طلاب «الإعدادية» في البحيرة يؤدون مادة الهندسة.. شكاوي من صعوبة الامتحان    نائب رئيس جامعة حلوان الأهلية يتفقد الامتحانات.. ويؤكد: الأولوية لراحة الطلاب وسلامتهم    جامعة كفر الشيخ الثالث محليًا فى تصنيف التايمز للجامعات الناشئة    وزيرة الهجرة تترأس أول اجتماعات اللجنة العليا للهجرة    تراجع السكر وارتفاع الزيت.. سعر السلع الأساسية بالأسواق اليوم السبت 18 مايو 2024    بطاقة إنتاجية 6 ملايين وحدة.. رئيس الوزراء يتفقد مجمع مصانع «سامسونج» ببني سويف (تفاصيل)    وزير النقل يتفقد «محطة مصر»: لا وجود لمتقاعس.. وإثابة المجتهدين    «أكسيوس»: محادثات أمريكية إيرانية «غير مباشرة» لتجنب التصعيد في المنطقة    مطالب حقوقية بمساءلة إسرائيل على جرائمها ضد الرياضيين الفلسطينيين    ب5.5 مليار دولار.. وثيقة تكشف تكلفة إعادة الحكم العسكري الإسرائيلي لقطاع غزة (تفاصيل)    استياء في الأهلي قبل مواجهة الترجي لهذا السبب (خاص)    إحالة الطالب المتورط في تصوير ورقة امتحان اللغة العربية والملاحظين بالشرقية للتحقيق    غرة ذي الحجة تحدد موعد عيد الأضحى 2024    القبض على 9 متهمين في حملات مكافحة جرائم السرقات بالقاهرة    ضباط وطلاب أكاديمية الشرطة يزورون مستشفى «أهل مصر»    بحضور قنصلي تركيا وإيطاليا.. افتتاح معرض «الإسكندرية بين بونابرت وكليبر» بالمتحف القومي (صور)    صورة عادل إمام على الجنيه احتفالًا بعيد ميلاده ال84: «كل سنة وزعيم الفن واحد بس»    جوري بكر تتصدر «جوجل» بعد طلاقها: «استحملت اللي مفيش جبل يستحمله».. ما السبب؟    مفتي الجمهورية: يجوز التبرع للمشروعات الوطنية    معهد القلب: تقديم الخدمة الطبية ل 232 ألف و341 مواطنا خلال عام 2024    صحة مطروح: قافلة طبية مجانية بمنطقة النجيلة البحرية    قمة كلام كالعادة!    وزارة الدفاع الروسية: الجيش الروسي يواصل تقدمه ويسيطر على قرية ستاريتسا في خاركيف شمال شرقي أوكرانيا    صحة غزة: استشهاد 35386 فلسطينيا منذ 7 أكتوبر الماضي    ما أحدث القدرات العسكرية التي كشف عنها حزب الله خلال تبادل القصف مع إسرائيل؟    وزير التعليم لأولياء أمور ذوي الهمم: أخرجوهم للمجتمع وافتخروا بهم    اليوم.. 3 مصريين ينافسون على لقب بطولة «CIB» العالم للإسكواش بمتحف الحضارة    وزيرة التعاون: العمل المناخي أصبح عاملًا مشتركًا بين كافة المؤسسات الدولية*    محافظ المنيا: استقبال القمح مستمر.. وتوريد 238 ألف طن ل"التموين"    بعد حادث الواحات.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي    موعد مباراة بوروسيا دورتموند أمام دارمشتات في الدوري الألماني والقنوات الناقلة    موناكو ينافس عملاق تركيا لضم عبدالمنعم من الأهلي    أبرزهم رامي جمال وعمرو عبدالعزيز..نجوم الفن يدعمون الفنان جلال الزكي بعد أزمته الأخيرة    استكمال رصف محور كليوباترا الرابط بين برج العرب الجديدة والساحل الشمالي    جهود قطاع أمن المنافذ بوزارة الداخلية خلال 24 ساعة فى مواجهة جرائم التهريب ومخالفات الإجراءات الجمركية    تشكيل الشباب أمام التعاون في دوري روشن السعودي    طريقة عمل الكيكة السحرية، ألذ وأوفر تحلية    وُصف بالأسطورة.. كيف تفاعل لاعبو أرسنال مع إعلان رحيل النني؟    