«أبو الغيط»: جريمة الإبادة في غزة ألقت عبئًا ثقيلًا لا يمكن تحمله على أوضاع العمال في فلسطين    انطلاق دورة مهارات استلام بنود الأعمال طبقا للكود المصري بمركز سقارة.. غدا    انتشار بطيخ مسرطن بمختلف الأسواق.. الوزراء يرد    إزالة فورية للتعديات ورفع للإشغالات والمخلفات بمدن إدفو وأسوان والرديسية وأبوسمبل    توريد 27717 طن قمح لشون وصوامع البحيرة    مرتبطة بإسرائيل.. إيران تسمح بإطلاق سراح طاقم سفينة محتجزة لدى الحرس الثوري    لقطات لاستهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي عناصر حزب الله في جنوب لبنان    "الفرصة الأخيرة".. إسرائيل وحماس يبحثان عن صفقة جديدة قبل هجوم رفح    وزير الخارجية يتوجه إلى الرياض للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي    السفير البريطاني في العراق يدين هجوم حقل كورمور الغازي    بعد الفوز على مازيمبي.. اعرف موعد مباراة الأهلي المقبلة    محمد صلاح على أعتاب رقم قياسي جديد مع ليفربول أمام وست هام «بالبريميرليج»    طارق يحيى: المقارنة مع الأهلي ظالمة للزمالك    وزير التعليم يصل الغربية لتفقد المدارس ومتابعة استعدادات الامتحانات    بعد ليلة ترابية شديدة.. شبورة وغيوم متقطعة تغطى سماء أسوان    وزارة الداخلية تواصل حملاتها المكثفة لضبط الأسواق    10 صور من حفل عمرو دياب على مسرح الدانة في البحرين| شاهد    سينما المكفوفين.. أول تعاون بين مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير ووزارة التضامن    أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك.. واظب عليه    استاذ الصحة: مصر خالية من أي حالة شلل أطفال منذ 2004    بعد بقاء تشافي.. نجم برشلونة يطلب الرحيل    المقاولون العرب" تنتهي من طريق وكوبري ساكا لإنقاذ السكان بأوغندا"    الإمارات تستقبل 25 من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان    زلزال بقوة 4.1 درجة يضرب شرق تركيا    اليوم.. استئناف محاكمة المتهمين بقضية تنظيم القاعدة بكفر الشيخ    محافظ الغربية يستقبل وزير التعليم لتفقد عدد من المدارس    تفاصيل جريمة الأعضاء في شبرا الخيمة.. والد الطفل يكشف تفاصيل الواقعة الصادم    «اللتعبئة والإحصاء»: 192 ألفا و675 "توك توك" مرخص في مصر بنهاية عام 2023    السبت 27 أبريل 2024.. نشرة أسعار الحديد والأسمنت اليوم    أول تعليق من الإعلامية مها الصغير بشأن طلاقها من الفنان أحمد السقا    برج الثور.. نصيحة الفلك لمواليد 27 أبريل 2024    كيف أدَّى حديث عالم أزهري إلى انهيار الإعلامية ميار الببلاوي؟.. القصة كاملة    محافظة القاهرة تشدد على الالتزام بالمواعيد الصيفية للمحال التجارية والمطاعم    هيئة كبار العلماء: الالتزام بتصريح الحج شرعي وواجب    متى يحق للزوجة الامتناع عن زوجها؟.. أمين الفتوى يوضح    قبل 3 جولات من النهاية.. ماهي فرص "نانت مصطفى محمد" في البقاء بالدوري الفرنسي؟    