رئيس جامعة القناة يشهد المؤتمر السنوي للبحوث الطلابية لكلية طب «الإسماعيلية الجديدة الأهلية»    «الاتصالات»: تنمية التعاون بين مصر والأردن بمجالات الكابلات البحرية والذكاء الاصطناعى والألعاب الرقمية    السعودية تحذر من الدخول لهذه الأماكن بدون تصريح    برلمانى: التحالف الوطنى نجح فى وضع أموال التبرعات فى المكان الصحيح    نادر نسيم: مصر حاضرة في المشهد الفلسطيني بقوة وجهودها متواصلة لوقف إطلاق النار    حزب الغد: نؤيد الموقف الرسمى للدولة الفلسطينية الداعم للقضية الفلسطينية    إدارة مودرن فيوتشر في الإمارات للتفاوض على شراء ناد جديد    حالة وفاة و13 مصابًا الحصيلة النهائية لحادث انقلاب ميكروباص بصحراوي المنيا    مركز السينما العربية يكشف عن أسماء المشاركين في فعالياته خلال مهرجان كان    الرئيس الكازاخستاني: الاتحاد الاقتصادي الأوراسي يمكنه توفير الغذاء لنحو 600 مليون شخص    رئيس«كفر الشيخ» يستقبل لجنة تعيين أعضاء تدريس الإيطالية بكلية الألسن    مواصفات سيارة تويوتا كامري ال اي ستاندر 2024    عزت إبراهيم: اقتحام إسرائيل لرفح الفلسطينية ليس بسبب استهداف معبر كرم أبو سالم    أول أيام شهر ذي القعدة غدا.. و«الإفتاء» تحسم جدل صيامه    أيهما أفضل حج الفريضة أم رعاية الأم المريضة؟.. «الإفتاء» توضح    متحدث الصحة: لم ترد إلينا معلومات حول سحب لقاح أسترازينيكا من الأسواق العالمية    كوارث خلفتها الأمطار الغزيرة بكينيا ووفاة 238 شخصا في أسبوعين.. ماذا حدث؟    مرصد الأزهر لمكافحة التطرف يكشف عن توصيات منتدى «اسمع واتكلم»    «لا نعرف شيئًا عنها».. أول رد من «تكوين» على «زجاجة البيرة» في مؤتمرها التأسيسي    سلمى الشماع: مهرجان بردية للسينما الومضة يحمل اسم عاطف الطيب    موعد وعدد أيام إجازة عيد الأضحى 2024    وزير التعليم يُناقش رسالة ماجستير عن المواطنة الرقمية في جامعة الزقازيق - صور    بالفيديو.. هل تدريج الشعر حرام؟ أمين الفتوى يكشف مفاجأة    حزب العدل: مستمرون في تجميد عضويتنا بالحركة المدنية.. ولم نحضر اجتماع اليوم    عام المليار جنيه.. مكافآت كأس العالم للأندية تحفز الأهلي في 2025    «البترول» تواصل تسجيل قراءة عداد الغاز للمنازل لشهر مايو 2024    توت عنخ آمون يتوج ب كأس مصر للسيدات    «اسمع واتكلم».. المحاضرون بمنتدى الأزهر يحذرون الشباب من الاستخدام العشوائي للذكاء الاصطناعي    حسن الرداد يكشف عن انجازات مسيرته الفنية    «فلسطين» تثني على اعتراف جزر البهاما بها كدولة    .. ومن الحب ما قتل| يطعن خطيبته ويلقى بنفسه من الرابع فى أسيوط    محافظ أسوان: مشروع متكامل للصرف الصحي ب«عزبة الفرن» بتكلفة 30 مليون جنيه    السنباطى رئيسًا ل «القومى للطفولة» وهيام كمال نائبًا    وكيل وزارة الصحة بالشرقية يتفقد مستشفى الصدر والحميات بالزقازيق    مناقشة تحديات المرأة العاملة في محاضرة لقصور الثقافة بالغربية    رئيسة المنظمة الدولية للهجرة: اللاجئون الروهينجا في بنجلاديش بحاجة إلى ملاجئ آمنة    «تويوتا» تخفض توقعات أرباحها خلال العام المالي الحالي    كريستيانو رونالدو يأمر بضم نجم مانشستر يونايتد لصفوف النصر.. والهلال يترقب    أحدثهم هاني شاكر وريم البارودي.. تفاصيل 4 قضايا تطارد نجوم الفن    11 جثة بسبب ماكينة ري.. قرار قضائي جديد بشأن المتهمين في "مجزرة أبوحزام" بقنا    المشدد 10 سنوات لطالبين بتهمة سرقة مبلغ مالي من شخص بالإكراه في القليوبية    فرقة الحرملك تحيي حفلًا على خشبة المسرح المكشوف بالأوبرا الجمعة    «8 أفعال عليك تجنبها».. «الإفتاء» توضح محظورات الإحرام لحجاج بيت الله    عامود إنارة ينهي حياة ميكانيكي أمام ورشته بمنطقة البدرشين    رئيس قطاع التكافل ببنك ناصر: حصة الاقتصاد الأخضر السوقية الربحية 6 تريليونات دولار حاليا    الزمالك يكشف مفاجآت في قضية خالد بوطيب وإيقاف القيد    تعمد الكذب.. الإفتاء: اليمين الغموس ليس له كفارة إلا التوبة والندم والاستغفار    الأرصاد تعلن تفاصيل حالة الجو اليوم.. فيديو    ذكرى وفاة فارس السينما.. محطات فنية في حياة أحمد مظهر    صحة المنيا تقدم الخدمات العلاجية ل10 آلاف مواطن فى 8 قوافل طبية    صالح جمعة معلقا على عقوبة إيقافه بالدوري العراقي: «تعرضت لظلم كبير»    لمواليد 8 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    الصحة: فحص 13 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة    إخماد حريق في شقة وسط الإسكندرية دون إصابات| صور    سيد معوض: الأهلي حقق مكاسب كثيرة من مباراة الاتحاد.. والعشري فاجئ كولر    إعلام فلسطيني: شهيدتان جراء قصف إسرائيلي على خان يونس    «النقل»: تصنيع وتوريد 55 قطارا للخط الأول للمترو بالتعاون مع شركة فرنسية    رئيس إنبي: نحن الأحق بالمشاركة في الكونفدرالية من المصري البورسعيدي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف يرى الشعب المصرى ثورة يناير فى عيدها الثانى؟
نشر في المصريون يوم 27 - 01 - 2013

الشعب يشكو فقدان الأمن والأمان وغلاء الأسعار والفوضى فى كل شىء
المهندس معتز: الثورة قضت على الفاسدين والحرامية وأتت بالبلطجية
سيدة سعيد: المعتصمون قاموا بتحويل التحرير إلى ساحة انتظار سيارات بمبالغ
ناصر عثمان: مش كل واحد يتخانق مع مراته يروح يعتصم فى ميدان التحرير
دكتورة يسر عبدالجواد: أناشد الدكتور محمد مرسى تخفيض أسعار الدواء
عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية، تلك كانت مطالب الشعب الذى انفجر فى 25 يناير 2011، معلنًا الثورة على نظام الحكم الفاسد، ونجح فعلًا فى إسقاطه، لكن يبدو أن سقوط النظام لم ينه مشاكل المصريين، وقد تكون زادت وتفاقمت على مدى سنتين هما عمر هذه الثورة.