محمد صلاح: "تواصلي مع كلوب سيبقى مدى الحياة.. وسأطلب رأيه في هذه الحالة"    متاحف مصر تستعد لاستقبال الزائرين في اليوم العالمي لها.. إقبال كثيف من الجمهور    فيلم شقو يحقق إيرادات 614 ألف جنيه في دور العرض أمس    «السياحة» توضح تفاصيل اكتشاف نهر الأهرامات بالجيزة (فيديو).. عمقه 25 مترا    وزير الري يلتقي سفير دولة بيرو لبحث تعزيز التعاون بين البلدين في مجال المياه    25 صورة ترصد.. النيابة العامة تُجري تفتيشًا لمركز إصلاح وتأهيل 15 مايو    مسئولو التطوير المؤسسي ب"المجتمعات العمرانية" يزورون مدينة العلمين الجديدة (صور)    "الإسكان": غدا.. بدء تسليم أراضي بيت الوطن بالعبور    "الصحة" تعلق على متحور كورونا الجديد "FLiRT"- هل يستعدعي القلق؟    خبيرة فلك تبشر الأبراج الترابية والهوائية لهذا السبب    بدء تلقي طلبات راغبي الالتحاق بمعهد معاوني الأمن.. اعرف الشروط    "الصحة": معهد القلب قدم الخدمة الطبية ل 232 ألفا و341 مواطنا خلال 4 أشهر    ما حكم الرقية بالقرآن الكريم؟.. دار الإفتاء تحسم الجدل: ينبغي الحذر من الدجالين    تراجع أسعار الدواجن اليوم السبت في الأسواق (موقع رسمي)    «طائرة درون تراقبنا».. بيبو يشكو سوء التنظيم في ملعب رادس قبل مواجهة الترجي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 18-5-2024    حادث عصام صاصا.. اعرف جواز دفع الدية في حالات القتل الخطأ من الناحية الشرعية    عاجل.. حدث ليلا.. اقتراب استقالة حكومة الحرب الإسرائيلية وظاهرة تشل أمريكا وتوترات بين الدول    الأرصاد: طقس الغد شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا على أغلب الأنحاء    قبل عيد الأضحى 2024.. تعرف على الشروط التي تصح بها الأضحية ووقتها الشرعي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لأن مصر تعيش الآن مع السيد رئيس لجنة السياسات "فترة الخطوبة" لذلك جاء مؤتمر الحزب الوطني على "مقاس" الفترة التي يقال فيها أحلى كلام وتقدم فيها الهدايا والصكوك.. خطة أمريكا للتعامل مع وصول الجيش للحكم في مصر
نشر في المصريون يوم 03 - 11 - 2009

لا تزال صحافة القاهرة الصادرة أمس (الثلاثاء) تتصارع من أجل ملاحقة سيل الكلمات وإسهال العبارات المعسولة التي انسالت وانهالت من المؤتمر السادس للحزب الوطني ، التي يراها البعض انبتاتا عميقا عن الواقع البئيس الذي تعيشه معهم عائلات وأفراد المجتمع المصري ، في حين يراها آخرون نتيجة طبيعية لفترة الخطوبة بين مصر وأمين السياسات (نجل الرئيس) والتي يباح فيها كل شيء من الهمس واللمس والكلام المعسول والعبارات الطنانة الفارغة من أي معنى ومبنى .. ، ويراها آخرون أنها مجرد عطب حدث في فكر الحزب جعله أقرب إلى الخيال من الواقع فهو يبني (كامبوند) بأسوار نظيفة وخضراء بدلاً من تنظيف المدن حول هذا (الكامبوند)، ويعد مستشفى (متنقل) على أعلى تجهيز في حين يلغي ويهمل المستشفيات الحقيقية .. وحديث مطول عن رصد خبير في الشئون المصرية للاضطراب السياسي في مصر ..
