ندد سياسيون وحقوقيون بخروج الدكتور أحمد كمال من التشكيلة الجديدة للمجلس القومي لحقوق الإنسان والذي كان يشغل منصب نائب رئيسه منذ تأسيسه قبل خمس سنوات، مرجحين أن يكون لاستبعاده علاقة بمواقفه المناهضة لسيناريو التوريث المزعوم في مصر وإدانته الحكومة بانتهاك حقوق الإنسان، مؤكدين أن هذا يفقد المجلس استقلاليته المفترضة عن الحكومة، ويعكس عدم جدية الأخيرة في اتخاذ مواقف جادة تجاه ملف الحريات. وقال محسن بهنسي مدير مجموعة المساعدة القانونية لحقوق الإنسان ل "المصريون"، إن إقالة أبو المجد الذي وصفه ب "القيمة القانونية العالية خاصة في مجال حقوق الإنسان" يطعن في شرعية المجلس ويؤكد حقيقة أنها مستمدة من الدولة، رغم أنه من المفترض أن يكون مستقلا، مشيرا إلى أن المجلس ليس له دور في الدفاع عن حقوق الإنسان في مصر، خاصة فيما يتعلق بانتهاكات السلامة الجسدية والحقوق السياسية والمدنية، بالرغم من تصديق مصر على مواثيق ومعاهدات دولية لحماية حقوق الإنسان. ورجح وجود علاقة بين إبعاد أبو المجد والتقرير "الجريء" للمجلس الذي صدر مؤخرا وحمل انتقادات حادة للحكومة في ملف حقوق الإنسان في مصر على أساس فهم حقوقي وسياسي واضح، علاوة على تصريحاته بشأن قانون الطوارئ بشكل أزعج النظام وجعله ربما غير راض عنه مما دفعه إلى الإطاحة به، مشيرا إلى أن ذلك يكشف أيضا إلى أن أعضاء المجلس القومي لحقوق الإنسان ما هم إلا قطع شطرنج يمكن تحريكها من جانب النظام كيفما يشاء حسب أهوائه ومصالحه الخاصة. أما الكاتب السياسي جمال أسعد فوصف استبعاد أبو المجد من المجلس في تشكيلته الجديدة ب "الفضيحة الكبرى"، راجعا ذلك إلى رفضه توريث الحكم وانتقاده لأوضاع حقوق الإنسان في مصر ومطالبته بتفعيل المواثيق والمعاهدات الدولية لحقوق الإنسان وتفعيل مبدأ المواطنة وحل مشاكل الأقباط حلا وطنيا وسياسيا. وقال إن ذلك يعكس أن النظام لا يهمه وضعيه حقوق الإنسان في مصر وإنما مصالحه السياسية في المقام الأول، وانه يكشف عدم وجود رغبة حقيقية في إجراء أي إصلاح سياسي أو حقوقي وان المجلس القومي لحقوق الإنسان ليس إلا مجرد ديكور لتجميل وجه النظام وإظهاره في صورة الذي يحمي حقوق الإنسان. أما ضياء رشوان نائب رئيس مركز الدراسات السياسية والإستراتجية ب "الأهرام" فرأى أن الخاسر الأكبر من خروج الدكتور أبو المجد من تشكيلة المجلس الجديدة هو المجلس نفسه وليس أبو المجد لأنه قيمة وعلامة قانونية من شانه أن يضيف إلى المجلس والى سمعة مصر دوليا في هذا المجال، مشيرا إلى انه لا يرى في الوجوه الجديدة أي شخصية أفضل منه بل أنهم من تلاميذه.