"المصريون" نزلت الشارع والتقت فئات كثيرة من المجتمع بكل طبقاته وفئاته، لتستطلع رأيهم فى الثورة، كيف يرونها؟ ماذا حققت؟ وماذا ينتظرون؟.
فى وسط البلد وبالتحديد شارع قصر النيل وأمام عقار رقم 22 سألنا حارس هذا العقار، فضل محمد، 25 عامًا، قال: شهدت أحداث ثورة يناير وكنت منضم ومؤيد لمطالب الميدان، وتحققت الثورة بالفعل وكان أول هدف هو إسقاط النظام الفاسد والحمد لله جاء رئيس منتخب بما يرضى الله وهو يحاول أن يلبى جميع مطالب الشعب المصري، ولكن للأسف الفلول لا يريدونه أن يكمل مسيرته بل يريدون خراب البلد، فنشهد كل يوم والثانى مظاهرات لأهداف شخصية، وكلنا نعلم أن هدفهم هو إسقاط الدكتور مرسى، والطلب الوحيد الذي أريده من الدكتور مرسى هو أن يقضى على البلطجية المتواجدين فى ميدان التحرير، ومن كل قلبي بدعى وبقول منهم لله بتوع التحرير موقفين حال البلد.
تركنا عم فضل والتقينا الحاج مصطفى السيد، تاجر ملابس، يبلغ من العمر 72 عامًا، قال: أنا خلاص مش عاوز من الدنيا حاجه ولو فى مطالب فللشباب المصري الغلبان، وكله سوف ينصب فى مصلحة البلد أنا كل اللى برجوه من الرئيس محمد مرسى إنه يهتم شويه بمطالب الشباب الغلابه دول ويشغلهم أما البلطجيه اللى عاوزين خراب البلد وعاوزين يبيعوا بلدهم فى مقابل مائة أو مائتين جنيه لتحقيق مطالب الفلول فى خراب البلد، فرجاء يا دكتور خلصنا منهم واِرميهم فى السجون وبلاش دم تانى وربنا يعينك يا ريسنا.
انتقلنا إلى منطقة الدقى ووقفنا مع فتاة تدعى ليلى عبد الرحيم وتبلغ من العمر 30 عامًا تقول: أنا حاصلة على بكالوريوس تجارة وإلى الآن لم أحصل على وظيفة، ونزلت ثورة يناير وطالبت بتغيير النظام لكي تتحقق مطالبنا، من كل هذه المطالب لم يتحقق سوى مطلب واحد وهو تغيير النظام، لكن تحقيق العدالة الاجتماعية والحرية والأسعار ازدادت بشكل ملحوظ، والفساد مازال موجودًا، وأطلب من الرئيس محمد مرسى أن يقضى على الفوضى ويهتم بالملف الأمنى أكثر من هذا لأنني مثلى مثل أى فتاة أحلم بأن أمشى فى البلد بدون تحرش ولا معاكسات ولا مضايقات من قبل البلطجية ومعدومى الضمير.
تركنا ليلى وانتقلنا إلى حسام مجدى، طالب بمعهد خدمة اجتماعية، يقول: أنا شاب بس بخاف أنزل بعد الساعة 9 بالليل وأمشى فى الشارع لوحدى أحسن حد يسبتنى وياخد فلوسى أو يقتلنى، الحاجة الوحيدة اللى بطلبها من الدكتور محمد مرسى هو توفير الأمن والأمان زى زمان، وفى حاجة تانية أنا بحلم بيها بعد ما أتخرج ألاقى وظيفة أشتغل فيها وأنا عارف إنك ياريس عليك حمل كبير أوى بس إنت قده وأرجو منك أنك توفر الأمن والأمان الفتره دى علشان اللى عاوزين يخربوا البلد كتير أوى وطبعًا هما معروفين الفلول.
اتجهنا إلى منطقة كورنيش النيل وهناك وقفنا مع مجموعة من سائقى أتوبيسات تابعين لجمعية البنك الأهلى المصرى وكان أول من تحدث معنا السيد ناصر عثمان يبلغ من العمر 40 عامًا يعمل سائقًا فى جمعية البنك الأهلى المصرى وحاصل على دبلوم صنايع يقول: أنا كلامى موجه للدكتور محمد مرسى يادكتور كل سنة وحضرتك طيب بمناسبة العام الثانى على الثورة التى حققت لك ولنا الخير ونأمل فى هذا يادكتور الأمن والأمان وعيالنا اللى بنمشى وراهم فى الشارع بعد المغرب من خوفنا عليهم والسرقه اللى شغالة فى عز الظهر أنا بنتى لازم أوصلها وأرجعها من الدروس بتاعتها وبسيب حالى ومحتالى وبروح مع بنتى وأستناها فى الشارع لحد ماتخلص وسرقة العربيات ياريت تهتم بالموضوع ده يادكتور إحنا زمان أوى كنا بننام ونسيب بيوتنا مفتوحة ومش بنخاف من حاجة دلوقتى بنقفل الباب بالقفل والقفلين، أما بالنسبة للمعتصمين اللى عاملين نفسهم مصريين أحب أقولهم اتقوا الله فى البلد البلد مش ناقص مش كل واحد يتخانق مع مراته يروح يعتصم فى ميدان التحرير ومش كل واحد مش عاوز يشتغل ولا يصرف على بيته يروح ينصب خيمة ويقول أنا معتصم.. أنا ثورى.
