لعل قرائي الكرام يتذكرون مقالاً كتبتُه منذ فترة ليست بالبعيدة بعنوان "رسالة أم سيد"؛ نقلت فيه شكوى ربة بيتٍ مصرية تنتمي للطبقة المتوسطة؛ وتعاني مما آلت إليه أوضاع البلاد على معظم الأصعدة الحياتية المعاشة؛ وانعكس على كل بيتٍ وأسرة؛ وبالأمس وجدت ابنها "سيد" أنزل (بوست) على الفيس بوك فيه صورة رجل عابس متجهم، وقد كُتب عليها (ذات مومنت .. لما تقول لواحد إخواني إنك من التيار الشعبي أو الدستور.. هتخشوا النار يا كفرة .. كفااااار .. أشراااار)، وجدت صديقي المهندس حسام القصاص قد سبقني في التعليق على البوست قائلاً: يا سلام هي دي كل مشاكل مصر؟؟؟، ثم بدأ الحوار الكتابي بيني وبين "سيد" (أنقله بعاميته وأخطائه التي لن تخفى على فطنة القارئ .. لكيلا يفقد عفويته). - أنا: ده على أساس إنك لما بتقول لواحد ليبرالي إنك من الإخوان .. بيبتسم ويقولك .. أهلا بريح الجنة!!! .. ثم يأخذك بالأحضان الحميمة والبشر والترحاب. - سيد: ايوه يا عمو حسام الليبراليين مش طايقين الاخوان- ومسمينهم الخرفان- وتجار الدين، اما الاخوان بقى برضو مش عايزين الليبراليين- وبيقولوا عليهم انهم كفار- وانهم اعداء الاسلام . ويا عمو اشرف اولا انا مش ليبرالى- ولا انا اخوان- والحقيقه انى لا يشرفنى انتمى لدول او حتى لدول لانهم هدفهم المصالح الخاصه كلهم قاموا بتخريب الممتلكات-وقتل الناس فى الشوارع كلهم طامعنين فى الكرسى-وطبعا يا عمو الصور اللى حضرتك شايفها دى هى اقل حاجه بيقولها الاعلام الاسلامى على الليبراليين-ولو حضرتك مش مصدقنى اتفرج على هذه القنوات الغير مسئوله اللى هى اصلان من وجه نظرى اكبر اساء للاسلام-ولجماعه الاخوان. - أنا: يا سيودة .. بالعدل والإنصاف تقوم الأمم .. ولا تنس القاعدة الذهبية في العدل بأنه لو جاءك شخصٌ وقد فُقئت إحدى عينيه .. فلا تحكم له حتى ترى الطرف الآخر .. فربما تكون قد فقئت عيناه الاثنتان .. وعندما تتكلم عن الجوانب السلبية فيما يسمى قنوات الإعلام الإسلامي .. فمن الإنصاف أن تذكر السم الزعاف .. الذي تنفثه عقارب وأفاعي قنوات الإعلام الفلولي .. على الأقل لكي تكتسب مصداقيةً واحترامًا أمام من تخاطبه. - سيد: بالنسبه للاعلام الفلولى فهو فى وجه نظرى برضو لا يختلف كتير عن الاعلام الاسلامى الاعلام الفلولى بيبن بس الجوانب السلبيه- وفى بعض الاحيان مابيظهرش كامل الحقيقه للناس - وكمان بيعمل على التضليل بس انا احب اميز بين اعلام الفلول - واعلام الليبراليين لاء الفرق كبير الليبراليين متحاملين على الاخوان- وعلى مرسى اما الفلول كل هدفهم اظهار مرسى رئيس غير قادر على اداره شئون البلاد-ورغم انى شايف انها حقيقه بس برضو يا عمو الاعلام فى مصر لا يختلف كتيرا عن الصراع بين الثلاث الفلول- والاخوان - واللبيراليين- وعلشان نخلص لازم الحكومه تشكل من اللبيراليين- والاخوان معا-ولازم يحدث بينهم تعاون علشان العجله تدور - أنا: وليه ما تقترحش حل تاني وهي إننا نسيب الرئيس المنتخب ياخد فرصته .. وبعد وقت كافي ومعقول نحاسبه بطريقة موضوعية وليس بالهجوم المستمر من أول لحظة والانتقاد من أول كلمة والهجوم على كل تصرف والتشويه لكل عمل .. هو في أي حكومة في الدنيا بتشتغل تحت هذه الضغوط وتفجير الألغام ونصب الفخاخ؟ .. وبعدين نرجع نسأل هي عملت إيه؟؟!! .. وبعدين يا سيد لما نشكل حكومة من أفراد متنافرين .. ويختلفوا هيشتغلوا ازاي .. ويطلع كل يوم وزير يستقيل .. ومش في صمت بل في تشهير .. يبقى هيعطوا شغل وإنجاز للبلد امتى .. يا جماعة إحنا الإعلام غيب عقولنا فأعطيناها إجازة. - سيد: طب ليه منشكلش حكومه ائتلافيه بدل ما يقودنا تيار واحد-وفى حاجه كمان يا عمو الحقيقه ان مافيش اعمال غير اللى عملها الدكتور باسم عوده فقط لاغير اما باقى الوزرات - والرئاسه هادئه تحل المشاكل ببطئ-وبالحب. اما عن انتقاد الرئيس على افعاله طبعا ده شئ مش كويس بس لما رئيس دوله مهمه زى مصر يطلع يرتجل-ويقول كلام غير مفهوم فى خطابات-وللهى لما سمعتها قبل ما يجبها باسم يوسف-وقعدت اضحك لكن كنت فعلا حزين لانى حست ان احنا أهنا رمز من رموز الدوله لكن اكتشفت ان هذا الرمز هو من يهين نفسه فيها لما يتم انشاء مكتب مختص يكتب للرئيس كل خطابته-وكلماته بدقه. فيها ايه فيها ايه لما نخلى كل اطراف العمل السياسى يعملوا مع بعضهم من اجل اصلاح مصر اذن يا عمو ان ده مطالب مشروعه-وانا اتمنى اشوف بلدى احسن بلد كل لو ظل الوضع على ما هو عليه يبقى عليه العوض-ومنه العوض - أنا: أنت مثالي يا سيودة .. معنى إنك تطلب من المعارضة إنهم يحطوا إيدهم في إيد الريس .. ويقدموا كفاءاتهم تتعاضد مع كفاءاته .. إنهم هيساهموا في إن البلد تستقر .. ثم تنهض .. ثم تنجح في التنمية .. وهما مش هُبل عشان يساهموا في كده .. لأن ده يسحب البساط من تحتهم ..فهم يراهنون فقط على سوء الأوضاع وترديها .. لكي يتمكنوا من استثمار الغضب الشعبي لصالح طموحهم السلطوي .. أما عن مسألة الخطب والكلمات .. فهذه مسألة خلافية بحسب التأويل والتفسير .. والحب والبغض .. والانتقائية وتصيد الأخطاء .. وارجع للقرآن لتجد أنه حتى كلام الأنبياء المعصومين الموحى إليهم .. كان يتعرض للسخرية والاجتزاء والاستهزاء .. والشواهد في ذلك كثيرة.