هو رجل واحد، لكنه هدم الخلافة الإسلامية، كان يهوديًا ولذا قام اليهود برفع نجمه إلى أعلى العلا في سماء الدنيا في زمنه، وانخدع فيه الغالبية العظمى من مفكري وسياسيي هذه الأمة المنكوبة. ولد مصطفى كمال في مدينة سلانيك باليونان (وكانت خاضعة للدولة العثمانية وقتها) في مثل هذا اليوم عام 1881م، من سفاح لامرأة باغية تسمى "زبيدة"، ونسب إلى علي رضا - أحد موظفي الدولة في سلانيك -، وقيل أن أصله صربي أو بلغاري لكنه كان من "يهود الدونمة". جاءت الفرصة الذهبية لأتاتورك عندما هزمت الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، واضطر رجال حركة "الاتحاد والترقي" الذين كانوا يسيطرون على مقاليد الأمور في الدولة للفرار منها، وهنا ظهر نجم مصطفى كمال الذي كان يمثل الصف الثاني للاتحاد والترقي، وكان من حسن حظ أتاتورك أن الخليفة الجديد وحيد الدين كان يعرف أتاتورك جيدًا منذ أن كان وليًا للعهد، فعين أتاتورك مفتشًا عامًا للجيوش وزوده بصلاحيات واسعة للقيام بثورة في الأناضول التي وقعت تحت احتلال الحلفاء بعد الحرب العالمية الأولى، وعمل أتاتورك على توسيع نفوذه واكتساب أعوانًا له في خطته القائمة على إسقاط الحكومة المركزية ليصل هو إلى سدة الحكم، وساعدته الظروف المحيطة بالدولة العثمانية ومعاهدة سيفو التي وقعتها الدولة مع الحلفاء لما فيها من شروط مجحفة، فثار عليها أتاتورك ليظهر بصورة الوطني المخلص لدولته. وسط هذه التداعيات المتلاحقة كان هناك من وراء الأستار علاقة خفية بين الإنجليز وأتاتورك، حيث بدأ الإنجليز في تلميع أتاتورك بإظهاره بمظهر البطل الثائر من أجل دولته، وحاكوا الأساطير المكذوبة عن بطولاته الزائفة وشجاعته النادرة، والعجيب أن أتاتورك كان يظهر أنه في الجانب الإسلامي واستغل صلته بالخليفة, وحتى ترفع إنجلترا أتاتورك لمصاف الأبطال العظام دفعت اليونان للتقدم ناحية الغرب واستدرجوهم لقتال مع الأتراك بقيادة أتاتورك، فانتصر الأتراك في معركة سقاريا المشهورة، وبعدها أصبح أتاتورك بطل الأمة القومي، وصار هو الحاكم الفعلي للبلاد. قرر أتاتورك إلغاء الخلافة الإسلامية عام 1924، وإعلان قيام الجمهورية، ثم طرد الخليفة وجميع أفراد عائلته خارج البلاد، وألغى وزارة الشرعية، ووزارة الأوقاف، وكل المدارس الدينية، وبدأ يوفي لأسياده الإنجليز وأستاذه الخفي الذي لا يعرفه معظم الناس وهو "الحاخام نعوم" كبير حاخامي تركيا منفذ الخطة اليهودية لهدم الخلافة العثمانية. ألغى الحروف العربية واستعمل الأحرف اللاتينية، وأعلن العلمانية دينًا جديدًا للبلاد, وقام بإلغاء أعياد الفطر والأضحى، وجعل يوم الأحد هو يوم العطلة الأسبوعية بدلًا من الجمعة، ومنع رحلات الحج والعمرة، وحول المساجد إلى متاحف، وعاش حياته غارقًا في الخمر والنساء والفحش. كان أتاتورك شديد الخوف على نفسه لذلك فقد أحاط نفسه بكبار الأطباء ومع ذلك لم يكتشفوا أنه كان مريضًا بالكبد حتى وصل لمرحلة التليف الذي أصابه بالاستسقاء، واحتاج إلى سحب الماء من بطنه بالإبر ثم أصابه الله بمرض الزهري نتيجة شذوذه وكثرة فحشه، وفي مرض موته ابتلاه الله بحشرات صغيرة حمراء لا ترى بالعين سببت له الحكة والهرش حتى أمام زواره من السفراء والكبراء، حتى ظهرت على وجهه ويكتشف أن السبب وراء ذلك نوع من النمل الأحمر الذي لا يوجد إلا في الصين، وعاش أيامًا طويلة ذليل المرض حتى خرج من دنيانا في 10 نوفمبر عام 1938م.