ويلتقط طرف الكلام عم صبرى مصيلحى يبلغ من العمر 59 عامًا، فيقول: الثورة لسه قائمة.. الثورة الحقيقية هى إن البلد حاله يتصلح يعنى اللى هيعمل الثورة هو الدكتور محمد مرسى، يهتم أكتر بالأسعار اللى ضربت فى السما، وبالأمن اللى انعدم، ولازم الخطوة الأولى تكون من الشعب يا جماعة اعطوا له فرصة علشان الراجل يشتغل صح وربنا معاك وكل سنة وإنت متقدم بمصر للأمام.
ويقول المهندس معتز الشناوى: الثورة حققت حاجة وفشلت فى حاجة، هى قضت على الحرامية اللى كانوا واكلين البلد وقضت عليهم تمامًا والحمد لله، لكن الثورة سببت الفوضى فى البلاد، أنا بخاف على بنتى تمشى فى الشارع بعد الساعة 5 المغرب، دا أنا بنزل من بيتى الساعة 5 الفجر بحكم شغلى بشوف ناس بتثبت ناس فى الشارع وتسرقهم، عاوزين نعيش فى أمان.
الدكتورة يسر عبد الجواد -صاحبة صيدلية- تبلغ من العمر 27 عامًا، تقول: أنا همى الأول إن أسعار الدوا اللى ارتفعت دى بتاع الناس الغلابة ترجع تانى علشان يقدروا يشتروا الأدوية اللى بتساعدهم على الحركة، على الأقل فهناك أسعار دواء قلت ولكنها أصلًا مرتفعة من البداية ولا يشتريها سوى المقتدر ولكن المشكلة هو ارتفاع أسعار دواء الغلابة بجد أنا بيصعب عليا أوى لما راجل غلبان وللا ست غلبانة كبيرة تيجى تسألنى على نوع دواء وأبلغها إن سعره زاد تسيب الدوا وتمشى وتقول أموت أحسن بجد حرام.
وتلتقط طرف الحديث الدكتورة ليلى طبيبة أمراض نساء، وتقول: أنا عندى 62 عامًا وطلعت على المعاش ومعاشى 620 جنيهًا ودى مش مشكلة الدكتور مرسى ولكن أنا أطالبه بأنه يهتم بالمعاشات علشان إحنا زهقنا من التهميش، وبقوله كل سنة وإنت طيب يادكتور ومزيد من التقدم والنجاح وكلنا وراك بقلبنا بس أرجوك اهتم بالمعاشات بتاع الناس لأن عندى بنات عاوزة أجهزهم مش معقولة هروح أشحت من الناس بعد التعليم العالى وحصولى على بكالوريوس الطب وأعمل طبيبة وفى النهاية، يكون تقدير الدولة هو 620 جنيهًا لتعبي، ولو كنا ساكتين زمان فده علشان كنا راضيين بالحكم الظالم، وعندما أسقطنا وقمنا بانتخابك فهذا لعلمنا وثقتنا فى أنك سوف تهتم بمطالب كل صغير وكبير فى هذه البلد.
ويقول هلال شعبان -حارس عقار بمنطقة العباسية يبلغ من العمر 37 عامًا-: الثورة حققت أمنيتنا فى القضاء على النظام الفاسد والحمد لله خلصنا منه واللى أنا عاوزه من الدكتور محمد مرسى إنه يبص للناس الغلابة ويرخص الحاجة اللى زادت أسعارها إحنا اللى بنحس بزيادة الأسعار مش أى حد تانى إنما الأغنية مش هتفرق معاهم زيادة أسعار دا حتى لقمة العيش بقت بصعوبة علشان أروح أجيب عيش من الفرن بكون شايل هم وقفتى وتذنيبى علشان يجى دورى وأشترى العيش وأكل عيالى، أنا بشترى رغيف العيش أبو ربع جنيه لأنى مش بقدر آكل رغيف العيش أبو خمس قروش لأنه مايتاكلش وأنا اسمى راجل غلبان وهرضى بأى حاجه ومافتكرش إن فى حد دلوقتى بيشترى رغيف العيش أبو خمس قروش، يا دكتور أنا مرتبى من العمارة اللى بحرسها 350 جنيهًا ومصاريفى أنا وعيالى علشان ناكل بس كل يوم بصرف 25 جنيهًا ولولا ستر ربنا كنت اتفضحت أنا وعيالى وموتنا من الجوع، الحاجة التانية إللى بطلبها من الدكتور مرسى إن إحنا فى فوضى أرجوك يادكتور إهتم بالأمن شويه أنا من شهرين بالضبط وكنت بمسح عربية لأحد سكان العقار ولمحت اتنين ماسكين واحده بيحاولوا يعتدوا عليها وكان معاهم سيف، جريت علشان أنقذها حاولوا يقتلونى بس الحمد لله ربنا قدرنى وقدرت أخد منهم السيف وأنقذ البنت دى، ولما طلعت أشتكى لأحد سكان العمارة بيشتغل ضابط شرطة قالى: يعنى عاوزنى أعملك إيه؟ البلد كلها بقت مليانة بلطجية ماهم بقوا كتار أوى، وسكت على كده، فرجاء يا دكتور إحنا كلنا معاك وفى ضهرك وأنا راجل غلبان ماليش مصلحه غير إن بلدى يبقى أحسن بلد.