وزارة الصحة: 3 تطعيمات مهمة للوقاية من الأمراض الصدرية    إطلاق قافلة طبية بالمجان لقرية الخطارة بالشرقية ضمن مبادرة حياة كريمة    علي جمعة: الشكر يوجب على المسلم حسن السلوك مع الله    سياسيون عن ورقة الدكتور محمد غنيم.. قلاش: خلاصة فكره وحرية الرأي والتعبير هي درة العقد.. النقاش: تحتاج حياة سياسية حقيقية.. وحزب العدل: نتمنى من الحكومة الجديدة تنفيذها في أقرب وقت    كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية    المتهم خان العهد وغدر، تفاصيل مجزرة جلسة الصلح في القوصية بأسيوط والتي راح ضحيتها 4 من أسرة واحدة    إشادة دولية بتجربة مصر في مجال التغطية الصحية الشاملة    استقرار أسعار الذهب في بداية التعاملات يوم السبت 27 أبريل 2024    بعد ارتفاعها.. أسعار الدواجن اليوم 27 أبريل| كرتونة البيض في مأزق    "كنت ببعتله تحياتي".. كولر يكشف سر الورقة التي أعطاها ل رامي ربيعة أثناء مباراة مازيمبي    حكم الشرع في الإسراع أثناء أداء الصلاة.. دار الإفتاء تجيب    نتيجة انتخابات نادي القضاة بالمنيا.. عبد الجابر رئيسًا    لدورة جديدة.. فوز الدكتور أحمد فاضل نقيبًا لأطباء الأسنان بكفر الشيخ    الأهلي ضد الترجي.. نهائي عربي بالرقم 18 في تاريخ دوري أبطال أفريقيا    يسرا اللوزي تكشف سبب بكائها في آخر حلقة بمسلسل صلة رحم.. فيديو    عمل نفتخر به.. حسن الرداد يكشف تفاصيل مسلسل «محارب»    الدكتور أحمد نبيل نقيبا لأطباء الأسنان ببني سويف    تنفع غدا أو عشا .. طريقة عمل كفتة البطاطس    %90 من الإنترنت بالعالم.. مفاجأة عن «الدارك ويب» المتهم في قضية طفل شبرا الخيمة (فيديو)    رسميا| الأهلي يمنح الترجي وصن داونز بطاقة التأهل ل كأس العالم للأندية 2025    السيسي محتفلا ب"عودة سيناء ناقصة لينا" : تحمي أمننا القومي برفض تهجير الفلسطينيين!!    تهاني شم النسيم 2024: إبداع في التعبير عن المحبة والفرح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"المصريون" تكشف أسرار حفلات التحرش والاغتصاب الجماعى بالتحرير
نشر في المصريون يوم 05 - 02 - 2013

مجموعات شبابية تنظم كردونات بشرية لتنظيم عملية الاغتصاب
خطط مدروسة لخطف الفتيات تحت تهديد الأسلحة.. وأوكار خاصة للاغتصاب الجماعى
الضحايا: فتيات تعرضن لاستئصال الرحم والعشرات يواجهن الموت بالمستشفيات.. والعصابات تخطف بنات العشرين
أذهل المصريون العالم بثورة 25 يناير التي تعانقت فيها سواعد الشباب بسواعد الشيوخ والعواجيز وتلقى الشباب الطاهر الرصاص الحي في صدورهم لحماية أعراض وشرف الفتيات، إلا أن هذا المشهد اختفى تمامًا الآن من ميدان الثورة المصرية وأصبح الميدان بعد أكثر من عامين على الثورة مرتعًا للدعارة والتحرش الجنسي وعمليات الاغتصاب الجماعي من قبل عصابات مدربة اتخذت من ميدان التحرير مكاناً للقيام بالممارسات المشينة التي تكشف تفاصيلها عن وقائع يندي لها الجبين!!
المصريون" رصدت شهادات الفتيات الضحايا اللاتى تم هتك أعراضهن في ميدان التحرير، كما نستمع إلى شهادة بعض الفتيات التي تم اغتصابهن في الميدان تحت مرأى ومسمع القوى الثورية التي ما زالت تطالب بإسقاط النظام، واللاتي أجمعن على أن هناك مجموعات شبابية مجرمة تنظم كردونات بشرية لتنظيم عملية الاغتصاب معتمدة على خطط مدروسة لخطف الفتيات تحت تهديد الأسلحة والبلطجة وأنها لها أوكار خاصة بالشوارع المحيطة لميدان التحرير لتنظيم عمليات الاغتصاب الجماعي.
وكشفت روايات الضحايا عن أن هناك فتيات تعرضن لاستئصال الرحم؛ بسبب قسوة عمليات الاغتصاب، كما أن هناك من يواجهن شبح الموت بالمستشفيات إثر تعرضهن لعملية اغتصاب غير مسبوقة في ميدان التحرير. وتقدر منظمات حقوقية أن عدد ضحايا حالات الاغتصاب بلغ حتى الآن أكثر من 20 حالة اغتصاب جماعى بالتحرير، وأن هذه الجرائم لم تستهدف فقط الفتيات صغار السن بل امتدت إلى من فوق الستين.
