يهدي المتحف البريطاني في لندن فرصة للعالم للتعرف على قطع فنية تعود إلى أكثر من مليون ونصف عام من تاريخ الفن في مناطق جغرافية مختلفة من كوكب الأرض عن طريق معرض ينظمه تحت اسم "كنوز من حضارات العالم" طاف آسيا وأمريكا وتستضيفه حاليا وحتى العاشر من شهر مايو المقبل العاصمة الإسبانية مدريد. ويقدم المعرض 250 قطعة أثرية مستعارة من المتحف البريطاني تعطي للزائر فرصة القيام برحلة عبر مختلف حضارات العالم تنطلق من العصر الحجري وتنتهي في العصر الحديث من خلال قطع قادمة من مصر وإيران واليابان وغيرها من البلدان، بالإضافة إلى عشرات الأعمال الخاصة بالأمريكتين القادمة من المتحف الأمريكي بمدريد. وينقسم المعرض إلى سبعة أقسام وفقا لمعيار جغرافي زمني يسمح بتأمل التواصل في الأفكار والاهتمامات المشتركة مثل السلطة والسياسة والمعتقدات الدينية والتجارة والحرب، بين شعوب متباينة عاشت في أجزاء مختلفة من العالم. وتأتي في مقدمة الأقسام أفريقيا حيث أصل الحياة وأول الأدوات التي تم تصنيعها من الحجارة منذ أكثر من مليوني عام. ويعطي هذا القسم اهتماما خاصا بالأعمال القادمة من مصر والحضارة الفرعونية والتي تعكس إيمان المصري القديم بالخلود. ويخصص المعرض قسما آخر للشرق الأوسط يبرز به الدور الذي لعبته هذه المنطقة في الحياة التي نعيشها حاليا من خلال أعمال من الإمبراطورية البيزنطية التي شهدت ميلاد فن وحضارة مسيحية ثمينة تأثرت بالوثنية واليهودية والكلاسيكية، كما يتطرق إلى ظهور الإسلام ويعكس دوره كديانة ونظام سياسي في نفس الوقت. أما القسم الأوروبي فهو يتناول أوروبا القديمة واليونان القديمة وروما القديمة والعصور الوسطى وأوروبا من عام 1500 إلى عام 1900، ويعرض التطور الفكري والفني والاقتصادي الذي مرت به القارة، كما يقدم إنجازات الإمبراطورية الرومانية، أقوى إمبراطوريات العالم القديم. وفيما يخص آسيا فيركز القسم الخاص بها على الفن في الصين واليابان وكوريا وجنوب شرق آسيا وجنوب آسيا. وعن الأمريكتين فيقدم المعرض أعمال من المجتمعات التي نشأت وتطورت في المكسيك وأميركا الوسطى والجنوبية، والتي ظهرت بها الممالك والإمبراطوريات التي أنشأت المدن الكبيرة والمعالم الأثرية وأعمال فنية متطورة من الأقمشة والسيراميك والمعادن الثمينة، كما يعرض أيضا أعمالا تنتمي للشعوب الأصلية بأمريكا الشمالية. وتنتهي الرحلة داخل المعرض بالتعرف على فن العالم المعاصر الذي يضم أعمال من العصر الحديث مثل تماثيل للنحات الإيراني بارفيز تانافولي، ورسومات لبيكاسو وأعمال من الخزف للياباني توكودا ياسوكيتشي.