المهندسة إبتسام الشريف بإحدى شركات البترول تقول: أنا بصراحة مش حاسة إن الثورة عملت أى حاجة غير إنها قضت على النظام السابق ولكن الحاجه أسعارها بتزيد ونسبة البلطجه بتعلى ومبقاش فى أمان فى البلد إحنا كلنا خايفيين على نفسنا وعلى أولادنا حتى وإحنا فى بيوتنا بنخاف من البلطجية والحرامية يهجموا علينا فى أى وقت، بجد راحة البال محتاجينها يادكتور مرسى وراحة بالنا إننا نحس بالطمئنان على عيالنا وعلينا ومانخافش وإحنا قاعدين فى بيوتنا أو رايحين شغلنا أو فى الشارع و لك الله يا مصر.
وتقول سيدة سعيد -موظفة بالإذاعة والتليفزيون-: إحنا ما حققناش من مطالب الثورة أى حاجة غير إننا جبنا رئيس منتخب بيحاول يعمل حاجة كويسة فى البلد بس للأسف الفلول منهم لله مش مديينه الفرصة دى، لكن أنا ليّ عتاب على الدكتور محمد مرسى إنه بيهتم بالملف الاقتصادى والسياسى ومش مركز الاهتمام الكبير على الملف الأمنى حال البلد عمره ماهيتصلح إللا إذا تم القضاء على البلطجية والحرامية اللى بيحركهم الفلول دلوقتى أو على الأقل بيديهم الفرصة للبلطجة لأن كثرة المظاهرات الفئوية اللى مش بقتنع بمطالبها بتفتح الطريق لإنتشار الفوضى فى البلاد، وللأسف الناس فاكرين إن الحرية إنك تنزل تتظاهر وتعتصم وبراحتك فى أى مكان وفى أى زمان من غير ماحد يقولك إنت بتعمل إيه وده غلط بالضبط زى الولد المراهق لما يشرب سجاير قدام أهله وفاكر إن دى رجولة ومش عاوز حد يقوله دا غلط أو صح ولو حد وجهله النصيحة يعتقد إنه عدوه حتى لو كان والده أو والدته وده غلط، أنا نزلت من كام يوم ميدان التحرير كنت بخلص مصلحة فى مجمع التحرير وفوجئت إنى علشان أدخل الميدان لازم أركن العربية بره خالص وأمشى على رجلى مسافة كبيرة وأول ما نزلت من العربية فوجئت بمجموعة من البلطجية واقفين بيمنعونى من دخول الميدان قبل ما أدفع فلوس ركنة العربية ولما حاولت أعترض قالولى: الميدان بتاعنا ومش هاتدخلى واضطريت أدفعلهم الفلوس اللى هما عاوزينه وعرفت أن المعتصمين دول شوية بلطجية وإن ميدان التحرير تحول إلى ساحة انتظار السيارات للأسف الشديد.

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

"المصريون" تنفرد بأخطر حوار مع أمين الحزب المسيحى الديمقراطى السابق ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الألمانى
روبريشت بولينس: الرئيس مرسى هو الرئيس الشرعى الديمقراطى المنتخب وإن كان فوزه بالرئاسة جاء بفضل تقدمه بصوت ناخب واحد فقط على منافسه
مصر أهم بلد عربى فى المنطقة على الإطلاق.. وما يحدث فى مصر يلقى بظلاله على المنطقة بأكملها.. ولذا فإننا عازمون على أن تبقى مصر بلدًا قويًا يتمتع بالاستقرار
الثورات لا تهدى الرخاء على طبق من فضة وإنما تهدينا الظروف الإطارية اللازمة لكى يصنع الشعب رخاءه بنفسه.
الثورة المصرية مثلها مثل سقوط سور برلين تمثل منعطفًا تاريخيًا هامًا وسوف نقرأ عنها فى كتب التاريخ بعد مائتى عام
بات حتمًا على الأحزاب ذات التوجه الإسلامى فى مصر أن تترجم القيم الدينية الإسلامية التى تؤمن بها إلى برنامج سياسى
حزب "الحرية والعدالة" أدرج أقباطًا على قوائمه للانتخابات القادمة فهذا يعنى أن هناك فرصة للتوافق المجتمعى فى مصر على منظومة القيم الجامعة للمسلمين والأقباط على حد سواء
العلاقات المصرية الألمانية هى علاقات تقليدية كان فيها دائمًا نوع من التميز وذلك لأننا نحن الألمان من عشاق مصر وحضارتها
أجرى الحوار فى البرلمان الألمانى و ترجمه الدكتور عبد الحفيظ عبد العزيز مسعود الدكتور فى الدراسات الألمانية والمتخصص فى العلاقات المصرية الألمانية
قبل يوم واحد من أول زيارة مرتقبة للرئيس مرسى رسمية إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية يومى الأربعاء والخميس المقبلين 30 و31 يناير الجارى، تلبية للدعوة الموجهة له من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، حيث تأتى الزيارة فى إطار حرص مصر على تعزيز العلاقات الثنائية مع ألمانيا فى مختلف المجالات السياسية والبرلمانية والاقتصادية والاستثمارية، وإطلاق مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. التقت "المصريون" السياسى ورجل القانون الألمانى روبريشت بولينس Ruprecht Polenz ، الذى ينتمى لحزب الأغلبية الحاكم حاليا فى ألمانيا وهو الحزب المسيحى الديمقراطى بقيادة المستشارة الألمانية ميركيل منذ عام 1968، كما أنه عضو بالبرلمان الألمانى (البوندس تاج) منذ عام 1994 وشغل من قبل منصب أمين عام الحزب المسيحى الديمقراطى ويشغل منذ عام 2005 وإلى الآن منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الألماني، كما أنه كان رئيس جمعية العلاقات الألمانية-الأطلسية لأكثر من عشر سنوات، وهو من أنصار إدماج المسلمين فى المجتمع الألمانى وإتاحة تكافؤ الفرص أمامهم أسوة بأصحاب البلاد الأصليين ولذا فهو عرضة للهجوم الدائم من اليمين المتطرف فى ألمانيا وهو دائمًا يفضل فيس بوك للإدلاء بتصريحاته السياسية الرسمية للرأى العام.