ونستهل جولتنا من صحيفة الفجر "الأسبوعية" ، بالحديث عن "الاضطراب السياسي في مصر".. وهي ورقة بحثية شديدة الأهمية أعدها ستيفن كوك ، وتحدثنا عنها يسرا زهران : ستيفن كوك هو واحد من أهم الخبراء الأمريكان في الشئون المصرية.. يسعي دائما إلي أن يري الجانب الذي لا يراه الآخرون.. وتبدو كلمته عادة.. شديدة الدقة والعقلانية.. وسط سيل من الكلام الفارغ الذي لا يصل بنا لشيء مفيد.. لقد انطلق ستيفن كوك من الأزمة الرئاسية التي ستواجه مصر حتما في الفترة القادمة.. قال إن كل ما يحدث في مصر الآن يشير إلي أنها ستشهد اضطرابات سياسية عنيفة قد تصل إلي حد الفوضي في الفترة القادمة.. وبالتحديد ما بين 6 و 18 شهرا.. وهي اضطرابات قد تصل بمصر إلي أي شيء.. وقد تدفع بلاعبين جدد علي الساحة السياسية.. وأهمهم.. الجيش. وضعت الورقة سيناريوهين لاسباب وأشكال تدخل الجيش في عملية اختيار الرئيس القادم لمصر.
السيناريو الأول
هو الذي يتصور أن يقوم الجيش بانقلاب عسكري صريح علي الرئيس الجديد.. سيكون الرئيس في هذه الحالة رئيسا مدنيا.. لا ينتمي إلي المؤسسة العسكرية.. سواء كان جمال مبارك أو غيره.. سيعلن الجيش انقلابه علي الرئيس المدني الجديد، لو شعر أنه يهدد بأي شكل من الأشكال، ذلك الرابط الحيوي.. والعلاقة المتينة التي تربط المؤسسة العسكرية بمؤسسة الرئاسة.. وهي العلاقة التي وصلت إلي أقصي حد لها مع قيام ثورة يوليو، ولم تنقطع طيلة حكم الرئيس مبارك لمصر.
السيناريو الثاني
الذي يتصور وصول الجيش إلي الحكم علي الرغم من تأييده للرئيس الجديد.. كانت تلك هي الحالة التي يصل فيها جمال مبارك او غيره للحكم.. بدعم من التعديلات الدستورية الأخيرة.. ولكن، دون أن تدعمه باقي القوي الموجودة في النظام. إن حكم مصر ليس سهلا.. والسيطرة علي كل أجهزة الحكم امر لا يقدر عليه إلا رجل تجتمع فيه مقومات المرونة السياسية.. والقدرة علي إدارة كل المصالح المتصارعة تحت حكمه.. خاصة في الفترة التي تأتي بعد نهاية حكم.. وبداية عهد جديد.. رأي ستيفن كوك، أن أي رئيس جديد، ضعيف نسبيا.. أي عاجز عن السيطرة علي صراع أجنحة الحكم، أو التعامل مع التحديات التي تواجه بلدا بحجم مصر.. هو رئيس يمكن أن يصل بالبلاد إلي كارثة محققة.
رئيس جديد ضعيف..
