وإطلاق الرصاص على الجيش.. و610 مصابين فى حالات حرجة استمرت الاشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين من أهالى المتهمين بأحداث بورسعيد حتى صباح اليوم بمحيط مديرية أمن بورسعيد ومبنى ديوان عام المحافظة، احتجاجا على قرار ترحيل المتهمين سرا من سجن بورسعيد إلى سجن وادى النطرون. وسادت حالة من الكر والفر بين الأهالى وقوات الأمن بعد تبادل الحجارة وقنابل الغاز بين الطرفين، وأصيب العشرات بالاختناق، وتم نقلهم بسيارات إسعاف بشكل مستمر إلى مستشفى بورسعيد العام لتلقى العلاج، واشتعلت النيران بمبنى الديوان العام بالمحافظة بعد إلقاء عدد من زجاجات المولوتوف من المحتجين على بوابات ومكاتب الدور الأرضى بالديوان العام، وامتدت ألسنة النيران حتى الأدوار العليا. وقام بعض الشباب بإلقاء زجاجات المولوتوف على مديرية أمن بورسعيد، مما أدى إلى احتراق جزء منها، فيما فشلت سيارات الحماية المدنية فى الوصول إلى موقع الحريق لإخماده قبل امتداده إلى الدور العلوى وباقى الأدوار بالمديرية بعد أن قام المحتجون من الشباب بافتراش الأراضى وحرق إطارات السيارات وعمل المتاريس والحجارة بالشوارع الرئيسية والفرعية المؤدية لمبنى المديرية والمحافظة لمنع سيارات الإطفاء من الوصول للمبنى وإخماد الحريق. وقام رجال القوات المسلحة بهدنة بين المتظاهرين وقوات الأمن، إلا أن موجة الغضب العارمة للأهالى تغلبت على ذلك. وأطلقت قوات الأمن المركزى النيران بكثافة على المتظاهرين وعلى قوات الجيش، كما أطلقت مدرعة تابعة للقوات المسلحة دفعات من الرصاص فى الهواء تجاه مديرية أمن بورسعيد ومطالبة قوات الأمن بالانسحاب. وحاصر المحتجون جميع أفراد الداخلية، فيما قامت مجموعة أخرى بالتوجه إلى مبنى جهاز أمن الدولة وإشعال النيران به بعد محاصرته حتى امتدت النيران للدور الثانى، وحاولت مجموعة من العساكر الفرار من داخل المبنى، وتم الإمساك بهم من قبل المحتجين وانهالوا عليهم بالضرب، ومزقوا ملابسهم، وتم تسليمهم للجيش. وقام المحتجون بتفجير سيارتين بجراج المبنى وحضرت سيارة مدرعة تابعة للقوات المسلحة وعدد من سيارات الحماية المدنية للسيطرة على الحريق قبل اندلاع ألسنته وتدمير محتوياته بعد وصوله للدور الثانى. وهدد الألتراس والجرين إيجلز وبعض أهالى الشهداء والمصابين، وفى مقدمتهم أهالى المتهمين بتصعيد العصيان بغلق المرافق وحرق بعض المنشآت والتهديد وبتفجير خط الغاز. وقد ارتفعت حصيلة المصابين فى أحداث بورسعيد إلى 610 مصابين، منها 22 بطلقات خرطوش، بالإضافة إلى مواطن فى حالة خطرة، وآخر بطلق نارى فى الرأس، وتم نقله للمستشفى العسكرى. وأكد الدكتور حلمى العفنى وكيل وزارة الصحة أنه تم رفع حالة الطوارئ القصوى بالمدينة، حيث يتواجد عدد 35 سيارة إسعاف مجهزة تعمل فى مواقع الأحداث بالرغم من تعرض بعض الأطقم لإطلاق قنابل الغاز جراء الأحداث، إلا أنها تعمل بكامل طاقتها. وأصدرت القوات المسلحة بيانا أكدت فيه أنها دائما مع بورسعيد الباسلة وشعبها العظيم بتاريخه الوطنى المشرف فى قلب ووجدان القوات المسلحة ورجالها، وأن تأمينهم والحفاظ على أرواحهم ومقدراتهم عهداً قطعناه على أنفسنا مهما كانت التضحيات وكل التحية والتقدير لمدينة بورسعيد الباسلة وأبنائها الشرفاء. وأكد القيادى السلفى الشيخ حافظ سلامة البور السعيدى مقاطعته للانتخابات القادمة، وأن شعب بورسعيد لن يسمح بإجرائها قبل رفع الظلم عنه والحصول على حقه. وناشد حزب الحرية والعدالة ببورسعيد جميع القوى السياسية ضبط النفس حرصا على حقن الدماء ونبذ العنف حتى تهدأ الأمور، لافتا إلى أن الحزب يتواصل حاليا مع جميع التيارات والقوى السياسية بالمحافظة لاحتواء الأزمة ووقف العنف وتجنب تصعيد الأمور. كان الآلاف من أهالى بورسعيد قد شيعوا أمس ضحايا اشتباكات مديرية الأمن، واحتشد الآلاف من الشباب الغاضب والألتراس وأعضاء الجرين إيجلز أمام مسجد مريم ببورسعيد قبل صلاة الجنازة، وحمل الأهالى لافتات تطالب بتولى الجيش إدارة البلاد ورحيل النظام الحالى والقصاص من الداخلية.