أثارت الفتوى التي أطلقها الشيخ عبد الباري بن محمد الزمزمي، أحد أئمة المغرب، والتي أباح فيها شرب الخمر للمرأة الحامل خلال أشهر الوحم إذا خافت على جنينها من التشوهات الخَلقية، ردود أفعال واسعة بين علماء المسلمين. حيث أكد فضيلة الشيخ على طه مفتش الدعوة الإسلامية وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن الخمر ليس فيه دواء أبدًا حيث ورد في الحديث الصحيح أن طارق بن سويد سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخمر، فنهاه، أو كره أن يصنعها، فقال: إنما أصنعها للدواء فقال صلى الله عليه وسلم: "إنه ليس بدواء، ولكنه داء"، فأخبر صلى الله عليه وسلم أنها داء، ولا دواء فيها. كما أن الله سبحانه وتعالى نهى عن شرب الخمر نهيا قاطعا حيث قال تعالي: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجتنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ في الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ انتمْ مُنْتَهُونَ}[المائدة:90، 91] ولم يستثن الله من شرب الخمر أي حالة ولو كان صاحبها مريضا. وأضاف: لم يجوز أهل العلم شرب الخمر أبدًا، لا في الدواء ولا في غيره، إلا في مسألة واحدة وهي: إذا غص بلقمة وخشى أن يموت ولم يحضره من الشراب إلا الخمر، فإنه يأخذ جرعة من أجل تلك اللقمة التي غص بها فقط. وأضاف إن العلم الحديث أثبت أن الخمر لا دواء فيه، حتى قال بعض أطباء الألمان: إن شارب الخمر والمتعاطى لشربه يضعف عقله ويؤثر الشرب على نسله بضعف العقل ورداءة التصور كما أثبت العلم الحديث أن شرب الخمر يحدث تشوهات في وجه الجنين وتأخر في النمو وتشوه في الجمجمة والدماغ واضطرابات عصبية وتشوهات على المستوى العصبى تفضى إلى ضعف التركيز والنشاط الزائد وضعف الذاكرة وقلة الاستيعاب كما أن كل الدراسات الطبية تحذر المرأة الحامل من شرب الخمر وعندما تشرب المرأة الحامل كأسا واحدة من الخمر فإن الكحول يذهب مباشرة إلى الجنين عبر الدم.