وهو ما يعني تزايد قوة المعارضة ضده.. يعني ظهور نخبة جديدة من رجال السياسة تزداد قوتهم أمامه يوما بعد يوم.. يعني سحب البساط من تحت قدمي رئيس لا يعرف كيف يحتفظ بأرض ثابتة تحت قدميه.. ولا كيف يستخدم كل عناصر القوة الموجودة في بلاده لتدعيم قوته.. لو تزايدت قوة المعارضة.. والمقاومة للرئيس الجديد.. فلن يجد أمامه سوي اللجوء للحل الأسهل.. والأسوأ.. وهو استخدام قوة الأمن وحدها.. لفرض إرادته علي الجميع. دخول قوات الأمن الداخلي إلي ساحة السياسة سيشكل نقطة فارقة.. فالأمن.. مثله مثل باقي القوي الموجودة في البلاد، يعرف جيدا مدي قوة أو ضعف من يتعامل معه.. ويحدد مدي نفوذه علي هذا الأساس.. بعبارة أخري.. فإن الأمن، مثله مثل المعارضة، سيزداد نفوذا وقوة في وجود رئيس ضعيف. ويقول كوك.. إن وزير الداخلية المصري وقتها، قد ينجح في مواجهة كل التهديدات الداخلية التي تهز عرش الرئيس، لكنه قد لا يتردد أيضا في محاولة اكتساب مزيد من النفوذ، وتوسيع سلطاته أمام اعتماد رئيسه الكامل عليه. لو حاول وزير الداخلية اكتساب مزيد من السلطات، فلن يقف الجيش ساكنا يتفرج عليه.. لن يسكت الجيش علي تزايد نفوذ وزير الداخلية وتراجع نفوذ رئيس البلاد المدني أمام نجاح وزيره في سحق معارضته.. ولن يسكت الجيش أيضا لو حدث العكس.. أي لو فشل الأمن في مواجهة المعارضة المتزايدة للرئيس.. ليصبح حكم مصر كله في خطر. هنا لن يتردد الجيش في التدخل في حكم مصر.. لن يتراجع عن القيام بدوره الوطني الأول.. وهو حماية البلاد من أي أخطار تتعرض لها.. لكن الأخطار هذه المرة ستكون أخطار داخلية.. لا خارجية.. فلا يوجد ما هو أخطر من رئيس عاجز عن إدارة ما تحت يده..ولا يتخيل ما يمكن أن يأتي لمواجهته فيما بعد.
مرشح الرئاسة
أما عن مرشح الرئاسة فيحدثنا إبراهيم منصور في صحيفة الدستور "اليومية" عنه ، ويؤكد أن الحديث عن ترشيح أي شخصية للرئاسة في انتخابات 2011 هو عند الحزب الوطني رجس من عمل الشيطان.. فصدرت التعليمات باجتنابه.. فلا السيد الرئيس مبارك تحدث في الموضوع ولم يطرح نفسه.. وكذلك يتهرب الابن جمال مبارك من الحديث في هذا الشأن رغم محاصرته بالأسئلة في المؤتمر العام للحزب الوطني الحاكم الذي قاده من خلال أمانة السياسات، وهو الذي يعتبرالحزب قائما فقط منذ عام 2002 ناسفاً كل جهود السيد والده خلال السنوات الماضية ومنذ توليه رئاسة الحزب في عام 1981 بعد اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات. ومع هذا ينزعج الحزب وقياداته من طرح اسماء لها وزن شعبي محلي وإقليمي ودولي مثل الدكتور محمد البرادعي والدكتور أحمد زويل والسيد عمرو موسي ويشنون هجوماً ضارياً علي ذلك الطرح.. وبدأت أبواقهم في مهاجمة تلك الشخصيات واتهامهم بأنهم ليست لهم علاقة بالواقع السياسي والحزبي ناهيك عن اتهامات أخري من قبيل أنهم يحملون جنسيات أخري.. ولم يفكروا في التواصل مع قضايا الوطن وذلك دون أي معرفة أو علم اللهم إلا إرضاء السيد الرئيس وولده.
ويقولون إن الحديث عن مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية أمر سابق لأوانه.. وإن ما يسعي إليه الحزب هو الاستعداد للانتخابات البرلمانية القادمة المتمثلة في التجديد النصفي لمجلسي الشوري والشعب.. هكذا قال جمال مبارك وتبعه قيادات الحزب وشخوصه.. خاصة أن لا أحد يستطيع الحديث في هذا الأمر طالما أن السيد الرئيس لم يتطرق إلي ذلك وكذلك ولده.. فكل همهما الآن تأمين الانتخابات البرلمانية القادمة.
