شهدت الندوة التي عقدها مركز الأهرام للترجمة والنشر والتوزيع في مقر صحيفة الأهرام بالقاهرة جدالا ساخنا حول الدور الإيراني في تخريب العراق وتفجيره طائفيا ، وقد شهدت الجلسة الأولى التي تحدث فيها كل من الدكتور وحيد عبد المجيد والأستاذ جمال سلطان والمتشيع المصري الدكتور أحمد راسم النفيس ، شهدت نقاشا واسعا حول الدور الإيراني في تمزيق العراق ومعاونة الاحتلال الأمريكي وتمكينه من تدمير الدولة العراقية ، حيث كشف الزميل جمال سلطان في كلمته عن أن تفجير المنطقة العربية طائفيا لم يحدث إلا في أعقاب الثورة الإيرانية ، حيث تحولت فكرة تصدير الثورة إلى تصدير المذهب ونشر التشيع ، كما أشار إلى أن الإيرانيين حرصوا على تحقيق اختراقات في الدول السنية ومناطق عديدة في العالم من خلال دفع أموال وأحيانا الدعم بالسلاح والتدريب مثلما حدث في لبنان وفي اليمن وفي نيجيريا ، مؤكدا على أن الأحزاب الشيعية العراقية الحالية بالكامل تربت في ما أسماه "الصوبة الإيرانية" برعاية الحرس الثوري والاستخبارات الإيرانية ، كاشفا عن أن قيادات هذه الأحزاب عملت وتعمل لحساب إيران أكثر من عملها لحساب العراق مستشهدا في هذا السياق بمطالبة هذه الأحزاب بدفع الدولة العراقية ثمانين مليار دولار تعويضا لإيران عن حرب صدام معها الأمر الذي اعتبره عبثيا ويكشف عن كونها أحزابا إيرانية أكثر منها عراقية ودعا إلى تحشيد القوى العراقية المدافعة عن استقلال العراق ووحدته مؤكدا أهمية الدور المصري والسعودي في هذه اللحظة ، من جانبه دافع الدكتور أحمد راسم النفيس عن الدور الإيراني في العراق والأحزاب الشيعية ، واعتبر أن الأحزاب الشيعية الآن هي التي تحمي الحرية في العراق حسب قوله كما اتهم الرئيس العراقي السابق صدام حسين بأنه هو الذي أعلن الحرب على إيران ، واعتبر أن الشيعة تعرضوا للتهميش في التاريخ وأن الأتراك ارتكبوا مذابح عديدة في حق الشيعة واستحضر الكثير من مواقف التاريخ الطائفي والمذهبي الأمر الذي هيج القاعة وأثار غضب الحضور ، من جانبه أكد الدكتور وحيد عبد المجيد في كلمته على أهمية الابتعاد عن ادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة في تحليل الواقع المعقد وأكد على أن إيران خذلت النخبة العربية عندما تحولت بثورته من حركة للتحرر إلى بؤرة لتصدير التمزق المذهبي في العالم الإسلامي ، وقد شهدت الجلسة الأولى الكثير من التعقيبات من الحضور حيث أكد باحثون عراقيون على أن إيران هي التي بدأت العدوان على العراق وهو ما أكدته وثائق الأممالمتحدة ومجلس الأمن ، كما أن قرار مجلس الأمن بوقف الحرب صدر بعد ستة أيام من اندلاعها وقبله العراق على الفور في حين رفضت إيران وقف الحرب واستمرت على هذا الرفض ثمانية سنوات ، ومن جانبه أكد المهندس أبو العلا ماضي وكيل مؤسسي حزب الوسط على خطورة اللعب بالورقة المذهبية داعيا إلى الامتناع عن الترويج للمذهب الشيعي في المناطق السنية وكذلك الامتناع عن نشر التسنن في المناطق الشيعية لمنع الفتنة ، هذا وقد شهدت الجلسة الثانية التي رأسها الدكتور علي الدين هلال مشاحنات وهتافات عنيفة اضطرته إلى انهائها قبل وقتها .