تقول "س"، وهي المتطوعات في مجموعة "ضد التحرش" على موقع "مبادرة قوة ضد التحرش": "في يوم 25 يناير الماضى وصلت غرفة العمليات التي نسعف الفتيات من خلالها مكالمة تليفونية تطلب منا التدخل بسرعة عند مجمع التحرير لوجود حالة هناك".
وأضافت: "نزلنا أنا ومتطوعين اتنين (ولد و بنت) نجري بشنطة الإنقاذ بها ملابس وإسعافات أولية، ووصلنا لمجمع التحرير فلم نجد شيئاً فأتانا خبر أن هناك حالة تحرش عند "هارديز"، جرينا ووصلنا لتجمع كبير وصراخ عند الناصية وأعداد مهولة مزنوقة على الرصيف، ففهمت إن البنت أكيد بين الجموع دي بس مشفتهاش".
وتابعت: "هرولت أنا والبنت المتواجدة معي الوصول للبنت المعتدي عليها لكن فوجئت برجالة بتصرخ وتقولنا هتتبهدلوا ومش هتطلعوا من هنا امشوا بره، ومن قبل ما استوعب التهديدات لقيت مجموعة بتزنقنا وفي ظهرنا عربية فول، مكنتش فاهمة ازاي إن في لا يقل عن 5 أيادي بتمسكني من صدري وتحاول خلع ملابس ورأيت تدافع رجال للوصول إلينا".
واستطردت: "كنت متخيلة أن رد فعلي وصراخي “بس يا حيوان” هيفرق في حاجة.. فضلت أصرخ بس يا حيوانات زي العبيطة مع إني عارفة إن الصريخ مش هيعمل حاجة، فكرة “الفضيحة ولم الناس” اللى أنا متعودة عليها في الشارع مكنتش نافعة كنت بضرب وبزق وأصرخ بس الحقيقة إن المتحرشين ما كانوش خايفين من الفضيحة عشان هم الكثرة وكله شايف وكله بيتحرش ويا إما ينضم لهم أو ما يقدرش يعمل حاجة".
وأكملت كلامها: "فضلوا يزقوني أنا وصاحبتي لحد ما بقينا في وسط الشارع وال5 أيادي بقيت اكتر بكتير، بيمسكوني من كل حتة في جسمي بمنتهي العنف والوحشية، كانوا بيشدوا الكوفية حوالين رقبتي وبيخنقوني وبيجروني منها، وأنا مخنوقة ومش عارفة أتنفس نسيت كل النصائح اللي اتعلمتها في المجموعة نسيت إني لازم أبقى هادية وأن صراخي بيجذبهم أكتر، كل ما أصرخ أعلى يعتدوا عليا بوحشية أكتر، وشفت بعيني شخص (أنا فاكرة شكله، قصير وفي منتهى الوحشية) بيقطع البلوفر بتاعي وبدأ ينتهك جسمي بكل قذارة وفي نفس الوقت ناس بتنتهك جسمي من كل حتة".
وقالت: "كنت قرفانة وتعبانة جداً، حسيت إني هيغمى عليا، كنت خايفة جداً أن أقع على الأرض، وتكاثرت الأيادي والتدافع وأنا فجأة بطلت أصرخ، كنت مش عارفة أتنفس ودايخة، وكنت خايفة إني أقع وأموت، أنا فعلاً كنت حاسة إن الموت مش بعيد، التدافع والزحمة كانت لا تصدق، وفضلت أقول للولد اللى ماسكني انى بموت وفضلت أحاول أقنعه إني هاموت وإني مش عارفة أتنفس".
وتابعت قولها: "وسط كل التدافع دا والبلوفر وصل لرقبتي وبقيت عارية الصدر تماما فإذا بأحدهم يحاول فك حزام بنطلوني ويسب المحيطين بي وهو يتحرش بي حتى جاء راجل قعد يضرب كل اللي يعتدوا عليا ويقول حرام عليكوا هتموت حالاً وقعد يصرخ هتموت منكوا، فجأة لقيت نار مولعة قدامي من سبراي والجموع كلها بتتفرق، زي الحشرات واستمر المتحرشين في اعتدائهم وهنا شفت صحبتي جنبي تاني، ولعوا نار أكتر وفجأة أصبح هناك ممر لنجري دخل بيتزاهت، الناس زقتنا لجوه وحاول باقي المتحرشين الدخول والهجوم على الناس اللي واقفة برا وكانوا بيصرخوا ويرزعوا على الباب، قفلوا الباب بالحديد تماما وادوني بلوفر لبسته".