فلاح الحزب الوطني
ويضيف منصور : ورغم أن جمال مبارك دعا في المؤتمر كوادر وقيادات الحزب خلال السنوات المقبلة أن تشرح للرأي العام بشكل أفضل سياساتنا، مضيفاً أن الحكومة- وليس الحزب فقط- ستولي اهتماماً خاصاً خلال المرحلة المقبلة للفقراء والأرامل واليتامي والمرأة التي تعول أسرتها بمفردها.. هكذا تحدث الرجل وكأنه الرئيس أو علي الأقل الرئيس التنفيذي للبلاد.. ومع هذا لا يريدون الآن الإعلان عن اسم المرشح للرئاسة، ففي كل الديمقراطيات ودول العالم.. يُعرف قبلها بسنوات المرشح المحتمل للحزب الحاكم أو غيره من الأحزاب. أليس يزعمون أن الحزب الوطني حزب قوي وحزب المستقبل وبه شخصيات كثيرة فاعلة.. ودماء جديدة لكن كل تصرفاته عكس ذلك تماماً.. فلا أحد يستطيع الحديث عن الترشيح للرئاسة طالما أن الرئيس لم يتكلم، ناهيك عن أن أعضاء الأمانة العامة كلهم بالتعيين بقرار من الرئيس ومن قبله بترشيح من الابن.. إنه يثبت كل يوم أنه كيان مرتبط بالسلطة فقط. الفلاح الذي ظهر في مؤتمر الحزب الوطني وقاطع جمال مبارك أثناء إلقاء كلمة أمس الأول وهتف «إحنا عايزين حقوقنا.. لا تتركونا لوحدنا في هذه الأزمة».. فرد عليه جمال مبارك: «ده حقكم علينا وإحنا مش بنهتم بيكم عشان الانتخابات القادمة».. ليس بفلاح وإنما محامٍ من الدقهلية من منتجات أحمد عز في القواعد الحزبية التي يفخر بها.. وهو حالة من حالات الانتهازية التي يرعاها الحزب الوطني.. فقد مر علي كل الأحزاب والجماعات.. إنه التزوير المبكر الذي يمارسه أحمد عز!!
ماتريكس الحزب الوطني
عزت القمحاوي يرى في صحيفة المصري اليوم أن الحياة تتبع الفن أحيانا ، مؤكدا أن هذه الحقيقة يعرفها محبو السينما والحياة معاً، وهؤلاء يعرفون بالضرورة فيلم «ماتريكس» The Matrix الأمريكى الشهير الذى شهدت الصالات جزءه الأول عام 1999 ولمن لم يشاهد الفيلم فإن الماتريكس، باختصار، هو منظومة تشبه منظومة الحزب الوطنى عندنا. فى الفيلم عالم مغلق صنعته آلات فائقة القدرة بغرض تدجين الإنسان واستغلاله لحسابها فى ذلك العالم الافتراضى، عن طريق غرس أجهزة تحت جلده. وفى ماتريكس الحزب الوطنى صحف ومجلات وتليفزيونات تحاول تدجين المصريين وإقناعهم بجدوى وجود الحزب بمستثمريه وما يخلقه من المنظومات المغلقة فائقة الجودة .. فى الماتريكس السينمائى يأخذ صانعا الفيلم الأخوان واكووسكى المشاهد فى سلسلة أحداث مليئة بالإثارة والتشويق والأفكار الفلسفية العميقة حول الوجود والعدم. وفى ماتريكس الحزب الوطنى لا شىء غير الكلام. لا فكرة علمية وراء المنظومة أو فلسفة أو إثارة يقدمها العرض فى المؤتمرات السنوية أو فى المناسبات المختلفة على مدار العام، ولكن الكثير من الجمل الإخبارية التى تبدأ بحرف «إن». إن الفلاح فى القلب. إننا ننحاز إلى الفقراء ولا نتخلى عنهم. إن الفلاح لا يغيب عن فكر الرئيس. لا جمل فعلية تضيف معنى أو قيمة لهذه الجمل الخبرية. مثل أن نقول «قررنا تخفيض سعر السماد أو رفع سعر المحصول مثلا» هم يحبون الفلاح والفعل مرسل للمستقبل: البحث عن طرق بديلة للرى.
