، تحية واحترامًا وتقديرًا، هل تسمح لي باستعارة منبركم الكريم في توجيه تلك الرسالة للسيد الرئيس؟؟ السيد الرئيس د. محمد مرسي، كل الحب والتقدير والاحترام وهو ما يدفعني إلى مطالبتك بالتنحي عن الحكم - أقولها آسفًا والله أعلم بالنيات رغم أنى وعائلتي أعطيناك صوتنا في الانتخابات راضين مقتنعين سعداء متطلعين لمستقبل أفضل لمصر على يديك، ارحل يا سيدي الرئيس بعد أن ظهر الفشل في إدارة مرافق الدولة وطالها جميعًا وآخرها مرفق الشرطة والذى نحاول على مدى عامين منذ قيام الثورة في إعادته سليمًا نقيًا للحياة دون جدوى ارحل يا سيدي ولا تبدو في موقف المتفرج على ما يحدث في طول البلاد وعرضها وهو الانطباع الذي يتزايد عند جموع المصريين يومًا بعد يوم، ربما كان لديك برنامج طموح للنهوض بالدولة وربما حالت ظروف الفساد والانفلات الحادث في مرافقها وجذور الدولة العميقة من ناحية وقضاء مسيّس وإعلام فاسد ربما حال كل هذا دون تحقيق برنامجك أو فاجأتك كل تلك الظروف غير المتوقعة وربما لم يكن لديك البديل فكان هذا الاضطراب في الأداء وعدم الرؤية الصحيحة وهو ما يجعلني أصر على طلبي بالتنحي عن الحكم. ربما كان لك العديد من المستشارين من القانونيين والاقتصاديين والسياسيين ولكن هل هم جميعًا أصابهم العطب في التفكير السليم واكتفوا بحسن النية والطيبة والأدب؟؟ هل لا يصلك ما تعانيه الدولة من تفكك وتشقق واحتراب بين كل الناس واقتصاد ينهار وخراب يطل برأسه بين دخان ونيران تحرق البلاد؟ هل تذكر حريق القاهرة في 1952؟ الحريق الآن يطال كل محافظات مصر تقريبًا وكأن البلد بلا قيادة وبلا قانون وبلا حقوق أو واجبات لأي أحد أو من أي أحد، ربما كانت تلك مخططات للفوضى وضعها من وضعها (وهي بالتأكيد كذلك) وربما كانت هناك أيدٍ داخلية وخارجية تعبث بمقدرات البلاد كما أعلنت سيادتك وأعلنه مسئولون كثيرون بالحكومة (وزير العدل-النيابة- لجنة تقصى الحقائق في أحداث الثورة- قيادات الإخوان مثل البلتاجي والعريان وغيرهم)، ولم نسمع بعد ذلك شيئًا رغم التأكيد على ذلك عدة مرات وأننا سنسمع عجبًا في قادم الأيام ولم نسمع شيئًا ولم يحدث شيء!!! وإنما تناقلت أخبارنا الدنيا أننا نتخبط وأن العالم من حولنا يتقدم أو حتى يتوقف ونحن (أم الدنيا وأقدم حضارات العالم) نتقهقر إلى الوراء وبسرعة متزايدة وننزلق إلى هاوية مظلمة، أين القانون؟ أين الأمن؟ أين الإعلام الحر النقي الطاهر من فساد السنين؟ أين القضاء غير المسيّس؟ أين رئاسة الجمهورية؟ أين الرئيس ورؤيته وحسمه وقراراته المدروسة؟ أين مجلس الشورى وقد خاب فيه أمل الناس بأدائه المخزي الضعيف المتردد؟ بخلاف القرار الجريء بحل المجلس العسكري وإبعاده عن الحكم لم يُصدر قرار بحجمه بعده وإنما قرارات تلغى بعد إصدارها بساعات وقرارات لا يتم دراستها فتلغى بقرارات أخرى بعدها بأيام، ثم - وهذا مهم جدًا - تعهدت أن تكون رئيسًا لكل المصريين وأن تبتعد عن انتمائك الحزبي واستقلت بالفعل من رئاسة حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين ولهم كل التقدير والاحترام كجماعة دعوية فاضلة تخدم مصر والمصريين ولهم أيضًا انتقادات كثيرة على أدائهم، ولكن، ما معنى أن يطل كل يوم تقريبًا مسئول من الحرية والعدالة أو من الإخوان ليدلي بتصريح ناري وكأنه يصدر قرارًا جمهوريًا ثم لا نسمع تصديقًا أو تكذيبًا من الرئاسة؟؟ ما علاقة هاتين الجهتين بالحكم؟ إن كانا شريكين فليكن إعلان ذلك بصراحة ووضوح منعًا للبلبلة والاضطراب، هناك العديد من علامات الاستفهام عن أسئلة محيرة تصيب الناس بالحيرة والتردد بين التصديق والتكذيب وإن كان مجمل الأحوال واضطراب الأداء من الجميع يجعل الناس مصدقين لما يسمعون ويرون، أين هيبة الحكم والرئيس تتم إهانته كل ساعة بالحق وبالباطل (ولو أنه لا توجد مبررات لإهانة أي شخص)؟. فى النهاية كل ما حدث ويحدث في ربوع مصر الحبيبة لا يرضي أحدًا ولا أظنه يرضيك أنت أيضًا وإنما يرضى فئات تتربص بمصر الدوائر(عليهم دائرة السوء) ولكن يبقى أثر كل ذلك إحباطًا للناس وصدمة لهم ولآمالهم التي هي أبسط حقوقهم بعد قيام الثورة. أأسف سيادة الرئيس على الإطالة أو إساءة الحديث - ولكنى على ثقة أن مستقبل ومصلحة مصر والمصريين هي الأمل والهدف المنشود، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حسن يوسف عمر - مهندس انتهت رسالة القارئ الكريم التي وعدته بنشرها كما هي وبدون تدخل مني، وأتفق معه في معظم ما ورد، وإن كنت أختلف تمامًا مع مطالبته بالتنحي، علينا نصحه وتذكيره والضغط عليه من أجل إنقاذ الوطن والتحرر من قيد الجماعة الذي يورثه ويورث الجميع معه الهلاك، ولكنه يبقى الرئيس الشرعي الذي انتخبناه بإرادتنا الحرة تدشينًا لعصر جديد من الديمقراطية الحقيقية واحترام إرادة الشعب، وتفريطنا في ذلك يعني تفريطنا في أعظم مكاسب الثورة وفتح المستقبل على المجهول والأخطر. [email protected]