ولد محمد المأمون الهضيبى بمحافظة سوهاج فى 28 مايو 1921، وهو نجل المستشار حسن الهضيبى ثانى مرشد لجماعة الإخوان المسلمين، الذى تولى هذا المنصب من عام 1950 إلى عام 1973. تخرج مأمون الهضيبى فى كلية الحقوق وعمل بالنيابة العامة، وتم تعيينه فى النيابة العامة، وتدرج فى الوظائف القضائية إلى أن وصل رئيسًا لمحكمة استئناف القاهرة، وكان رئيسا لمحكمة غزة، وهى آخر عهده بالعمل الحكومى فى مصر، وبعد ذلك عمل بالسعودية وظل بها فترة عاد بعدها ليتفرغ للمشاركة فى نشاطات الجماعة. كان من المشاركين فى مقاومة العدوان الثلاثى على مصر سنة 1956، ثم اعتقل ضمن المئات من أعضاء الجماعة عام 1965، ثم أقيل إثر ذلك من منصبه القضائى، وقدم إلى المحاكمة العسكرية وحكم عليه بالحبس ثلاث سنوات، وتجدد اعتقاله، وتم الإفراج عنه أول يوليو عام 1971 م بقرار من الرئيس السادات. وفى ذلك يقول الهضيبى عن كيفية اعتقاله: "حدث أمر جعل الأمن يشتبه فى أننى أخفى شيئًا فى بيتى والذى حدث هو أن زوجتى عندما علمت من الإذاعة بقضية الشهيد سيد قطب قامت بإخفاء كتبه التى كانت بمكتبتى أخفتها فى حوش المنزل، فى تلك الآونة كان الأمن يرصد البيت فاشتبهوا فى أن "أسلحة" كان يتم إخفاؤها فداهموا البيت وفتشوه أكثر من مرة، وعسكروا فى البيت أكثر من يوم فلم يجدوا إلا الكتب، اقتادونى إلى إدارة المباحث ثم نقلونى إلى سجن أبى زعبل، وهناك مارسوا عملياتهم التى كانوا يمارسونها مع المعتقلين: التعليق.. الضرب والمحمصة وغيره ثم نقلونى إلى طرة ثم السجن الحربى حتى أنهوا التحقيقات، وأصدروا الحكم بالسجن ثم نقلونى مرة أخرى إلى سجن أبى زعبل حتى عام 1967م، ثم نقلونا إلى سجن طرة ومكثنا به حتى مات جمال عبدالناصر، وفى عهد السادات بدأت الإفراجات وخرجت مع الدفعات التى خرجت من طرة". بعد اعتقاله طلب منه تقديم استقالته من القضاء فقدمها مكرها، وبعد خروجه من المعتقل سافر إلى السعودية للحج، ثم التحق بالعمل فى قسم الحقوق العامة وقسم الحقوق الخاصة بوزارة الداخلية السعودية، والعمل فيهما عمل قضائى بحت وفيه جانب شرعى، ولم يكن له أية علاقة بأية إدارة أخرى بالوزارة، وظل هذا الوضع فترة طويلة حتى قضت محكمة النقض ببطلان إقالته وعودته للعمل، وكان قد وصل إلى نائب رئيس محكمة استئناف، فعاد إلى مصر واستكمل عمله فى القضاء لفترة بسيطة، ثم صدرت تعليمات بانتدابه إلى السعودية، فعاد مرة أخرى إلى هناك حتى أوشك على بلوغ الستين، وصدر قرار جمهورى بالفعل بتعيينه رئيسًا لمحكمة استئناف القاهرة بناءً على قرار مجلس القضاء الأعلى، وعلى اعتبار أنه منتدب فى الخارج، فقطع سفره وعاد وتسلم عمله لأيام ثم صدر قرار بإحالته للتقاعد. انتخب الهضيبى نائبًا فى مجلس الشعب عن دائرة الدقى بمحافظة الجيزة عام 1987. شغل منصب المتحدث الرسمى لجماعة الإخوان المسلمين فى فترة الأستاذ محمد حامد أبو النصر -المرشد الرابع للإخوان المسلمين- والذى تولى من 1986 1996م، ثم اختير نائبًا للمرشد العام بعد وفاة الدكتور أحمد الملط فى يونيو 1995م، وظل نائبًا للمرشد العام الأستاذ مصطفى مشهور-الذى تولى من 1996 م - 2002 م- بالإضافة لكونه المتحدث الرسمى للجماعة. بعد وفاة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين مصطفى مشهور فى 29 أكتوبر سنة 2002 إثر نزيف فى المخ أصبح مأمون الهضيبى هو القائم بأعمال المرشد العام بالنيابة. وفى مساء يوم الأربعاء 22 من رمضان 1423ه الموافق 27 من نوفمبر 2002م، تم اختياره مرشدًا عامًا للإخوان المسلمين، خلفًا للمرحوم مصطفى مشهور، ليصبح المرشد السادس لجماعة الإخوان المسلمين. وفى ساعة متأخرة من مساء الجمعة فى مثل هذا اليوم من عام 2004، توفى المستشار الهضيبى بعد إصابته بسكتة قلبية مفاجئة، وعلى غير العادة لم تدفن الجماعة مرشدها السادس بمقابر المرشدين بالقاهرة، بل تم دفنه بمسقط رأسه بقرية عرب الصوالحة بمركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية، إلى جوار والده المستشار حسن الهضيبى المرشد الثانى للجماعة، وذلك بناء على وصية تركها الهضيبى لأسرته. وبعد خمسة أيام، فى 14 يناير تم انتخاب محمد مهدى عاكف مرشدًا عامًا للجماعة خلفا للهضيبى، ليصبح هو المرشد السابع لجماعة الإخوان المسلمين.