الصور أبلغ من الكلمات
وإذا جاز لنا أن نكسر هذا الماتريكس نقول إن الفلاح الذى هو فى قلب الرئيس وفكره يزرع فدان القمح ويشقى فيه على مدى ستة أشهر لينتج فى المتوسط (فى الأرض السوداء الجيدة) بين 12 و15(إردباً قيمتها الإجمالية نحو ثلاثة آلاف وستمائة جنيه. بينما ينفق عليها: 200(جنيه للحرث و180 لتجهيز الأرض يدوياً ومائتين للبذور ومائة للرى و360 للسماد و300 للحصاد و250 للدراس (أى نحو ألفين من الجنيهات) ويتبقى ألف وستمائة جنيه تقل عن القيمة الإيجارية أو تساويها طبقا لتفاوتات الأسعار من قرية إلى أخرى، فيكون ربح الفلاح على مدى ستة أشهر نتيجة عمل يده هو التبن! باختصار، فى ماتريكس الحزب الوطنى لا يوجد الفقراء إلا بوصفهم كلمة بلا معنى فى جملة إنشائية، والكلام الإنشائى قديم قدم الحزب نفسه، ولا سبيل إلى تتبع كل ما قيل فى أيام المؤتمر لإثبات ما هو ثابت ومعروف من الكلام الخالى من أى معنى وأى فعل.
لكن ما لا تقوله الكلمات تقوله الصور فى ماتريكس الحزب الوطنى، ومن تابع الوقائع أو دقق فى الجالسين على منصات المؤتمر يكتشف من المعانى ما لم تقله الكلمات، فالشيوخ يزدادون شباباً ومرحاً وثقة بالمستقبل، والشباب يتجهون إلى الكهولة بتجهم وإرهاق وقلق، بحيث بدا التقارب فى الأعمار مدهشاً ومع التطابق فى الأقوال فإننا، مؤتمراً بعد آخر لن نعود نميز بين القديم والجديد.
مكسبا كبيرا
أكثرنا من كلام المعارضين للحزب الوطني ، وننتقل الآن إلى صحيفة روزاليوسف لنرى الجانب المشرق لهذا الحزب لديهم .. ففي مقاله "انتباه" ، يؤكد كرم جبر أن جمال مبارك احترم الرأي العام‮.. فاحترمه الرأي العام ، ويرى كرم في جمال مبارك مكسبا كبيرا للحزب الوطني ، مؤكدا أن المؤتمر الصحفي الذي عقده مساء الأحد الماضي‮.. كسب كثيرًا لأن إجاباته كانت مباشرة ومحددة،‮ دون إسهاب أو تطويل أو التفاف،‮ وتحدث بلغة سلسة ومرتبة،‮ وبمنطق مترابط ومنسق،‮ والكلام كله يشكل منهجًا واحدًا‮.‬ ربما تصور البعض أنه سيتم إحراج أمين السياسات عند الإلحاح بسؤاله عن مرشح الحزب القادم وهل سيرشح الرئيس مبارك نفسه؟ وهل يرشح جمال نفسه لانتخابات الرئاسة؟ استخدم عبارات بسيطة وسهلة،‮ مؤكدًا أن الحزب يحترم الدستور والقانون ويعمل بنظام مؤسسي ويلتزم بلوائحه الأساسية،‮ مشيرًا إلي أنه ليس مطلوبًا من الحزب الآن أن يعلن عن اسم مرشحه لانتخابات الرئاسة عام ‮1102.‬
سياق الأدب
ويضيف جبر : بنفس السياق الهادئ والعقلاني،‮ أجاب جمال عن السؤال الخاص بمبادرة هيكل،‮ مشيرًا إلي أن مثل هذه الحوارات هي نتاج للممارسة السياسية الجديدة والزخم السياسي‮.‬ لم ينطق جمال بأي كلمة أو حرف‮ يخرج عن سياق الأدب السياسي الرفيع الذي يلتزم به في مسيرة عمله الحزبي،‮ وينحاز للحوار الذي يحترم فيه كل طرف الطرف الآخر‮.‬ جسد إيمانه بالرأي والرأي الآخر،‮ مشيرًا إلي أن بعض الناس يقدمون اقتراحات والبعض الآخر يرد عليها،‮ وهذا معناه أن الحزب سيهتم في الفترة القادمة بطرق كل القضايا الساخنة دون حرج‮.‬ ظل جمال علي مدي أكثر من ساعتين محتفظًا بالهدوء والثقة،‮ لم يتردد في إجابة ولم يفكر في سؤال ..
