علمت "المصريون" من مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية أن خلافا وصف بأنه الأعنف بين الرئيس محمد مرسي وبين قيادات بمكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين أدى إلى غضب واضطراب وشعور بالغ بالحرج من قبل الرئيس ، وذلك بعد أن تعمدت الجماعة أكثر من مرة إحراج الرئيس وقراراته ونفي ما يتم الاتفاق عليه مع قوى سياسية عديدة أو الإعلان عن عدم احترام تلك الاتفاقات أو الالتزام بها وتكرار هذا الموقف بصورة أساءت للرئاسة ، وكان الموقف من مبادرة حزب النور السلفي قد فجر الخلاف بين مؤسسة الرئاسة وبين الجماعة ، حيث ترفض الجماعة بشكل حاد تدخل حزب النور كوسيط سياسي كما ترفض الاعتراف بأي حوار يتم مع جبهة الإنقاذ يتم بموجبه تغيير الحكومة الحالية أو سحب وزراء الجماعة أو مشاركة ممثلين لجبهة الإنقاذ في الحكومة ، واعتبرت الجماعة هذا الأمر خطا أحمر ، في الوقت الذي رأى فيه الرئيس مرسي أن مبادرة النور تمثل مخرجا مناسبا من الأزمة السياسية العنيفة الحالية التي تهدد مكانه وقدراته على إدارة الدولة. وأكدت المصادر أن إقالة الدكتور ياسر علي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أتت بعد غضب متكرر من الرئيس مرسي من عدم التزام ياسر بالتوجيهات الرئاسية ولدرجة جعلت ضغوط بعض قادة الجماعة تصل إلى سطور المتحدث باسم الرئاسة بدلا من توجيهات الرئيس نفسه ، فبدا الأمر كأنه ازدواج في سلطة القرار والتوجيه في المؤسسة . في السياق ذاته أكد حزب النور على لسان أمينه العام جلال مرة أن الحزب يجرى اتصالات مكثفة ودائمة مع الرئاسة وجبهة الإنقاذ وحزب الحرية والعدالة للوصول إلى صيغة نهائية لجلوس جميع القوى السياسية فى حوار موسع بمقر رئاسة الجمهورية، وإن المبادرة أوشكت على الانتهاء من تحقيق غالبية أهدافها بعد الاتفاق على حلول ترضى «الإخوان» وجبهة الإنقاذ ، وأكد مرة أن الساعات القليلة القادمة ستشهد تطورا مهما في هذا التوجه وأن الأزمة تتجه إلى الانفراج على الجانب الآخر بدت ردود الفعل مشوبة بالتوتر والعصبية من قبل قيادات الحرية والعدالة وجماعة الإخوان ، وهاجم عمرو زكي، عضو المكتب التنفيذى لحزب الحرية والعدالة، الأمين العام المساعد للحزب بالقاهرة جبهة الإنقاذ معتبرا أنها ترفض الحوار وتعرقل الوصول إلى اتفاق ، ووصف مطالبة الجبهة بضمانات قبل المشاركة في الحوار بأنه مطلب مرفوض جملة وتفصيلا وأن الحوار لن يكون بشروط مسبقة ، في حين هاجم كارم رضوان أحد قيادات جماعة الإخوان حزب النور وقياداته الروحية والعلمية متهما لهم بأنهم سبب إخفاقات الحزب حسب قوله ، وندد بالحديث عن "أخونة الدولة" ، قائلا في تصريحات صحفية لا تخلو من العصبية، أن "أخونة" الدولة حق لجماعة الإخوان المسلمين، وأنهم يطالبون بذلك دوماً، بعدما اختار الشعب المصري الدكتور محمد مرسي رئيسا للجمهورية، وهو أحد أفراد الجماعة ، مضيفا : "أخونة الدولة أصبحت "فوبيا" لدى البعض، أين هي الأخونة، نحن نطالب بأخونة الدولة، لأنها حقنا، لأن الشعب اختار الرئيس مع رجاله وفريقه وجماعته في انتخابات الصندوق".