وإلى نص الحوار
يحتفل المصريون فى 25 يناير بالذكرى الثانية لثورتهم المجيدة التى أنهت حقبة متعددة المراحل من الديكتاتورية العسكرية التى امتدت لأكثر من ستين عامًا. فهل وصلت الثورة إلى العلاقات الألمانية المصرية وفى أى المجالات يمكن تعميق هذه العلاقات الثنائية فى الوقت الحالي؟
لقد تابعنا بعين الرضا، بل وساندنا مطالب المصريات والمصريين فى هذه الثورة مثل الحرية والعمل والكرامة، كما أننا تابعنا الانتخابات المصرية ونتائجها باهتمام.
عن أية انتخابات تتحدثون؟
أقصد الانتخابات البرلمانية التى تلت الثورة وكذلك انتخابات الرئاسة. وأملنا كبير فى أن السياسيات والسياسيين الذين وقع عليهم اختيار الشعب يكون بمقدورهم تلبية المطالب التى ينتظرها الشعب من الثورة. وبعض هذه المطالب لها علاقة بتحسين الوضع الاقتصادى وهنا توجد فرص كبيرة للتعاون مع ألمانيا ومصر على نحو يسمح للاقتصاد المصرى أن يتطور بصورة يشعر معها المواطن المصرى بتحسن وضعه.
إن حجم المطالب الشعبية التى يواجهها الرئيس مرسى بعد عامين من الثورة وبعد سبعة أشهر فقط من ولايته ضخم للغاية، بأى رسالة تتوجهون إلى جموع الشعب المصرى فى الذكرى الثانية للثورة؟
إن الحاسم فى ثمار الثورة هو أن يسمح النظام المجتمعى الذى تبلور بعد الثورة فى تمكين المواطن من إدارة مصيره بنفسه، فإدارة المواطن لمصيره بنفسه هو الذى يمكنه من أن يجنى ثمار جهده بنفسه. وأنا أقصد بالنظام المجتمعى هو أن يتوفر قانون نافذ، أى أن يتمتع المواطن بالأمان القانونى وأن يكون هناك نظام ضريبى عادل بالدولة لا يخنق المواطن أو يحاصره فى حياته ويأخذ من الأوفر دخلًا من المواطنين وليس من الأقل دخلًا. كما أن من قسمات هذا النظام المجتمعى الجديد أن تقوم الدولة بأداء واجبها فى المجال المنوط بها وحدها وهو مجال التعليم والتدريب، أى أن يكون هناك فى مصر منظومة تعليم تأخذ فى اعتبارها معطيات المستقبل وتتناسب مع القرن الحادى والعشرين لكى تستطيع هذه المنظومة أن تخرج عناصر متعلمة التعليم العام والتعليم التقنى الخاص وحاملة لمهارات متميزة، فهذا هو ما يحتاجه الشاب المصرى لكى يظفر بوظيفة فى الاقتصاد الحديث... إن وجود هذه المهارات هو الذى يفتح آفاق المستقبل الواقعية أمام شباب مصر لكى يحققوا كل ما يحلمون به، فبدون هذه الشروط المسبقة لن يتثنى للفرد أن يذوق طعم الرخاء. إن الثورات لا تهدى الرخاء على طبق من فضة وإنما تهدينا الظروف الإطارية اللازمة لكى يصنع الشعب رخاءه بنفسه.
البعض يصور الثورة المصرية بسقوط سور برلين من حيث الواقعة التاريخية وكذا من حيث التطور اللاحق والآثار...
لا شك فى أن الثورة المصرية مثلها مثل سقوط سور برلين تمثل منعطفًا تاريخيًا هامًا وسوف نقرأ عنها فى كتب التاريخ بعد مائتى عام أيضًا. كما أن التغييرات المترتبة على هذه الثورة سوف تكون تغييرات ضخمة بعد أن جسمت الديكتاتورية على صدر مصر والمصريين لعقود من الزمان. غير أن هذا التحول الثورى الذى ستشهده مصر ربما لن يسير فى خط واحد مستقيم فقد تكون هناك تعرجات وتطورات هنا وهناك لا تسير فى الاتجاه الصحيح. ولكن الحاسم فى الأمر هو مشاركة الشعب المصرى فى كل مرحلة من مراحل التطور الثورى لمصر وكذا فى أى تصحيح يطرأ لهذا المسار.
أنتم الممثل السياسى الخارجى البارز للحزب المسيحى الديمقراطى الحاكم و كتلة الإتحاد المسيحى فى البرلمان الألمانى التى تمثل الأغلبية. والسياسيون الألمان فخورون بتطبيق القيم الدينية المسيحية فى العمل السياسي. فهل نعيب على الثورة المصرية أنها فتحت الباب لعملية ديمقراطية حرة وشفافة أسفرت عن فوز أحزاب إسلامية بالسلطة؟
لقد بات حتمًا على الأحزاب ذات التوجه الإسلامى فى مصر أن تترجم القيم الدينية الإسلامية التى تؤمن بها إلى برنامج سياسى على نحو تتحول معه هذه القيم الدينية الإسلامية إلى خير لجميع المصريين وليس إلى خير الفصيل الدينى الذى خرجت من رحمه هذه الأحزاب. ويعنى هذا الكلام على سبيل المثال أن عضو حزب إسلامى من الأحزاب الذى يفوز بمقعد فى البرلمان ينبغى عليه أن يستغل هذا المقعد البرلمانى لخير الشعب المصرى برمته بما فى ذلك المواطن القبطي. كما أن على هؤلاء السياسيين صناعة قراراتهم على النحو الذى يراعى مصلحة الشعب المصرى بجميع طوائفه وليس مصلحة طائفة دينية ما.