وروي أحد شهود العيان، قائلاً: "كنت في أول شارع محمد محمود أمام مدرسة الليسيه حصل حريق في العمارة المقابلة لها في الدور الأخير, فتوجهت أنا وصديقي لتقديم المساعدة لكن الأهالي كانوا أغلقوا البوابة، وعندما اشتد إلقاء الحجارة والمولوتوف في المنطقة عدت إلى أول شارع "هارديز" فإذا بمشاجرة وتجمع كبير من الشباب واكتشفنا أنهم بيغتصبوا إحدى الفتيات، حاولنا نبعد الشباب عن الفتاة حتى وصلنا إليها واكتشفنا أن كل المعتدين بيعتدوا بالضرب علي كل من يقترب من الفتاة لإبعادهم عن إنقاذها في الوقت الذي تغتصب فيه الفتاة أمامنا من أكثر من شخص، وعندما حاولت إنقاذها تم الاعتداء علىّ بالضرب حتى جاء أحد الأشخاص يحمل شعلة نارية (شمروخ صغير) فأشعلها في وجه المعتدين عليّ وقمنا بمساعدة الفتاة حتى ارتدت ملابسها وعاد المغتصبون يعتدون بالضرب علي مَن أشعل في وجههم النار، وفي هذا الوقت أخذت البنت بعيداً وأنا أهرول أنا وصديقي حاملين الفتاة ووقعت على الأرض حتى جاء المعتدون مرة ثانية واشتعلت مشاجرة أخرى وكنت قد أصيبت بالإعياء الشديد حتى أخذوا الفتاة مرة أخرى ولم أستطع إنقاذها مرة ثانية، وختم الشاهد كلامه باعتذار للفتاة قائلاً: أعتذر لها بالنيابة عن كل رجل بجد فيكي يا بلد, سامحينا وكلنا آسفين وانت على راسنا من فوق".
وأكدت داليا عبد الحميد، الناشطة الحقوقية ومديرة البرنامج النوعي الاجتماعي وحقوق النساء في المبادرة المصرية للدفاع عن الحقوق الشخصية، أنه تم رصد 19 حالة ما بين تحرش واغتصاب لفتيات وسيدات مابين العشرين عاماً وحتى ال60 عاماً فى الأسبوع الأخير.
وأضافت أن يومي 25 و26 شهدت بشاعة غير منطقية في الاعتداءات الجنسية الجماعية، بدأت بتجريد الفتيات والسيدات من ملابسهن وتمزيقها محاولين جذبهن من أجسادهن وشعورهن للتحرش بهن واغتصابهن.
وعلى الرغم من مرور عدة أيام على حوادث الاغتصاب والتحرش، إلا أن صوت الناشطة الحقوقية تغلفه مرارة معايشة تلك الفتيات الشعور قائلة: "إن أعمارهن بين العشرين عاما إلى أكثر من 60 عامًا, وأضافت: واجهت هذه السيدات الموت في حوادث اغتصاب جماعية ما تسبب في إحداث إصابات بالغة فى أجساد تلك الفتيات والسيدات.
ولعل أبشع ما روته عبد الحميد، هما قصتان الأولى لتلك الفتاة التي ترقد الآن في أحد المستشفيات تصارع الموت بعد أن تم اغتصابها بوحشية من عدد كبير من المجرمين ثم طعنها الجناة بسكين في فتحة المهبل، ليخرج نصل السكين من فتح الشرج.
وكانت الحالة الثانية لفتاة تعرضت لمثل هذا الاغتصاب الوحشي على أيدي العديد من الجناة، وتركوها في حالة غيبوبة, تلك الفتاة فقدت رحمها بعد خضوعها لعملية استئصال بداخل أحد المستشفيات بعد تعرضها للاعتداء مباشرة بعد ما عانته من نزيف حاد وهي في حالة سيئة للغاية، مؤكدة أن أكثر من 6 حالات استدعوا التدخل الطبي الجراحي في أكثر من مستشفي لعلاجهن".
المشاركات المتطوعات في مبادرة قوة ضد التحرش لم يسلمن مما يقفن ضده، فقد تعرضت المشاركات في المبادرة لتحرش جماعي خلال قيامهن بإنقاذ الفتيات.
