بدت جماعة "الإخوان المسلمين"، أقل رغبة في الانفتاح على القوى المعارضة عقب ما عرفت إعلاميًا ب "موقعة المقطم"، وهو ما تبدى بوضوح في تصاعد نبرة الهجوم لقيادات الجماعة ضد المعارضة خلال الأيام الماضية، وتحميلها المسئولية عن توفير الغطاء السياسي لأحداث العنف التي أدت إلى سقوط عشرات المصابين في اعتداءات بالضرب والسحل. وجاءت الإشارة الأبرز على ذلك في هجوم الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب "الحرية والعدالة" على الدكتور محمد البرداعي، مؤسس حزب "الدستور"، والمنسق العام لجبهة الإنقاذ الوطني، والفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي الخاسر. وربط العريان بين زيارة البرادعي للإمارات ووجود شفيق هناك، وتوافق ذلك مع مرور ذكرى "عيد الفصح" عند اليهود، مشيرًا إلى أن موسم عيد الفصح، ومعه الحج لدبي وأبوظبي، فالوحي الشيطاني يتنزل حيث تكون الشياطين. وقال أحمد محمود، عضو الهيئة العليا لحزب "الحرية والعدالة"، إن ما يصفها الإعلام بأنها "هجمة شرسة من الإخوان على خصومهم، ليست هجمة مدبرة، وإنما هو رد فعل طبيعي للعمل الإجرامي الذي قاموا به". وأضاف: كنا ندعو للحوار منذ شهور طويلة، ونادينا بحكومة ائتلاف وطني ومشاركة حقيقية، فكان جزاؤنا أن وجدناهم يسعون لقتل الإخوان ويقولون: "قريبا نعيش في وطن بلا إخوان".. حتى كفرنا بالحوار. وأشار إلى أنه حينما يقوم "الإخوان" بالهجوم على منفذي الاعتداء الإجرامي على مقر مكتب الإرشاد يلامون على ذلك، في حين لم نر الهجوم الإعلامي على منفذي الهجوم نفسه، بل إنهم وصفوا حينها بالثوار. واتهم البرادعي بأنه "أحد منفذي هذا الهجوم، خاصة أنه الأمين العام لجبهة الإنقاذ، وهم الذين اتخذوا قرارًا بالذهاب إلى مقر مكتب الإرشاد وتنفيذ الهجوم على الإخوان"، وتابع متسائلاً: ما المانع أن نهاجمه وهو أصبح مجرما يؤجر البلطجية ليعتدوا على المصريين الشرفاء؟. في حين انتقد أحمد بان، الباحث السياسي، جماعة "الإخوان" لأنها "ما زالت تعيش في ثوب الجماعة المعارضة وليس الفصيل الذي من المفترض أن يحكم مصر"، مضيفًا: على الإخوان أن يتخلوا عن فكرة وضع أنفسهم في قالب "المظلومية" التي كانت عليها في عهد النظام السابق، ولابد لها أن تعي حجم الدولة التي تحكمها وأن تكون على قدر المسئولية. وقال: الجماعة تخسر بهجومها الشديد على الدكتور محمد البرادعي، فهو الرجل الذي كان له فضل كبير في تحريك دفة الحياة السياسية في مصر، مشيرًا إلى أن الرجل وضع 10 مبادئ للتغيير في مصر وحشدت لها جماعة الإخوان بقوة، وكان لذلك الفضل الكبير في قيام الثورة. وتساءل: هل ودع الإخوان السياسة الأخلاقية المستمدة من مبادئ الإخوان والتي كانوا ينادون بها من قبل الثورة؟ فهم نجحوا في فصل الوطن نصفين، كما كسبوا خصوما سياسيين جددا بجانب خصومهم الأولين، وجعلوا الرئيس محمد مرسي يتخلى عن مستشاريه وباعهم، فأصبحت أمامه خيارات سياسية كلها سيئة، لذا فلن يكسب الإخوان شيئا من سياسة شن الهجوم الشديد على الخصوم السياسيين.