الشرقية: المزارعون يهددون بعدم زراعة الأرز.. والغربية: مطالبات بتدخل الجيش.. والمنوفية: ارتفاع تعريفة الركوب إجبارى.. وكفر الشيخ: قطع الطرق احتجاجًا.. والبحر الأحمر: إغلاق محطات الوقود واصلت أزمة نقص البنزين والسولار تصاعدها بالمدن والمحافظات، وشهدت محطات الوقود زحاماً شديداً تسبب فى إغلاق الطرق وتعطيل حركة النقل والمواصلات، فيما استغل تجار السوق السوداء وسائقو الميكروباص الأزمة ورفعوا الأسعار وتعريفة المواصلات إلى الضعف، لتستمر حالة الارتباك المرورى فى شوارع المحافظات مع احتجاجات السائقين وتزايد الغضب الشعبى بسبب تعطل مصالح المواطنين والخوف من امتداد تداعيات الأزمة إلى قطاعات أخرى، بعدما رفعت محطات الوقود شعار "عفوا لا يوجد سولار". وشهدت مدن ومراكز محافظة الشرقية أزمة طاحنة بسبب نقص السولار، حيث اصطف العشرات من الأهالى فى طوابير حاملين الجراكن لتوفير احتياجاتهم من السولار لاستخدامه فى حصاد القمح وزراعة الأرض، وهدد المزارعون بتوقفهم عن الزراعة فى حال استمرار هذه الأزمة وعدم زراعتهم لمحصول الأرز، والذى يحتاج إلى كميات مياه كبيرة . وظهرت المناوشات فى محطات الوقود بين الرجال والنساء والسائقين فى محاولة للحصول على السولار، حيث شهدت محطة التعاون بوسط مدينة فاقوس مشاجرات واشتباكات بسبب أولوية الحصول على السولار . وقال جمال محمد إننا نقف منذ يومين ننتظر السولار لكى نروى الأرض ولا نستطيع الحصول عليه، فالواسطة والمحسوبية وصلت إلى محطات السولار. ويضيف عبده السلاوى من أبو كبير، قائلا: نقف بالساعات حتى نحصل على 20 لتر سولار لا تكفى لرى الأرض، ويأتى غيرنا من التجار ويأخذ الكميات التى يريدها. وتضيف أمينة محمد من الإبراهيمية قائلة: أين الرقابة على المحطات؟ لقد قام صاحب المحطة بعمل كوبونات للفلاحين والمواطنين لإعطائهم السولار، وحينما ذهبنا إليه أمسك البونات وقام بتقطيعها، وحضر إليه عدد من التجار الذين يأخذون السولار ويبيعونه فى السوق السوداء بأسعار عالية، وأعطاهم الكميات التى يريدونها أمام الجميع . فيما هدد المزارعون بعدم توريد محصول القمح للشون، اعتراضا على نقص السولار، مؤكدين أنهم ينتظرون بالأيام أمام المحطات للحصول عليه، ولم تفعل الحكومة لهم شيئا. من جهة أخرى، قطع العشرات من السائقين طريق بلبيس – القاهرة الزراعى أمام قرية غيتة التابعة لدائرة قسم شرطة بلبيس أمام السيارات، للمطالبة بتوفير السولار، وانتقلت القيادات الأمنية بمديرية أمن الشرقية للتفاوض مع السائقين وإقناعهم بإعادة فتح الطريق أمام السيارات. وفى الغربية، أضرب عدد من سائقى السرفيس بميدان الشون بمدينة المحلة عن العمل، وقاموا بإيقاف السيارات المتجهة إلى مدينة طنطا والقادمة للمحلة. وقام بعض السائقين بإطلاق الأعيرة النارية فى الهواء بسبب أزمة السولار، مما أدى إلى عدم وصول الموظفين والعمال والطلبة لأعمالهم ومدارسهم وتوقف حركة السير تماما. وقطع سائقو سيارات الشحن التابعة لشركة «مصر للبترول» بمدينة طنطا، طريق «طنطا - الإسكندرية الزراعى» أمام الشركة، احتجاجاً على استيلاء المواطنين على حمولة سياراتهم بشكل إجبارى. وطالب سائقو الغربية، القوات المسلحة بالنزول لتأمين محطات الوقود على مستوى المحافظة بعد زيادة أعمال الشغب وإطلاق النار، وقيام البلطجية بالاستيلاء على الكميات الواردة من الوقود