باروخ جولدشتاين، ذلك الطبيب اليهودي الذى قام بمذبحة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل الفلسطينية في مثل هذا اليوم عام 1994م، قام بها مع تواطؤ عدد من المستوطنين والجيش في حق المصلين، حيث أطلق النار على المصلين المسلمين في المسجد الإبراهيمي أثناء أدائهم الصلاة فجر يوم جمعة في شهر رمضان، وقد قتل 29 مصليًا وجرح 150 آخرون قبل أن ينقض عليه مصلون آخرون ويقتلوه. جولدشتاين منفذ المجزرة من سكان مستوطنة كريات أربع، وكان قد تتلمذ في مدارس الإرهاب الصهيوني على يدي متخصصين في الإرهاب من حركة كاخ الإرهابية، وكان معروفًا لدى المصلين المسلمين، حيث كان في كثير من الأوقات يشاهدوه وهو يتبختر أمام المصلين الداخلين والخارجين إلى الحرم الإبراهيمي. وكان هذا الإرهابي قد أصر على قتل أكبر عدد من المصلين، وأعد الخطط لذلك، وكان هدفه الوحيد هو اقتلاع الوجود الفلسطيني من البلدة القديمة في الخليل. ومثلما أحب الإرهاب أحب قتل الفلسطينيين، ووهب جل اهتمامه لهذا الأمر حتى نفذ مهمته الدنيئة، التى أسفرت عن مقتل 29 مصليا احتشدوا لصلاة الفجر في ذلك التاريخ، وأصاب العشرات بجروح من بين 500 مصل كانوا يتعبدون في الحرم الإبراهيمي في الخامس عشر من شهر رمضان لذلك العام. تدرب جولدشتاين على تنفيذ مهمته داخل معسكرات صهيونية داخل فلسطينالمحتلة وخارجها وكان معروفًا بحقده الشديد على العرب. وبعد تنفيذه للمجزرة دفن هذا الإرهابى في مكان قريب من مستوطنة كريات أربع، ولا يزال يعامله المستوطنون على أنه قديس، حيث أحرز قصب السبق بقتل العشرات من الفلسطينيين بصورة شخصية، بالرغم من حصوله على مساندة الجيش والمستوطنين من أعضاء حركة كاخ المتطرفة. عند تنفيذ المذبحة قام جنود الاحتلال الإسرائيلي الموجودون في الحرم بإغلاق أبواب المسجد لمنع المصلين من الهرب، كما منعوا القادمين من خارج الحرم من الوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى، وفي وقت لاحق استشهد آخرون برصاص جنود الاحتلال خارج المسجد، وفي أثناء تشييع جثث القتلى مما رفع مجموع الضحايا إلى 50 قتيلًا فى ذلك اليوم. أراد باروخ جولدشتاين من خلال عمله أن يفشل محادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين إثر توقيع اتفاق أوسلو، وكان يهدف كذلك إلى إثارة الفتنة بين الفلسطينيين، مما سيؤدي إلى اشتباكات بينهم وتقويض الاتفاقية.