انتقد سياسيون حركة المحافظين الأخيرة، والتي رأوا أنها جاءت في إطار مسلسل "أخونة" الدولة"، بعدما شملت تعيين سبعة من "الإخوان المسلمين"، الأمر الذي قد يؤدي إلى تفاقم الاحتجاجات المقررة قبل نحو أسبوعين الداعية لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. ورأى إيهاب الخراط، عضو مجلس الشورى، أن توقيت إعلان حركة المحافظين غير موفق بالمرة من جانب جماعة "الإخوان المسلمين"، واضعًا إياه في إطار "مسلسل الأخونة"، الأمر الذي سيزيد من حالة الاحتقان والغضب تجاه حكم "الإخوان" خاصة مع اقتراب تظاهرات 30 يونيه، والإصرار على عزل الرئيس محمد مرسي والإعلان عن انتخابات رئاسية مبكرة. ووصف حركة المحافظين بأنها "تمثل كارثة على حكم الرئيس محمد مرسي الذي لا يعرف كيف يعمل على تهدئة الأوضاع ولا يهتم بإراقة الدماء". وقال جمال شحاتة، القيادى بحزب "الحرية والعدالة"، إن الرئاسة عرضت على جميع القوى السياسية، بما فيها "جبهة الإنقاذ الوطني" وحزب "النور"، تقديم ترشيحاتها لحركة المحافظين الأخيرة، إلا أن الحزب السلفي والجبهة التي تتألف من أحزاب مدنية رفضت المشاركة. وأشار إلى أن حزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسية ل "الإخوان المسلمين" تقدمت ب 10 أسماء اختار الرئيس 7 منهم. وأوضح أن حركة المحافظين تمت على ضوء تقارير من الجهاز التنظيمي للدولة وأجهزة مراقبة الأداء بالمحافظات. وأشار إلى أن حركة المحافظين جاءت في ظل وجود مشاكل عديدة بالمحافظات بسبب عدم قياد غالبية المحافظين بالأدوار المنوطة بهم. ولفت إلى أن الرئيس لجأ لتعيين شخصيات عسكرية بالمحافظات الحدودية خاصة مع زيادة عمليات الشغب في تلك المحافظات والتخوف من تظاهرات 30 يونيه. فيما حذر مجدي حمدان، القيادي بحزب "الجبهة الديمقراطية"، وعضو المكتب التنفيذي بجبهة الإنقاذ من أن حركة المحافظين الأخيرة ستزيد من حاله الاحتقان في الشارع المصري وستزيد من إصرار الشعب على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وإسقاط هذا النظام. وأضاف: "الرئيس مرسي أراد أن يسترضي المؤسسة العسكرية لكسب تأييدهم في تظاهرات 30 يونيه، بما يدلل أن العواقب ستكون وخيمة خاصة بعد تغليظ العقوبة على المعتدين على رجال الشرطة لأول مرة. ورأى محمد عثمان، المتحدث باسم حزب "مصر القوية"، أن حركة المحافظين الأخيرة تفتقد للمعايير التي تم إعلانها، مشددًا على ضرورة أن تكون هناك معايير موضوعية يتم على أساسها اختيار المسئولين بشكل عام لا تتعلق فقط بالانتماء الحزبي. وتابع "الأخونة لا تسبب لنا أي أزمة حال اختيار المسئولين بشكل موضوعي ووفق قواعد مهنية وليس لمجرد الانتماء الحزبي، مشددًا على أن مصر تحتاج لعدد من الكفاءات المتخصصة للنهوض بهذه الفترة الحرجة التى تمر بها البلاد. وقال هيثم أبو خليل، القيادي المنشق عن جماعة "الإخوان المسلمين"، إن الرئيس يؤكد كل الشكوك التي يتحدث عنها الجميع من محاولات الجماعة ل"أخونة الدولة" بكل هيئاتها ومحافظاتها وكل الوزارات، على الرغم من أن محاولات "أخونة" عدد من الوزارات لم تنجح من قبل. ورأى أن اختيارات الرئيس لحركة المحافظين مبنية على أهل الثقة والخبرة، متسائلا: "كيف يأتي الرئيس الآن بكل هذا العدد من المحافظين التابعين للإخوان وكأنه يتعمد استفزاز المصريين؟"، مشيرًا إلى أن "الإخوان" يسيرون على خطط وخطوات الحزب "الوطني" المنحل بالمحافظات.