للمحطات، بالإضافة إلى الاستيلاء على سيارات النقل المحملة بالسولار لبيعها بالسوق السوداء تحت تهديد السلاح. وفى المنوفية، أضرب العديد من السائقين فى مراكز قويسنا وشبين الكوم وبركة السبع ومنوف عن العمل، كما رفع السائقون على خطوط النقل الداخلى تعريفة الركوب إجبارى بمعرفة مسئولى ومشرفى مواقف تجمع الميكروباصات، فضلا عن رفع عريفة الركوب على خط قويسنا القاهرة بشكل إجبارى على المواطنين فى غياب تام لمسئولى المرور والتموين والإدارة المحلية. وفى كفر الشيخ، قام سائقو سيارات السرفيس بمركز ومدينة دسوق بقطع الطرق الرئيسية احتجاجا على نقص السولار ووقوفهم أمام محطات البنزين لساعات متصلة، حيث قام بعض السائقين بقطع طرق مداخل مدينة دسوق، وقام البعض الآخر بقطع طريق دسوق – فوه، وطريق دسوق – مطوبس، الأمر الذى أدى إلى حدوث شلل كامل مدينة دسوق وقراها. وأكد إبراهيم طلحة وكيل وزارة التموين بكفرالشيخ أن كمية السولار المتواجدة بمحطات البنزين تكفى لاحتياجات جميع السيارات بالمحافظة، ولكن التزاحم الشديد أمام محطات الوقود يشعر الناس بأن هناك نقصا، لافتا إلى أن قيام بعض السائقين بتخزين المواد البترولية داخل المنازل أحد أهم أسباب الأزمة. وفى محافظة البحر الأحمر، انتشرت طوابير السيارات أمام جميع المحطات التى يتوافر بها الوقود، وشهدت المحافظة إغلاق العديد من المحطات، وتم تعليق لافتات بعدم وجود سولار بمدينة الغردقة وسفاجا والقصير ومرسى علم وحلايب وشلاتين. وقال أحد السائقين: نحن نعمل يوما ونتوقف يوما، لكى نحصل على تموين السيارة من السولار، وبهذه الطريقة نعمل 15 يوما فى الشهر فقط، وأشار سائق حافلة سياحية إلى تأثر قطاع السياحة بنقص السولار فى البحر الأحمر. وأكد اللواء سعد الدين أمين، سكرتير عام محافظة البحر الأحمر، أن سبب نقص السولار يرجع إلى العجز فى الكمية الواردة من شركات البترول للمحافظة، وأن متوسط الاستهلاك اليومى أكبر من الكمية الواردة، مشيرا إلى أن نسبة العجز فى كمية السولار الواردة بلغت 40% من شركة مصر للبترول، ومن الجمعية التعاونية للبترول 37%، ومن الاستثمار 37%، وفى بنزين 90 و95 جاءت نسبة العجز 100%. وفى نفس السياق، قال مسئول بارز فى الهيئة العامة للبترول، إن أزمة السولار قد تأخذ منحنى حادا خلال مارس الجاري، مع عدم كفاية المخصصات المالية المطلوبة لتمويل عمليات الاستيراد. وأضاف أن وزارة المالية خصصت 300 مليون دولار من أصل 500 مليون دولار طلبتها هيئة البترول لتمويل استيراد سولار للشهر الجارى، لافتا إلى أن خفض مصر المخصصات الدولارية لشراء مواد بترولية، ينتج عن قلة احتياطى النقد الأجنبى لديها، والذى تآكل إلى 13.6 مليار دولار بنهاية يناير الماضي، تغطى نحو 75 يوما فقط من الواردات. وأكد المسئول أننا فى أزمة حقيقية، حيث يزداد الطلب على السولار بشدة من جانب المزارعين خلال الشهر الجارى بسبب موسم الحصاد، موضحا أن مخصصات استيراد السولار فى الشهور العادية تبلغ 400 مليون دولار، لكنها ترتفع فى الربع الثانى من العام "إبريل – يونيو" إلى 500 مليون دولار، مع ارتفاع الكميات المطلوبة بما يتناسب مع حاجة السوق. جدير بالذكر، أن محافظات مصر تعانى من أزمة فى الحصول على السولار منذ 3 أشهر تقريبا، مما أرجعه وزير البترول والثروة المعدنية المهندس أسامة كمال إلى عمليات التهريب ونقص المخصصات المالية.