أنتم تقصدون بهذه الترجمة الطرح الفلسفى الذى قدمه الفيلسوف الألمانى "يورجين هابارماس" الذى لا يمانع أن تمارس التنظيمات الدينية العمل السياسى شريطة أن تترجم المحتوى الدينى إلى لغة مفهومة علمانيًا، وقد أكد الرئيس مرسي، كما تعلمون، فى حواره مع صحيفة فرانكفورت الجمينة، أنه يسعى لبناء دولة ديمقراطية حديثة غير ثيوقراطية. أنتم تنصحون الأحزاب الإسلامية فى مصر إذا بالاستفادة من طرح الفيلسوف "هابارماس"؟
نعم، لقد شاركت أنا شخصيًا فى عديد من جلسات الحوار فى بعض الدول العربية مع أحزاب ذات صبغة إسلامية كالنهضة فى تونس أو الإخوان المسلمين، وكانت دائمًا هناك نقاط جوهرية هى محور حديثنا، فالجانب المهم فى هذا الصدد هو ألا ترغم هذه الأحزاب الإسلامية بعض قطاعات المجتمع التى ليس لها نفس التصورات والمعتقدات الدينية أن تعيش وفقًا لتصور هذه الأحزاب الدينى أو لنقل بعبارة أخرى ألا تستخدم الدولة سلطانها وأدواتها لفرض تطبيق قانون دينى وهناك أيضًا نصف المجتمع فى مصر، وهذا النصف من النساء، والرجال والنساء متساوون فى الحقوق والواجبات، وكذا فى حقوق الإنسان وإن كانت بعض التصورات الدينية تفرق هنا أو هناك بين الرجل و المرأة، ولكن الدولة ليست مؤسسة دينية، فالدولة المصرية هى دولة جميع الموطنين، وأنا أطالب الدولة المصرية بضمان هذه المساواة بين الرجل و المرأة.
هل يمكن أن نطلق على هذا النمط من الدولة الإسلامية ذات الأحزاب الإسلامية "دولة العلمانية الصحية" إذا؟
إن بعض الأحزاب الإسلامية تقوم بتفسير مصطلح "علمانى" هذا تفسيرًا لا يبقى معه فى النهاية أى شىء إيجابى، ولكننا فى أوروبا، وفى ضوء التطور السياسى والدينى الذى خضعنا له نفهم كلمة "الدولة العلمانية" فهمًا مختلفًا، فهى تعنى ذلك النمط من الدولة التى تلتزم بالحياد الدينى من ناحية، وتكفل فى الوقت نفسه حرية الدين وحرية المعتقد، وتقوم بحمايته وتكفله بكل السبل، ولذا فإننا نصف دولتنا العلمانية فى ألمانيا بأنها "دولة تلتزم الحياد حيال الأديان، وتلقى على هذه الأديان فى الوقت نفسه محبة منها"، وهذا هو الفارق، من وجهة نظرى بين الدولة الدينية البحتة، و بين الدولة العلمانية الحديثة.
هناك مفهوم شائع لمصطلح "العلمانية" فى مصر على أنه "العداء للدين"؟
نعم، أنا أدرك ذلك، ولهذا فنحن الألمان لا بديل من تقديم شروح إضافية فى حديثنا مع السياسيين العرب، حينما نقول لهم إننا ندافع عن الدولة العلمانية، فالدولة العلمانية فى الطرح الألمانى قلبها وعملها برىء من العداء للدين، بل إن الدولة الألمانية العلمانية تدعم المؤسسات الدينية.

فى فبراير عام 2012 اقترح وزير العدل بولاية "راينلاند بفالتس" الألمانية، السيد "يوخين هارت لوف" العمل بمحاكم الشريعة الإسلامية لتسوية المنازعات بين المسلمين و المسلمين فى ألمانيا، وقد أثار هذا الاقتراح هياجًا كبيرًا فى جميع ربوع الجمهورية أما فى المادة الثالثة من دستورنا المصرى فيكفل الدستور لليهود والمسيحيين تنظيم شئونهم الدينية والشخصية المدنية وفقًا لشرائعهم. ألا ينهض ذلك دليلًا على البعد التقدمى لهذا الدستور؟
إن الدول تنظم قوانين الأحوال الشخصية وقوانين الأسرة بصورة مختلفة، فالدول الأوروبية جميعها تعمل بقوانين تنظم شئون الأسرة بصورة تنطبق على جميع المواطنين، كما أن هناك اتفاقًا بين الدول الأوروبية على سبيل المثال على عدم ترك قوانين الميراث للتجمعات الدينية، ولهذا فأنا أتفهم منح اليهود والمسيحيين الحق الدستورى الخاص بتنظيم شئونهم الشخصية وفقًا لشرائعهم الدينية.
و هنا أعود إلى مصطلحى "الدينى" و "العلمانى"، فعلماء الدين الإسلامى يقولون غنه ليس هناك مفهوم جامع مانع لمصطلح "الشريعة الإسلامية"، و لذا فإننى أعتقد أن تطبيق الشريعة فى مصر لم يتضح بعد وسوف تكشف عنه التشريعات المستقبلية التى ستوضع فى ضوء الدستور المصرى، فالدستور ليس إلا الإطار العام الذى تصاغ و تعتمد فيه القوانين الفعلية الملموسة التى يشعر بها المواطن.
و هذه القوانين والتشريعات سوف تتوقف طبيعتها على تشكيل مجلس النواب المستقبلى فى مصر؟
نعم بالطبع، إن البرلمان المصرى القادم المقرر انتخابه فى غضون الأشهر القليلة القادمة سوف يحدد بشكل كبير الطريق الذى تريد أن تخطوه مصر بالكامل. فالقوانين التى سيعتمدها مجلس النواب القادم فى ضوء الدستور ستجيب أيضًا للكثيرين عن الخط السياسى العام الذى ارتضته مصر لنفسها، ولذا فإننا ننظر إلى انتخابات مجلس النواب القادم فى مصر على أنها انتخابات مهمة للغاية.