إديله ميه يا «محفوظ»
وفي النهاية لنا وقفة مع تخاريف جلال عامر ، وأنه استجاب لنصيحة طبيب خريج معهد التعاون ويعمل فى مجال المقاولات شاهدت مؤتمر الحزب الوطنى مرتين، مرة بالبطىء ومرة فى الوريد، ورأيتهم كيف يحولون «نوتة البقال» المزعجة إلى «نوتة البيانو» المريحة، فكل الأرقام التى ذكروها عن البناء والتنمية والرخاء منقولة بالحرف من كتاب (كيف بنينا ألمانيا) للمستشار الألمانى «إيرهارد» ولا علاقة لها بفم الخليج ولا بفم الغسيل.. فمصر تعيش الآن مع السيد رئيس لجنة السياسات «فترة الخطوبة»، وهى الفترة التى يقال فيها أحلى كلام وتقدم فيها الهدايا والصكوك.. ويا دبلة الخطوبة عقبالنا كلنا.. ويقال إن أول الغيث «قطر» لكن بعد الحوادث الأخيرة أصبح أول الغيث «ميكروباص».. تعالى كده شوية خلينى أعرف أكتب (مش حضرتك ده ابنى)، وهذا هو المؤتمر «السادس» لذلك كنت أتمنى أن ينعقد مثل لويس «السادس» فى دار ابن لقمان بالمنصورة ونطلب فدية،
صناديق الحزب
وفى كل عام يقترحون إنشاء صندوق (فاكر صندوق الأجيال) وصندوق هذا العام الذى اقترحوه (اخترعوه) هو لوضع حصيلة بيع ما تبقى من شركات، فأين كان يتم وضع حصيلة ما باعوه قبل اختراع هذا الصندوق؟ (أكيد فى شنطة).. ويقول «الحمصانى» تعليقاً على أحداث المؤتمر (إذا ما كانتش مراتى هترجع أنا هبيع العفش وأحط فلوسه فى صندوق).. النسر فوق العلم يحمل فى منقاره شكوى، والعين بصيرة ومفيش حصيرة، لذلك ثار جدل صحى حول المؤتمر هل هو سياسة واقتصاد أم شعر ودقن؟ وأقسم بالله العلى العظيم أننى كنت محجوزاً فى مستشفى «الصالحية» عندما سألنى أحد النزلاء (انت مش عارفنى؟) فاعتذرت له بأننى خريج حربية وممنوع أعرف غير دفعتى، فعاد الرجل يقول (انت أكيد سمعت أغنية «موعود معايا بالعذاب»؟) فسألته (حضرتك المؤلف أم الملحن، لأن مش معقول تكون عبدالحليم حافظ) فقال الرجل (أنا اسمى «محفوظ» ولو سمعت الأغنية كويس هتلاحظ إن أنا كنت فى الصالة وقلت لعبدالحليم وهو يشرب أثناء عزف الموسيقى «اديله ميه») وفى مؤتمر الحزب كان فيه راجل كل شوية يقوم ويزعق ويلم الأجرة تقريباً هوه عمك «محفوظ» بس كبر شوية لذلك كان يصرخ (إديله كمان حرية).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.