السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , أختي الفاضلة أستاذة أميمة أشكرك علي ردك علي مشكلتي السابقة وهذا ما شجعني لكى أكتب لكِ عن هذا الموضوع .. سيدتي دون إطالة المشكلة لدي هذه المرة هي "أمي " ... فأمي يعلم الله أننا جميعاً نحبها حباً كثيراً جداً فهي تبلغ من العمر فوق الستين ولكنها والحمد الله في نشاط إمراة في الأربعين وأبي رجل غاية في الطيبة والأدب الجم ويبلغ فوق السبعين ونحن جميعاً نحاول أن نكون أبناء أوفياء وبارين بهم, ولكن المشكلة سيدتي فى أمي فأبي يحكي لنا أنها في طفولتها عانت كثيراً جداً وأنا أعتقد أن هذا سبباً لها حائلا بينها وبين الفرح عند كبرها فهي في أي مناسبة سعيدة تتحول إلي نكد وزعل لماذا لا ندري لدرجة أننا في أي مناسبة ندعوا الله أن يعديها علي خير,, سيدتي أمي تمتلك لساناً غليظاً فظًاً حتي علي أبي وأحياناً تسبه وهو يدعو لها بالهداية فقط ويقول: والله لو أن لها أهلاً يحملونها ما أجلستها يوماً ببيتى ولكن أهلها فقراء جداً لا يستطيعون حملها وطبعاً نحن لن نسمح بهذا فهي أمنا. ولكن سيدتي الجزء الخاص بي هو أنني أصبحت لا أدري كيف أرضيها فأنا أنفق ما أقدر عليه ولكن رد فعلها غريب جداً فمثلاً.. جئت لأبي بهدية ثمينة كان نفسه فيها فظلت أمي تؤنبني وغضبت مني كثيراً لأني لم آتي لها بمثلها علماً بأن ما كان معي لايكفي وعندما وفقني الله وأتيت لها بنفس الهدية لم تشكرني ولم أطلب منها ذلك طبعاً, فهذا حقهم علي ولكن الغريب أنها أصبحت تتهمني بأني أمّن عليها وأذلها بالهدية وأنها سوف تجمع ثمنها وترجعوا لي وأقسم لكِ أنني لم أتفوه بشئ عن تلك الهدية أو غيرها وعندما آلمني ذلك سألت أبي هل أحسست مني بمثل ماتقول أمي ؟؟ قال: يابني أنت عارفها ربنا يهديها.... سيدتي.. يعلم الله أنني أخاف علي أمي كثيراً فهي مثلاً لا تعدل بالمرة بين زوجات أبنائها ولا حتي أبنائها ولا بناتها وكم من مرة بكت أخت لي بسبب أمنا وكلما تحدثت معها في ذلك غضبت مني وأحياناً تترك البيت بسببي وأرسلت لدار الإفتاء كي أعلم منهم ماذا أفعل معها! هي دائمة الخطأ وأنا أري الخطأ منها وأحتار مابين أن أُنبهها فتغضب أو أتركها على الخطأ فتذنب ويكتب عليها إثماً, والله لو ينفع أن أتحمل عنها أخطائها أمام الله لفعلت , ولكن أعلم أنه "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى" سيدتي أمي غاية في الطيبة من داخلها, ولكن جهلها ولسانها يتسببان لها ولنا في مواقف غايةً في السوء مما تسبب تقريباً في هجرنا معظم أقاربنا بسبب سوء مقابلتهم من أمي,, سيدتي كل ماكتبت لا يهمني فهذه أمور دنيوية ولكن مايروعني حقاً أمران ... أولهما : وقوف أمي أمام ربي .. وثانيهما : خشيتي ..علي الرغم من بري بها أن تكون من داخلها غير راضية عني ..... سيدتي أسف للإطالة ولكن كي تتضح لكِ الصورة كاملة ... سلام الله عليكِ ورحمته وبركاته. (الحل) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته, أولاً :أشكرك كثيراً على حسن ثقتك بالباب وفى ردودى ونصائحى المتواضعة لقرائى الأعزاء,وإنه ليشرفنى أن تكون قارىء ومتابع جيد لنا,,وأتمنى أن يكون الله قد أصلح حالك مع زوجتك الفاضلة المحترمة. ثانياً:هون على نفسك أخى فهذا للأسف حال الكثيرات من الأمهات ,ولكن أخى هذا الطبع لا يكون وليد لحظة ولا بسبب كبر السن ولكنه يتأصل فى بعض الأباء والأمهات على مرور السنوات, ويبدو أخى واسمحلى أن أصارحك ...