إن الدستور الألمانى يسمح للمستشار بالترشح لفترات لا نهائية على نحو من الممكن أن يخلق ظاهرة "المستشار الألمانى الأبدي"، وقد ربط الرئيس مرسى شخصيًا بين مصيره السياسى وبين قبول الشعب لمشروع الدستور المصرى، وهذا الدستور الجديد الذى قبله الشعب لا يسمح للرئيس المصرى بالترشح سوى لفترتين بحد أقصى وكل فترة أربعة أعوام، أى ثمانية أعوام إجمالًا..
لقد اهتدت اللجنة التأسيسية فى مصر فى هذا الجانب بما هو معمول به فى النظام الرئاسى لكل من الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، حيث لا يجوز للرئيس أن يرشح نفسه أكثر من فترتين، ومصر هى نظام رئاسى، أما نحن فلا يوجد عندنا مستشار أبدى مطلقًا، فالمستشارة الألمانية أو المستشار الألمانى يتم انتخابها أو انتخابه كل أربع سنوات، ومن حق جموع الناخبين فى ألمانيا أن يمنحوا المرشح للمستشارة الألمانية الثقة لتولى هذا المنصب أو يحجبوا عنه هذه الثقة.
لقد فاز الرئيس مرسى فى انتخابات الرئاسة بنسبة 51.7%، كما أن الاستفتاء على الدستور نهاية العام الماضى فسر على أنه استفتاء على شخص وأداء الرئيس مرسى وحظى مشروع الدستور بقبول وصلت نسبته إلى سقف 64%. فهل يتمتع الرئيس مرسى من وجهة نظركم بشرعية لا غموض فيها؟
إنه لمن المسلمات البديهية أن الرئيس مرسى هو الرئيس الشرعى الديمقراطى المنتخب، وإن كان فوزه بالرئاسة قد جاء بفضل تقدمه بصوت ناخب واحد فقط على منافسيه.
أما فيما يتعلق بالدستور المصرى فقد تمنيت لو أن القدرة على بلورة وقبول الحلول الوسط كانت موجودة لدى جميع الأطراف فى مصر، فالاستعداد الدائم لقبول الحلول الوسط هو من أبرز السلوك الديمقراطى على نحو كان من الممكن أن يرتكز الدستور المصرى على قاعدة أوسع من المجتمع، إننى أفسر غياب هذا الاستعداد للحلول الوسط بأنه نتاج فترة الديكتاتورية الطويلة التى رزح تحتها الشعب المصرى.
إن المعارضة المصرية تقاطع الحوار الذى يدعو إليه الرئيس ولكنها تحاول فى الوقت نفسه الحديث مع الجيش ومع التيار السلفي، كما أن الشعب المصرى يفتقر إلى معارضة يسارية تستطيع بلورة حلول بديلة لمشكلات الشعب اليومية الملحة. هل ترون هذا السلوك من المعارضة المصرية مؤشرًا على أن المصريين ما زالوا بصدد التعلم للتعامل مع ظاهرة لم يألفوها قط ألا وهى الديمقراطية؟
لقد ذكرت بالفعل أن الديمقراطية هى شىء جديد بين يدى المصريين، ولذا فمن الطبيعى أن الحركات السياسية ترتكب هنا وهناك أخطاء.. صحيح أن المعارضة يمكن أن تقول إننا نريد أن نتحدث مع الجيش ولا نتحدث مع الرئيس الآمر لهذا الجيش بموجب الدستور، و الرئيس من جانبه لا لوم عليه إذا قام بمنع الجيش من التحاور مع المعارضة، غير أننى لا أرى هذا المنع وجيهًا، ففى قواعد اللعبة الديمقراطية أنت لا تستطيع أن تملى على تيار سياسى بعينه أن يتحدث مع تيار سياسى آخر بعينه أو جهة ما بعينها، فالحوار المباشر غير المشروط من أبرز ملامح الممارسة الديمقراطية.
إن حنين المعارضة إلى التحدث مع الجيش يخشى البعض منه أن يحفز الخيال لتصور عودة الجيش إلى حكم البلاد سياسيًا؟
لا يجوز لأحد أن يشغل خياله بعودة الجيش إلى حكم البلاد، فبعد عقود الديكتاتورية العسكرية التى جسمت على صدور المصريين، وبعد ثورة الخامس والعشرين من يناير ينبغى على الجيش أن يخضع للقيادة السياسية المنتخبة بصورة ديمقراطية من الشعب، وتنحصر مهامه فى ضمان الأمن الخارجى للبلاد، ولا يتدخل فى ديناميكية العمل السياسى.
أدرج حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين عديدًا من المرشحين والمشرحات الأقباط المسيحيين على قوائمه فى انتخابات مجلس النواب القادم...
إن هذا لأمر يستحق منا الثناء.. إننى أرى أنه ينبغى على الأحزاب أن تقوم بإدماج جميع طوائف المجتمع فيها بما يشد من لحمة المجتمع الواحد وهذا بالرغم من تسليمنا بأن الحزب هو بطبيعة الحال "تحزب لمصالح جزئية" أو لمصالح الفئة. فإذا كان حزب الحرية والعدالة قد أدرج أقباطًا على قوائمه للانتخابات القادمة فهذا يعنى أن هناك فرصة للتوافق المجتمعى فى مصر على منظومة القيم الجامعة للمسلمين والأقباط على حد سواء، وهذا أمر مهم جدًا للتعايش السلمى وللاستقرار فى البلاد.. إننا نتابع باهتمام تطورات هذا الأمر فى مصر..
إن جموع الشعب المصرى – و ليس الشاعر الألمانى جونتار جراس فقط بقصيدته "مايجب أن يقال" – يتعجبون من صمت الحكومة الألمانية على الترسانة النووية الإسرائيلية الفتاكة التى تهدد وجودهم؟
فيما يتعلق بشرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل فإن ألمانيا تساند وتدعم مصر فى المشروع الذى قدمته لمجلس الأمن الدولى التابع للأمم المتحدة من أجل شرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل، ولكنك ترى بنفسك فى الملف الإيرانى كم من الصعب للمجتمع الدولى أن يتوصل مع إيران إلى حلول نهائية شافية قابلة للرقابة فيما يتعلق بالتخوفات من طموحاتها النووية، ولذا فإننى أرى إن إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل سوف يبقى عملية معقدة للغاية وبعيدة المدى.