وقالت عبد الحميد، إنه بعد أن يتم إنقاذ الفتيات يتم تقديم الدعم الطبي والنفسي والقانوني لهذه الفتيات، ولفتت إلى أن الفتيات اللائي يتعرضن لمثل هذه الاعتداءات الوحشية تصبن بعدم القدرة على استيعاب ما حدث لهن وانتظارهن للحظات تأنيب الأهل والمجتمع الذي يجبرهن على التخلي عن شجاعتهن والرضوخ والصمت حتى لا تعانين نظرة المجتمع وكأنهن مجرمات وتتجنب الفتاة الدخول في تفاصيل قانونية وبلاغات ومحاضر خاصة عندما تعلم بعجز القانون في القصاص لهن.
وطالبت الناشطة الحقوقية بضرورة الإسراع بإيجاد تشريعات وقوانين ضد التحرش والاغتصاب، متهمةً القوى السياسية بالشيزوفرينيا السياسية في الوقت التي تذبح فيه براءة فتيات تنتهك أجسادهن علنا بين المارة دون شهامة أو حياء.
وكشف محمد زارع، المحامي ومدير المنظمة العربية للإصلاح الجنائي، عن نيته لتقديم بلاغات للتحقيق في وقائع الاغتصاب التي وقعت في التحرير. وقال إن إحدى المتطوعات في إحدى حملات منع التحرش وخلال تواجدها بالتحرير يوم 25 يناير تزامنا مع الذكرى الثانية للثورة قام عدد من الشباب بالتعدى عليها والتحرش بها في نفس المكان الذي تعرضت له مجموعة أخرى من الفتيات للاغتصاب بجوار "هارديز" وكان الوقت يقترب من الغروب حيث اقتاد هؤلاء الجناة الفتاة وفرض أكثر من 300 من الجناة كردونا بشريا حول الفتاة لعدم تمكنها من الفرار أو الهرب منهم.
ويروي زارع، أنه على الرغم من الخوف من العار ومن جهل وتخلف بعض عناصر المجتمع قررت تلك الفتاة بل وتمكنت بالفعل من التغلب على هذا الخوف المجتمعي المدمج برهبة الفضيحة التي تتملك العشرات مثلها أن تتقدم ببلاغ للنائب العام يتعرض إلى تفاصيل الواقعة وطالب زارع النائب العام بضرورة التصدي لمثل هذه الجرائم التي تمارس ضد فتيات مصر.
تفسير زارع جاء مشابهًا إلى حد كبير لتلك التفسيرات التي خرجت من عدد من النشطاء والحقوقيين حول تلك الوقائع التي شهدها الميدان وبالتحديد يومي 25 و26 من شهر يناير، حيث فسر زارع الأمر بأنه محاولة لوأد الثورة من قبل البعض باستخدام عنصرها النسوي من أجل ترهيبهم وترويعهم لعدم النزول ثائرات إلى الميادين، بل وأضاف "أن هناك هدفاً واضحاً ومخططاً له بقوة بل ومدبراً بهدف إبعاد النساء عن المشهد السياسي.
بنبرات متألمة أدلى مصطفى قنديل طالب متطوع بحملة قوة ضد التحرش بشهادته عن إحدى حالات التحرش الجماعي، قائلاً: كنا في ميدان التحرير يوم 25 يناير وجدنا عدداً من الأشخاص يقول هناك حالة تحرش كبيرة أمام شركة سفير للسياحة فذهبنا للمنطقة وجدنا تجمعاً كبيراً.. وصلت للبنت كانت مرعوبة فقلت لها أنا اسمي مصطفى من قوة ضد التحرش وكررت عليها كلامي فقالت لى "أبوس إيدك ما تسيبنيش" حاولت أنا واتنين من زملائي أخذها بعيداً عن تجمع الناس ناحية شارع طلعت حرب فإذا بأسلحة بيضاء ترفع في وجوهنا جميعاً ولسان حالهم ابعدوا عن البنت وهناك مَن يدعي أنها قريبته حتى فقدت البنت القدرة على الكلام والصراخ فتحركنا بها ناحية "كنتاكى" وفجأة ألقي أحدهم مولوتوف حرق ملابس البنت وحذائي فحاولت أخذ البنت بعيداً لألبسها ملابسها بعد أن احترق بعضها ونزع المتحرشون باقي ملابسها حتى وجدت أحد الأشخاص يتحرش بي وأنا أحاول سحب البنت بعيداً عن تجمع المتحرشين فإذا بمشاجرة بالأسلحة البيضاء وأصيبت بضربة "شومة" على رأسي ففقدت قليلاً وعيي وما أن تنبهت وجدت المتحرشين ابتعدوا بالبنت فحاولت العودة لها وكنت أضرب كل من أقابله لأتمكن من دخول الدائرة التي أحاطوا بها البنت حتى رآني أحد الباعة وكان لديه "بوتاجاز" فأشعله في وجه المتحرشين حتى ابتعدوا قليلاً والبنت تردد "ابوس ايدك ماتسبنيش" أحاول طمأنتها بأي كلام لم أكن مقتنع وقتها بأني قادر على حمايتها، كنت أشعر بالعجز فالمتحرشين يحاولون التحرش بي أيضاً.
