تعداد رسمي بعددهم في مصر خاصة ان ذلك المذهب لا يقيد بالبطاقة كالديانة البهائية التي تقيد ب " شرطة " . من جانبه طالب نفيس بوجود تراخيص لعمل الشيعة مثل عقد الندوات و الصالونات الثقافية و غيرها من الفعاليات الخاصة بتلك الجمعية . جاء ذلك الاقتراح بإنشاء مركز دراسات شيعي بعد الانقلاب الذي حدث علي زعيم الشيعة السابق محمد الدريني الرئيس السابق للمجلس الاعلي لرعاية آل البيت الذي أوضح نفيس انهم أوقفوا التعاون معه إثر تغير في الافكار و التوجهات الخاصة بالدريني حيث ميوله الناصرية التي أدت به الي تجنيد الشباب المنتمين للطائفة و إستغلال جميع امكانياتها المتاحة للدعاية و لخدمة ذلك الاتجاه الذي يميل الدريني لاعتناقه و هي الكهوف الناصرية ذلك بالاضافة لميوله لنظام صدام حسين الفاشل السابق و الذي عرف بعدائه الشديد للشيعة و اعتقاله العديد من اعضائه ذلك بالاضافة الي إستضافته مؤخراً بإحدي القنوات الفضائية الاخبارية العربية ليسيء لصورة الطائفة الشيعية و لهذا كان الخلاف الرئيسي مع الدريني إثر التحول في أفكاره التي نحت به بعيداً عن الشيعة . و عن رأي علماء الدين في إنشاء أول مركز للدراسات الشيعية أبدي الأزهر الشريف اعترضه الشديد علي هذا المركز خاصة أنه يحمل وراءه شبهة نشر التشيع، حيث يبدي الدكتور عبد الفتاح عاشور أستاذ الفقه بجامعة الازهر اعتراضه الشديد علي انشاء مثل هذا المركز خاصة أن الأزهر يقوم بتدريس المذهب الشيعي بصورة واضحة وناقلة للحقيقة منذ زمن تحت مسمي مادة " الملل و النحل " و يدرس الملل المختلفة في الاسلام فيدرس الشيعة و السنة الي جانب علوم القرآن و كذلك يدرس في الفقه الاسلامي ، ويوضح قائلا :" إن مؤلفات الشيعة منتشرة بالأسواق ولا توجد حاجة لإنشاء مركز متخصص للدراسات الشيعية، لأنه يعد نوعا من محاولة دعم المد الشيعي في مصر، كما انه نوع من التحدي والشروع الي زرع الفتنة التي نعاني من درئها حالياً علي كافة المستويات . و ينفي عاشور قول نفيس بوجود 750 ألف شيعي بالقاهرة و يقول انه رقم مبالغ فيه و اذا كان حقيقياً فهو ليس بالعدد الكبير بالنسبة لعدد السنة في البلاد و يضيف عاشور ان من يوافق علي إنشاء ذلك المركز فإنما يساهم في زرع الفتن خاصة في ذلك الوقت الصعب من الناحية السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية فيجب ان يدرس الامر بحذر . كما تؤكد الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة بجامعة الازهر ان انشاء مركز شيعي هو تأصيل لأيديولوجية يحاول الشيعة في مصر تأصيلها ، وتوضح ان مصر دائماً كانت ترحب بآل البيت منذ مجيء أم هاشم اليها و هي " السيدة زينب ( رضي الله عنها ) و مازالت و يجب ان تظل تحتفظ بهذا الدور لانه واجب فطري علي مصر خاصة أن لآل البيت حباً نقي لا يجب ألا يعكره اي شيء ويجب ان يتبلور ذلك الحب بلورة سياسية ألا يدخل في أيدلوجيات كل بلد . و تكمل نصير ان الشيعة متواجدون في كل مكان مثل سوريا و العراق و اليمن وليس مصر فقط , لكن يجب ألا يطبق الشيعة مذهبهم كما يفعلونه في العراق من عنف و أفعال دموية و بعيداً عن اي أيديولوجية سياسية مثل مركز الدراسات المقترح .