إن مصر تعارض التدخل العسكرى الفرنسى فى مالى فيما صرحت المستشارة الألمانية "ميركيل" وكذا الرئيس الاتحادى الألمانى "جاوك" بأنهما يدعمان فرنسا فى التدخل فى مالى فلماذا يكون طرح الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش صحيحًا اليوم فى مالى وقد أثبت من قبل فشله الذريع فى كل من العراق وأفغانستان؟
إن موقف مصر المعارض للتدخل العسكرى الفرنسى فى مالى كان مفاجأة كبيرة جدًا لي، فالدول الغرب إفريقية ساندت جميعًا التدخل الفرنسى فى مالى، كما أن مجلس الأمن الدولى التابع للأمم المتحدة قد وافق صراحة على التدخل الفرنسى فى مالى.. إذًا فهذا التدخل الفرنسى فى مالى له غطاء شرعى من القانون الدولى. وإذا كان التطرف فى مالى تغذيه ميليشيات الطوارق من ليبيا المجاورة، وإذا كان هذا التطرف تغذيه أيضًا الأسلحة الليبية المهربة، فإن هذه أبعاد ينبغى أن تجعل السياسة الخارجية المصرية تعيد النظر فى موقفها هذا.
أرسل الجيش الألمانى صواريخ باتريوت إلى مناطق تركية متاخمة للحدود السورية و كذا جنودا ألمان. هل هذا تمهيد لتدخل حلف الناتو فى سوريا؟
كلا، إن الحضور العسكرى الألمانى وصواريخ الباتريوت الألمانية على الحدود السورية التركية ذات طابع دفاعى وقائى فقط، وحلف النيتو ليس لديه خطط فى التدخل العسكرى فى سوريا.
طرحت حكومة ولاية زاكسونيا الألمانية منذ عدة سنوات الصكوك الإسلامية للاستثمار لمعالجة الميزانية الخاصة بهذه الولاية وجمعت فى ذلك المضمار ومعها ألمانيا بالكامل تجارب مفيدة فى مجال تلك السندات الإسلامية والحكومة المصرية الآن بصدد إصدار هذا النوع من الصكوك، فهل تنصحون المستثمرين الألمان بالثقة فى الاقتصاد المصرى و الاستثمار فى مصر؟
إن المستثمرين الألمان أحرار فى البلد الذى يريدون أن يستثمروا فيه، كما أن المستثمر الألمانى لا يقبل أن تملى عليه السياسة الألمانية بلدًا معينا للاستثمار، غير أن رجال الأعمال الألمان يدرسون جيدًا الظروف الإطارية الموجودة فى الدولة التى يريدون الاستثمار فيها قبل التوجه إليها ويسألون أنفسهم.. هل هذا الاستثمار فى هذا البلد ذات جدوى اقتصادية أكبر أم لا، هل هناك أكبر قدر من الأمان القانونى أم لا، هل الظروف الأخرى المحيطة والمؤثرة فى مخرجات الاستثمار أفضل فى هذا البلد من غيره أم لا.
وهنا يأتى دور السياحة باعتبارها المؤشر المبكر لحالة الاقتصاد ككل، فالسائح يسأل نفسه سؤالين قبل أن يتوجه إلى بلد من البلدان: هل أهل هذا البلد يرحبون بى أم لا؟. و هل سوف أكون آمنًا على نفسى و حالى أم لا؟ صحيح أن السياح الألمان يقابلهم الشعب المصرى بحفاوة قلبية، غير أن مسألة الأمن فى مصر فى الوقت الحالى قد تجعل السائح يتحفظ على مصر، ولهذا فأنا لا يسعنى إلى أن أتوجه للحكومة المصرية بالنصيحة بالإسراع فى تحسين الظروف الإطارية اللازمة لجذب السائح.
فحركة السياحة الجيدة هى أفضل بطاقة دعوة توجهها مصر للمستثمر الأجنبى للاستثمار فى مصر.
نحن نتيح أمامكم الفرصة لتوجيه تحية إلى الرئيس المصرى مرسى قبيل قدومه إلى ألمانيا من خلال صحيفة "المصريون"؟
إن الرئيس مرسى حينما يأتى إلى ألمانيا، فإن من ضمن فقراته المتفق عليها أيضًا زيارتنا فى لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الألماني، ولكننى أود أن أقول للرئيس من خلال صحيفة المصريون: فخامة الرئيس! إننا نرحب بكم فى ألمانيا من كل قلب! و نحن نثمن غاليًا أنكم اخترتم ألمانيا كأول بلد تقومون بزيارته فى هذه الجولة، إن العلاقات المصرية الألمانية هى علاقات تقليدية كان فيها دائمًا نوعًا من التميز، وذلك لأننا نحن الألمان من عشاق مصر وحضارتها وليس من قبيل الصدفة أن العاصمة الألمانية برلين تحتضن متحفًا مصريًا خاصًا.
إننا فى ألمانيا وفى أوروبا ننظر إلى مصر على أنها أهم بلد عربى فى المنطقة على الإطلاق، إن ما يحدث فى مصر يلقى بظلاله على جميع بلاد المنطقة، ولذا فإننا عازمون على أن تبقى مصر بلدًا قويًا يتمتع بالاستقرار وأن تتطور باتجاه دولة سيادة القانون الديمقراطية ومثالًا للحكم الرشيد، إننا ندرك جيدًا حجم المشكلات الداخلية الضخمة التى تقف أمامها مصر عقب إسقاط الديكتاتورية، ولذا فإننا نريد التعاون مع مصر على العديد من المحاور بما يسهم فى سرعة حل المشكلات الداخلية لكى تتحمل مصر المسئولية السياسية الخارجية عن المنطقة وتساهم بدور فاعل فى بلورة الحلول اللازمة لصراعات الشرق الأدنى.
إننا ننتظر بكل فرحة الحديث مع الرئيس مرسى!.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.