وأضاف: "كل همي كان أن ألبسها ملابس حتى لا يتزايد أعداد المتحرشين فقد كانوا بالمئات وخلعت "تيشرت" كنت أرتديه ألبسته لها وهرولنا ناحية عمارة كان البواب يغلقها فدخلنا سريعاً وأغلق البواب العمارة لكن أصوات المتحرشين بالخارج كانت تثير فزع البنت وقامت زوجة البواب بتهدئتها وارتدت البنت كامل ملابسها، واقترحنا أن نطلب الإسعاف لها لكن زيادة العدد بالخارج لم تمكنا من ذلك فاقترح البواب بأن يخرجها من باب خلفي وبالفعل خرجت وتم إنقاذها بأعجوبة".
فرح شاش، الأخصائية النفسية والناشطة بمركز النديم لتأهيل ضحايا العنف روت تفاصيل أكثر غرابة، بقولها، إن إحدى الفتيات أثناء مشاركتها في مسيرة نسائية متجهة للتحرير وجدت كردوناً من الشباب يحيط بمسيرة بدعوى أنهم يحمون الفتيات، وعندما دخلت المسيرة لميدان التحرير وجدت الكردون الرجالي يضيق حتى احتواها بمفردها، وبدأوا بالتحرش بها ونزع ملابسها وسرقة تليفونها المحمول وحقيبتها بعد أن رفعوا في وجهها الأسلحة البيضاء حتى وجدت الفتاة نفسها أمام 60 شخصاً وحاولت الإفلات منهم بالجري فجروا خلفها واتجهت في الناحية المقابلة من الرصيف، فإذا بآخر يختطفها حتى حاولت الإفلات منهم في خيمة أدوية بالميدان ونجحت في ارتداء ملابسها وتم إنقاذها.
وبنبرة ألم، قالت شاش إن الأزمة في حالات الاغتصاب والتحرش الجماعي هو أن الفتيات لا تتمكن من تحديد المتهم لكثرتهم كما أنها تجد مَن يقول إنه يدافع عنها لكنه يتحرش بها ويحاول اغتصابها.
ومن خلال رصدها لحالات كثيرة، أكدت أن أكثر المناطق تم الاغتصاب والتحرش بها بدءًا من "هارديز" وحتى شارع محمد محمود مع بدء ساعات المساء منذ الثامنة مساءً في أيام 25 و26 و27 من يناير، ويتراوح أعمار الفتيات والنساء المعتدي عليهن ما بين 17 و40 سنة وعددهن مابين 19 ل23 فتاة وصل منهن لمركز النديم 4 فتيات.
وأكدت أن طريقة الاعتداء على الفتاة متشابهة كثيراً، مما يشير إلى أن الأمر قد يكون منظمًا ربما من جماعة سياسية أو من تشكيلات عصابية، حيث تتم إحاطة الفتاة بدائرة من المتحرشين ورفع الأسلحة البيضاء في وجهها وفي وجه مَن يقترب وينزع ملابسها ثم خطفها لمكان مظلم واغتصابها.
وبوصفها أخصائية نفسية تعاملت مع فتيات خضن تجارب قاسية، قالت شاش: "كلهن تعانين الصدمة وما بعد الصدمة وربما يكثرن النوم والأكل وربما يمتنعن تماماً عن الطعام والنوم، فذاكرتهن تخلد مشهد الاعتداء عليهن ويظل ماثلاً أمامهن حتى إنهن يعايشن الحادث حتى وهن في بيوتهن، وأضافت: ما يقلل نسبة تعافيهن هو أنه تنتابهن رغبة في الانتقام لكنها لا تعرف تحديداً مَن المعتدى وحتى إن لجأت للقانون فهي تعلم يقينا أن القانون عاجز عن الانتقام لها وهو ما يجعل حالتها النفسية تتدهور.
وأكدت أنهن تعانين بعد الحادث مشاكل فى علاقتهن الزوجية وينتابهن خوف مرضى من الخروج من المنزل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.