أكدت مصادر رفيعة المستوى بوزارة الخارجية أن الهدف الرئيسي من الزيارة السرية التي يقوم بها حالياً لواشنطن د. أسامة الباز المستشار السياسي لرئيس الجمهورية يدور حول إزالة الغيوم التي تحكم العلاقات بين واشنطن والقاهرة والتي هددت زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس لمصر التي تراها الحكومة أن تأجيلها سيعكس وجود أزمة حقيقية في علاقات البلدين وسيشجع المعارضة على خلق مزيد من الاضطرابات للنظام. وأضاف أن الباز سيحاول أقناع الأمريكان بعدم واقعية مطالبهم من النظام والخاصة بإجراء تعديلات جوهرية على المادة 76 من الدستور وخطأ التصور الأمريكي بأن هذا التعديل ديكوري ويفرغ أي إصلاح من مضمونه. مشيرة إلى أن الباز سينقل تبرؤ النظام من أحداث الاستفتاء الأسود والاعتداء على المعارضين للنظام بالتأكيد على أنها أحداث فردية وسيجدد ولاء النظام التام للمصالح الأمريكية وهو تكرار للرسالة التي حاول نظيف إبلاغها للأمريكان وسيواصل العزف على وتيرة "فزاعة" الإسلاميين وأن وصولهم إلى السلطة هو أكبر مهدد للوجود الأمريكي في المنطقة. وكذلك سيسعى الباز إلى إزالة التوتر الشديد الذي يسود العلاقات بين مصر والولايات المتحدة وسيطرح تصوراً لإعادة الدفء إليها مقترحاً استئناف جولات الحوار الاستراتيجي بين البلدين مرة أخرى وهو ما يصب في مصلحة الاستقرار في مصر وهو هدف استراتيجي للولايات المتحدة. وأشارت المصادر إلى أن الباز سيسعى إلى طمأنة الإدارة الأمريكية على مستقبل النظام الحاكم وتمتعه بالاستقرار وأن المعارضة المتنامية له ما هي إلا أمور عادية أفرزها المناخ الإصلاحي الذي تعيشه مصر من سنوات خصوصاً بعد أن لمس النظام خلال زيارة د. نظيف لواشنطن أن الهم الأول للإدارة الأمريكية هو الحفاظ على استقرار الأوضاع في مصر خدمة لأمن الدولة العبرية وليس سعياً استراتيجياً لنشر الديمقراطية في المنطقة. وسيعرض الباز خلال زيارته حسب المصادر الدبلوماسية الدور المصري المتوقع بعد تنفيذ إسرائيل لخطة الانسحاب من غزة وبعض المستوطنات في الضفة الغربية واحتمالات نشر قوات مصرية في ممر فلادلفيا وإشرافها على معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة وتقديم مصر لضمانات بحفظ الأمن ومنع تهريب أسلحة للفلسطينيين لو نجحت الجهود الأمريكية في إقناع إسرائيل بهذا الطرح. وعلمت "المصريون" أن النظام في مصر يعيش حالة رعب حقيقية نتيجة أحساسة بإمكانية تخلى واشنطن عنه في ظل المأزق الشديد الذي يعانيه ويبذل جهود حثيثة لوقف التراجع الحاد في علاقات البلدين وأن زيارة الباز لن تكون الأخيرة بل ستتبعها جهود وزيارات متعددة لمسئولين رفيعي المستوى لإعادة العلاقات المصرية الأمريكية إلى وضعها الطبيعي.