- فلوس يا مدام.. - what?.. - فلوس.. عشان تدخلي الحمام لازم تدفعى فلوس.. - What? وهنا فضّلت عاملة النظافة في أحد حمامات القلعة التوجه بخطى ثابتة واثقة تجاه صديقتي التي أرعبها إصرارها وثباتها.. - يعني إيه فلوس بالإنجليزي؟ فردت صديقتي بمنتهى البراءة ودون تفكير: يعني ""money. وهنا أخذت العاملة توجه حديثها لإحدى السائحات التي تود لو أنها حصلت منهم على غنيمة "خضراء"، "موني" فلوس يعني.. عايزة فلوس.. والسائحة لا تكف عن الوطوطة what? ومن خلال متابعتي الدقيقة للمشهد.. أعتقد أنه وصل لفهم السائحة ماذا تريد العاملة، لكنها مثلت دور "العبيطة".. وأصرت على ألا تخضع للإرادة الجبرية لهذه العاملة المصرية.. وبالفعل انتصرت السائحة، بينما رفعت العاملة الراية البيضاء في النهاية.. وتركتها تدخل الحمام دون مقابل.. بينما رضخنا نحن لطلبها و"أبجنها المعلوم".. وطبعا "اللي ما يقدرش على الdonkey يتشطر على البردعة". بالطبع هذا التصرف ممنوع بإقرار الإدارة التي علقت لوحة كبيرة على مدخل الحمام تقول: "دخول الحمام مجاني.. وإن قابلتك مشكلات عليك بإبلاغ الإدارة". وأعتقد أنه لا أحد يبلغ الإدارة.. فتلبية الحاجة الإنسانية الملحة في هذا التوقيت الحرج لا يجعل للإدارة تواجد في فكر أي شخص، فيتبع المثل القائل: "هين قرشك ولا تهين نفسك".. ولذا يلبي نداء الطبيعة ويدفع بالإكراه. وهو ما يتكرر في الأماكن الترفيهية والسياحية بشكل "يكسف".. فالحمامات مزينة ببرواز كبيييييييير يقول: "لا تدفع"، بينما يد العاملة تمتد وتؤكد أنه لا دخول قبل الدفع.. ويا الدفع يا "الحبس" أو "الانفجار". وبالطبع صورة مصر تصبح في "الحضيض"، بل أسفل من الحضيض بمراحل.. فالشحاتة العلنية بالوظائف الحكومية لا تتوقف. ولتعلم أنه لا خيار لديك، فأنت مجبر على ما يطلقون عليها "الإكرامية" أو "البقشيش".. وهتدفع يعني هتدفع.. بالذوق، بالعافية، بالحسنى، باليسرى.. هتدفع..