أن السبب فى ما وصلت إليه من طبع إلى الأن هو للأسف والدك الطيب الخلوق,فسمح لشخصيتها أن تتنامى وتقوى على شخصيته لأنه متسامح وطيب, ولكن دعنا مماحدث,فالأمر الواقع والحالى هو تسلط والدتك بطبعها الحاد على كل من حولها بما فيهم أبنائها وبناتها ووالدك أيضاً, ولهذا عليكم جميعاً أن تتقبلوا الوضع الحالى بنوع من الصبر والمحاولات الطيبة للتعديل من سلوكها لتكون أهدأ وألين فى المعاملات,ولكن بطريق غير مباشر ودون توجيهها بشكل مباشر,كأن تتفق مع إخوتك وفى كل لقاء إسبوعى مثلاً تطرحون أمامها قصص واقعية عن حسن الخاتمة وسوء الخاتمة وثواب الزوجة المطيعة والمعاملة الطيبة وأن الإنسان يموت وتبقى سيرته وحسن عمله,فهذا الكلام له تأثير فعال بشكل إيجابى فى النفس البشرية,ولابد أن تراعوا جميعكم حسن الحديث لضمان أن يصل إليها ما ترمون إليه بشكل لطيف فإن "من البيان لسحراً" ... حاولوا أخى أن تبتعدون بقدر الإمكان عن ما يثير حفيظة والدتك, فكل إنسان مَن حوله يعرفون غالباً نقاط ضعفه ومايسره وما يغضبه, سيدى ...أنت تعترف بأن أمك طيبة وحنونة ,ولذلك فأنصحك أن تعمل على هذا الجانب الإيجابى فيها وأن تستفيد منه قدر الإمكان ,فحاول أنت أن تأتى لها دائما بالهدايا وكل ما تحبه ولو كان رمزياً وإن كانت لديك كلمة طيبة لغيرها فلا تكون أمامها, فإن تأكدت أنك قمت بواجبك نحوها على النحو الذى يرضى الله ثم ضميرك,فاترك الأمر بعد ذلك كله لله تعالى ولا تحمل نفسك فوق طاقتها من تأنيب, مع ديمومة الدعاء لها بالهداية والرحمة والغفران, فأنت مهما صبرت عليها فأعتقد أن صبر أباك عليها كان أكبر وأطول,وبعد ذلك تأكد أن أجركم جميعاً على الله.. وجميل جداً أنك سألت فى هذا الشأن من ثواب وعقاب من الله فى دار الإفتاء المصرية,فاتبع أخى أيضاً ما أفتوك به هناك. وأعتقد كلما تذكرت فضل الأم وأيات الله تعالى من القرآن الكريم (وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً) فهى أية بليغة تعطى لك من الصبر وقوة التحمل على ما يفعله الأبوان الكثير والكثير... وأيضاً قول الله تعالى..( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا ) ...فهذه الأية أيضاً كلما تذكرتها تتذكر ضعفهما وقوتك وضرورة الصبر عليهما وأنت فى موضع القوة, وإن شاء الله بعد كل هذا ستجدها راضية عنك حتى وإن أظهرت لك غير ذلك,فالأم أخى مهما جفت وقست إلا أن قلبها يحن ويملؤه الخير والحب لأبناءها مهما فعلوا من أمور تغضبها,وبرضاها عنك,تكن على ثقة بأن الله تعالى يرضى عنك ,فأنت إبن بار بوالديك وتحمل همهما فى الأخرة قبل الدنيا ولذلك ثق بأن الله لن يضيعك وسيعاملك أبنائك بما تعاملهم به فكما تدين تدان ,,ولكن أكثر من دعائك لها.. فاللهم إهدها واغفر لها وارحمها وارحمنا جميعاً , فجميعنا لن ندخل الجنة إلا برحمة من الله سبحانه وتعالى , وفى النهاية إترك الأمر كله لله ف (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ) فكل شىء بيد الله وهو حده القادر على هدايتها و رحمتها . لإرسال مشكلتك والتواصل مع الأستاذة/أميمة السيد [email protected]