ودع الآلاف من أبناء محافظة سوهاج جثامين 11 مجندًا من شهداء حادث قطار البدرشين إلى مثواهم الأخير في مشهد جنائزي مهيب، خيم فيه الحزن والأسى على أهالي الشهداء وأصدقائهم. فقبل الحادث الأليم، ودعت أسرة كل شهيد، نجلها لذهابه إلى أداء خدمة الوطن، وأوصلتهم إلى باب القطار الذي كان الإهمال به سبب رئيسي في استشهادهم، ولم تكن تعلم أن القدر قد كتب لهم أن يكون هذا هو الوداع الأخير. وسط مشهد من الحزن والأسى خلال تشييع الجثامين التقت "المصريون" بأحد أصدقاء الشهيد "وائل صبرة أحمد" من قرية الصوامعة شرق بسوهاج، ويدعى عبد الله كامل"، حيث كست ملامح الحزن والأسى وجهه، وانخرط في بكاء شديد حزنًا على فراق "صديقه" وظل يصرخ قائلًا: " فقدت أعز وأغلى الناس، مطالبًا بمحاسبة جميع المسئولين بداية من أكبر مسئول بالدولة إلى أصغر، مسئول بهيئة السكة الحديد، منوهًا إلى أن هذه الجريمة لا يجب أن تمر دون محاسبة المسئولين عن الإهمال الذي تسبب فيه الحادث. وتساءل صديق الشهيد ماذا يفعل أشقاء الشهيد؟ " عاطف وعمر ووليد وطارق " وهم يروون مستقبل شقيقهم قد ضاع وتتحطم، أسفل عجلات القطار؟، مضيفًا أنه مهما حاول الأهل والأقارب والأصدقاء أن يكونوا عوضًا عن الشهيد، فلن يتمكنوا من فعل ذلك، لأن فراق الشهيد جرح غائر بالقلب. ومن أمام أحد العقارات "البسيطة التي يرتسم عليها ضيق الحال والفقر" وقف العشرات أمام منزل الشهيد محمود محمد علي الدين، حيث تحول المكان إلى مقصد لجميع سكان القرى والنجوع المجاورة الذين جاءوا لمواساة أسرة الشهيد في مصابهم الجلل. وتعجب أهالي القرية، قائلين إلى متى سيظل مرفق السكة الحديد يحصد الآلاف من أرواح المصريين، مستنكرين استمرار الفوضى في هذا المرفق الحيوي، وعدم تطويره. يأتي هذا فيما اعتصرت قلوب "أحمد وعبد الله وأسماء ومصطفى وشيماء " أشقاء الشهيد بالحزن والأسى وهم يطالبون - والدموع تذرف من أعينهم - بالقصاص من المسئول عن هذه "الجريمة " التي حصدت أرواح شباب في مقتبل العمر. وخيم الحزن على منزل الشهيد " حمادة رشدي عبد اللاه"، حيث توافد عليه العشرات من أبناء القرية " لتقديم واجب العزاء ومواساة أسرته في مصابها. ويقول "خلف عبد اللاه " نجل عم الشهيد،: إن الشهيد "حمادة" كان ينتظر اللحظة التي يلتحق فيها بالتجنيد ودخوله "الجيش" ليخدم وطنه بحب وإخلاص، مشيرًا إلى أنه كان يحب الوطن وينتظر اللحظة التي يخدم وطنه فيها بفارغ الصبر، مضيفًا نحتسبه عند شهيدًا. ويضيف الحاج "محمود عبد اللاه "عم الشهيد" "أن الشهيد كان طيب القلب وعلى خلق يشهد به الجميع وكان ملتزمًا دينيًا، وأن الشهيد لديه من الأخوة 6 بنين وبنات. أما في مدينة طما وبشارع الجمهورية فقد اتشح الحزن على منزل الشهيد "محمود صلاح عفيفي" الشهير باسم "إسلام الورداني" حاصل على دبلوم صنايع، كما أنه احد اصغر أشقائه الستة. أخبرنا الأهالي أن والد الشهيد كان "سائق"، ومع تقدم عمره، لم يعُد يستطيع العمل وأصبح جليس المنزل، مشيرين إلى أن "الشهيد محمود " كان يعمل "عتال" ومشهود عنه " طيبة القلب" وتابعوا: الجميع في طما، يعرفون الشهيد وكانوا دائمًا يقولون عنه بسبب طيبته وأدبه " أنه ابن موت ". كما ودع أهالي قرية "برديس" بسوهاج الشهيد " مصطفى علي محمود الطماوي " في مشهد مهيب خيم عليه الحزن والأسى. وودع أهالي قرية بيت علام في مشهد سيطر عليه الحزن والأسى، بسوهاج "الشهيدين" موسي حليم روفائيل "و" حميد سعد سعيد " وتم دفنهما بمقابر القرية. و ودع أهالي مدينة جهينة الشهيد "محمود السيد خلف أبو عقيل ". كما شهدت الساعات الأولي من فجر اليوم وصول جثامين الشهداء "علاء السيد محمود عبد الرحيم، إلى مسقط رأسه بمدينة طهطا.