الحجيرات وحمردوم والسمطا ثلاث بؤر إجرامية تهدد حياة المواطنين في قنا وصعيد مصر ومن هذه القرى اندلعت شرارة الفتنة الطائفية في قنا، كما تعد موطنًا لتجار السلاح والمخدرات والخارجين على القانون نظرًا لطبيعتها الجغرافية الصحراوية في حضن الجبال ما جعلها منبتًا ملائمًا لاحتضان الجريمة وفاعليها. اشتهرت قرية الحجيرات التابعة لمركز قنا وتبعد نحو 15كيلومترًا فقط من مدينة قنا العاصمة بالثأر وزادت معدلات الثأر في القرية حتى أصدرت محكمة جنايات قنا مؤخرًا حكمًا بإعدام 5 متهمين في القرية في القضية المعروفة إعلاميًا ب"مذبحة الحجيرات". وعلى بعد 10 كم شمالاً نجد قرية السمطا الشهيرة بتجارة السلاح والمخدرات وهي قرية تابعة إداريًا لمركز دشنا ومعروفة لدى الأمن بخطورتها الإجرامية وإذا تحركنا ناحية الشمال وعلى بعد 20كم من السمطا نجد قرية حمردوم التابعة لمركز نجع حمادي والمعروفة بقرية اختطاف الأشخاص والسيارات والدراجات البخارية وغيرها مقابل دفع الفدية وكان آخر جرائم هذه القرية السبت 6 إبريل الجاري عندما قام مجموعة من القرية باختطاف طفل من قرية (هو) بنجع حمادي ظنا منهم أنه نجل أحد تجار السلاح بالقرية والذي توجد بينهما خلافات مالية على تجارة السلاح. زادت جرائم القرى الثلاث بعد الثورة خاصة مع الغياب الأمني رغم أن مدير أمن قنا قد أكد منذ شهور على تطهير قنا من البؤر الإجرامية خاصة قرية حمردوم التي سجلت أكبر رقم قياسي في الخطف والسرقات وخاصة للأقباط على غرار تطهير بحيرة المنزلة الآن الحملة التي سعد بها "القناويون" وانتطروا قدومها جاءت مخيبة للآمال فقد قامت مديرية أمن قنا بشن حملة هزيلة على قرية حمردوم والاتفاق مع أهالي القرية بتسليم عدد من المسروقات شملت دراجات بخارية وسيارات وقطع أسلحة وذخائر - دون مقاومة وبالفعل تسلمت الداخلية ما تم الاتفاق عليه مقابل عدم اقتحام القرية والقبض على المطلوبين أمنيًا لخطورتهم. وتتفق القرى الثلاث في الطبيعة الجغرافية الصحراوية في حضن الجبال جهة الشرق الشمالي لقنا وعلى أبعاد متقاربة وكما يقول أساتذة علم الاجتماع في أبحاثهم إن الطبيعة الجغرافية الصحراوية والتقرب بين القرى الثلاث ساعد كثيرًا في التوحد الإجرامي"، كما أن غياب الدولة عن تنمية هذه المناطق وغيرها ساعد كثيرًا في انتشار العمليات الإجرامية بها الأمر الذي يساعد كثيرًا في إفراز ما يسمى "بخط الصعيد".