عاشت محافظة سوهاج ليلة حزينة واكتست النساء بالسواد وخيم الحزن علي كل مدن وقري المحافظة إثر حادث قطار البدرشين الأليم المفجع الذي أدمي قلوب المصرين جميعا وراح ضحيته19 شهيدا وأصيب أكثر من120 آخرين من أبناء الشعب المصري الأبرار ونالت سوهاج نصيب الأسد في تلك الحادثة حيث فقدت المحافظة12 شهيدا من خيرة أبنائها البواسل كانوا متوجهين معا في رحلة الدفاع عن أرض مصرنا الغالية لأداء واجبهم الوطني إلي معسكراتهم بالقاهرة ولكن القدر لم يمهلهم حيث أريقت دماءهم علي قضبان السكة الحديد ما بين جثث وأشلاء تناثرت هنا وهناك فيما كانت عيون المصابين تبكي ألما علي فراق زملائهم في رحلة الكفاح. الأهرام المسائي ذهب إلي منازل الشهداء لتقديم واجب العزاء ومواساة أسر الضحايا ويشاركهم لحظات الألم والحسرة ويقاسمهم الأحزان. في قرية الصوامعة شرق بمركز اخميم خيم الحزن علي جميع أرجاء القرية بعد أن فقدت ثلاثة من خيرة أبنائها وفلذات أكبادها. في منزل الشهيد الأول حمادة رشدي عبد اللاه استقبلنا محمد خلف عبد اللاه ابن عم الشهيد في حالة من الانهيار التام وبصوت متقطع من البكاء قال إن الشهيد كان طيب القلب وكان محبوبا من كل الناس موضحا أنه كان العائل الوحيد لأسرته بعد وفاة والده ووالدته ربة منزل وله من الإخوة أربعة ومن الأخوات اثنان مضيفا أنه برغم ظروفه الأسرية الصعبة لم يتوان لحظة عن تلبية نداء الوطن ولكن القدر لم يلهمه الفرصة إذ لقي مصرعه علي القضبان نتيجة الإهمال والاستهتار. وفي حالة لا تكاد تختلف عن سابقتها في الانهيار والحزن الذي يقطع القلوب حدثنا محمود عبد اللاه عم الشهيد وقال إن الشهيد كان ملتزما دينيا جدا ولا تفوته صلاة الجماعة أبدا. أما والدة الشهيد تقول عند سماعي بالحادثة انتفض قلبي من شدة الرعب واحسست بأن ابني أحد هؤلاء الضحايا ولحظة تأكدها من النبأ اصابتها صدمة من هول الكارثة التي آلمت بها وتقول ياريتني أنا اللي كنت مكانه. وشقيقته نورة التي لم تجف دموعها لحظة واحدة بالرغم من كل المحاولات التي بذلها الجميع لتهدئتها تقول راح الغالي إللي كان سندنا ودراعنا اليمين راح اللي كان شايل همومنا ولا تغمض له عين إلا بعد الاطمئنان علينا وتلبية جميع طلباتنا. نجع هرماس خيم هي الأخري عليها الحزن والأسي وفتحت الدور والمنادر لاستقبال المشيعين لجثمان الشهيد الثاني وائل صبرة أحمد المجند وكان اخوته عاطف وعمر ووليد وطارق في حالة حزن وذهول رهيب بعد أن فجعهم نبأ وفاة شقيقهم الأكبر وقالت شقيقته نادية: إن شقيقي الشهيد لم يتأخر لحظة في إحضار العلاج والدواء بمجرد شعوره بأن أحدا منا تعبان. رابط دائم :