سها جندي: مشروعات وزارة الهجرة بموازنة 24-25 بناء على توصيات مؤتمر المصريين بالخارج    رسامة قمص بكنيسة الأنبا شنودة بقرية بهجورة في قنا    خطة النواب تثير أزمة انخفاض موازنة الاستخدامات بالتنمية الصناعية    وزير العمل: لدينا عِمالة ماهرة ومُدربة جاهزة لسوق العمل الخارجي    رئيس جهاز القاهرة الجديدة يجتمع بسكان حى الأندلس بالتجمع الثالث لبحث مطالبهم    توريد 208 آلاف طن قمح لشون وصوامع البحيرة    «مواني البحر الأحمر»: تصدير 27 ألف طن فوسفات من ميناء سفاجا ووصول 742 سيارة لميناء بورتوفيق    الأردن: اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى خرق للقانون الدولي    حقيقة مفاوضات الزمالك مع أحمد الشناوي    جوارديولا: أود مشاركة جائزة أفضل مدرب بالدوري الإنجليزي مع أرتيتا وكلوب    جوميز: كنت قريبا من تدريب الأهلي.. وهذا شرط منافستنا على الدوري    موعد مباراة ريال مدريد ضد بوروسيا دورتموند في نهائي دوري أبطال أوروبا.. والقنوات الناقلة    تقارير: ماكرون يفشل في إقناع بيريز بالتخلي عن مبابي من أجل الأولمبياد    تأجيل محاكمة طبيب الإجهاض و3 آخرين في الجيزة    الداخلية: ضبط 480 دراجة نارية لعدم ارتداء الخوذة    أحمد حلمي يتبرع بخاتم عسل أسود في مزاد خيري بأستراليا    بروتوكول تعاون بين نقابة السينمائيين واتحاد الفنانين العرب والغردقة لسينما الشباب    مصادر: توافر الأدوية الناقصة في السوق بزيادة 25% من أسعارها يونيو المقبل    الصحة: برنامج تدريبي لأعضاء إدارات الحوكمة بمديريات الصحة في 6 محافظات    مساعد وزير الصحة يكشف تأثير تغير المناخ على الأمراض المعدية    وزير العمل: لدينا عمالة ماهرة جاهزة لتصديرها للسوق الخارجية    الأكبر سنا والمربع السكني.. قرارات هامة من «التعليم» قبل التقديم للصف الأول الابتدائي 2024    للمرة الأولى منذ "طوفان الأقصى".. بن جفير يقتحم المسجد الأقصى    إقامة صلاة الجنازة على رئيسي وعبداللهيان في طهران    عاجل.. رفض طعن سفاح الإسماعيلية وتأييد إعدامه    انتقال النيابة لمعاينة مسرح العثور على جثة عامل بمغسلة عين شمس    هيئة شئون الأسرى: قوات الاحتلال تعتقل 12 فلسطينيا بالضفة الغربية    رئيس حزب الجيل: فخور بموقف مصر الحاسم تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة    لمواليد برج القوس.. اعرف حظك في الأسبوع الأخير من شهر مايو 2024    في محو أمنية .. مصطفى خاطر مؤلف روايات    فدوى مواهب تخرج عن صمتها وترد على حملات المهاجمين    بإجمالي 37.3 مليار جنيه.. هيئة قناة السويس تكشف ل«خطة النواب» تفاصيل موازنتها الجديدة    الأزهر يطلق صفحة مستقلة بفيس بوك لوحدة بيان لمواجهة الإلحاد والفكر اللادينى    تراجع جديد.. سعر الريال السعودي اليوم الأربعاء 22-5-2024 مقابل الجنيه المصري بمنتصف التعاملات    التكييف في الصيف.. كيف يمكن أن يكون وسيلة لإصابتك بأمراض الرئة والتنفس؟    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 22-5-2024 في المنيا    طلاب جامعة الإسكندرية في أول ماراثون رياضي صيفي    قمة عربية فى ظروف استثنائية    تعديلات جديدة على قانون الفصل بسبب تعاطي المخدرات    رئيس مياه القناة: استخراج جذور الأشجار من مواسير قرية الأبطال وتطهير الشبكات    دار الإفتاء توضح أفضل دعاء للحر.. اللَّهُمَّ أَجِرْنِى مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ    سيدة «المغربلين»    طلاب جامعة القاهرة يحصدون المركزين المتميز والأول فى مسابقة جسر اللغة الصينية    هكذا تظهر دنيا سمير غانم في فيلم "روكي الغلابة"    استطلاع رأى 82% من المواطنين:استكمال التعليم الجامعى للفتيات أهم من زواجهن    جامعة عين شمس تحصد 3 جوائز لأفضل رسائل ماجستير ودكتوراه    دبلوماسي سابق: الإدارة الأمريكية تواطأت مع إسرائيل وتخطت قواعد العمل الدبلوماسي    عباس أبو الحسن بعد دهسه سيدتين: أترك مصيري للقضاء.. وضميري يحتم عليّ رعايتهما    قرار جديد من الاتحاد الإفريقي بشأن نهائي أبطال إفريقيا    رئيس نادي إنبي يكشف حقيقة انتقال محمد حمدي للأهلي    طريقة صنع السينابون بالقرفة.. نكهة المحلَّات ولذَّة الطعم    مأساة غزة.. استشهاد 10 فلسطينيين في قصف تجمع لنازحين وسط القطاع    شاهد.. حمادة هلال ل إسلام سعد: «بطلت البدل وبقيت حلاق»    هل تقبل الأضحية من شخص عليه ديون؟ أمين الفتوى يجيب    الأرصاد: الموجة الحارة ستبدأ في الانكسار تدريجياً يوم الجمعة    جوميز: عبدالله السعيد مثل بيرلو.. وشيكابالا يحتاج وقتا طويلا لاسترجاع قوته    ذبح مواطن في الطريق العام.. النقض تنظر طعن سفاح الإسماعيلية على حكم إعدامه    هل ملامسة الكلب تنقض الوضوء؟ أمين الفتوى يحسم الجدل (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحميل مبارك مسئولية مقتل السفير المصري بالعراق .. ومطالبة بتصعيد الضغوط على النظام لرفع كلفة بقاءه بالحكم .. واتهام حكومة نظيف بالفشل في حل مشاكل المواطنين .. ومطالبة بإعدام المسئولين عن استيراد المبيدات الفاسدة
نشر في المصريون يوم 10 - 07 - 2005

واصلت صحف القاهرة اليوم نشر ردود الفعل حول مقتل السفير المصري في العراق الدكتور إيهاب الشريف ، حيث تعرضت الحكومة لهجوم عنيف حملها مسئولية مقتل الرجل ، بل أن البعض لم يتردد في تحميل الرئيس مبارك نفسه مسئولية ذلك لموافقته على إرسال السفير للعراق لإرضاء الولايات المتحدة رغم أن الظروف الأمنية في العراق مازالت مضطربة ، كما أمتد الهجوم ليشمل كذلك الحكومة العراقية بسبب تصريحات مسئوليها حول إجراء الشريف اتصالات مع جماعات المقاومة العراقية . قضية الإصلاح كان لها أيضا نصيبها من الاهتمام ، حيث اعتبرت صحف اليوم أن الحكومة المصرية فشلت في التفاعل مع حركات الإصلاح التي ظهرت في الآونة الأخيرة بحكم ثقافتها الأمنية واقتصار خبرتها على التعاطي مع جماعات المعارضة التقليدية . فيما رأى البعض الآخر أن أمريكا نجحت في صياغة معادلة للتعامل مع الأنظمة العربية المستبدة ، من خلال التلويح بقضايا الإصلاح والتغيير لابتزاز تلك الأنظمة وإجبارها على تنفيذ ما هو مطلوب منها . وننتقل إلى التفاصيل حيث المزيد من الرؤى والتعليقات نبدأ جولتنا اليوم بمتابعة ردود فعل مقتل السفير المصري في العراق الدكتور إيهاب الشريف ، حيث اعتبر عبد الحليم قنديل في صحيفة " العربي" المعارضة أن " دم السفير إيهاب الشريف – بالمعنى السياسي – في رقبة الرئيس مبارك شخصيا ، لا نقولها على سبيل المجازفة ، ولا في فورة غضب حزي زلزل القلوب ، فنظام الرئيس مبار ، قبل جماعة الزرقاوي الإجرامية ، هو الذي قتل الشريف ، هو القاتل غير المباشر قبل القتلة المباشرين ، أو قل بالدقة: إن الشريف ذبح بشفرة الحد الفاصل – الواصل – بين التنطع والترخص ، تنطع جماعة الزرقاوي مفهوم ، فالتنطع – بالمعني الفقهي – يعني التشدد في غير موضع ، وقتل جماعة الزرقاوي للسفير الشريف مثال نموذجي للتنطع الفقهي ، فقتل الشريف لن يحرر العراق ، والجريمة مقطوعة الصلة بنصرة الإسلام ، بل إنها واحدة من أكبر الكبائر في حق قضية الإسلام المهان ، ثم أن الحادث الهمجي أفدح إساءة لصرة المقاومة العراقية في عيون المصريين . وتنطعهم هو الوجه الأخر لترخص الخدم المباشرين ، لخطة أمريكا المحتلة للعراق ، فالترخص – مقابل التنطع – هو التماس الرخص مع وضوح جغرافيا المناطق الحرام ، وإدارة الحكم المصري مثال للترخص في الدين وفي السياسة معا ، وقد كان ملفتا أن شيخ الأزهر – المعين من قبل الرئيس مبارك – وصف قتلة السفير بأنهم " المفسدون في الأرض " وربما يبدو لأول وهلة على حق ، لكنه الحق الناقص الذي هو الناقص الكامل ، فشيخ الأزهر قد لا يبتعد بسيرته القريبة – للأسف – عن معنى الإفساد في الأرض ، تحريم الشيخ للتظاهر ضد الرئيس – مثلا – ليس أكثر بوار في العقل وإهدار للشرع وإفساد في الأرض وصمت الشيخ عن نصرة المقاومة العراقية – من غير جماعة الزرقاوي – إفساد حقيقي للدين ، وتنكر ظاهر خشن لقيم الإسلام المقاوم ، وتواطؤ الشيخ مع سياسة نظام الرئيس مبارك ليس سوى التماس للرخص في موضع الخطيئة ، فالشيخ يعلم – كما يعلم الراكب والماشي – أن نظام الرئيس بعث بالرئيس المصري إلى العراق في مهمة ليست مقدسة ، السفير الشريف – رحمه الله – ذهب إلى بغداد تنفيذا لأوامر لم يبتدعها ولا هو اختارها ، فلم يكن الشريف سوى " عبد المأمور " ولم تكن صدفة أن الأمر الرئاسي بذهابه إلى بغداد ، أعقب زيارة كوندوليزا رايس – وزير الخارجية الأمريكية – إلى القاهرة ، ولم تكن الحسابات مطابقة – ولا مقاربة – لأقدار مصر ودورها التاريخي وهوية شعبها وميوله الفطرية ، بل الحسابات مفصلة على مقاس شخص واحد – ربما عائلة واحدة – في قصر الحكم " . وأضاف أن " التعجيل بذهاب سفير مصري إلى بغداد المحتلة كان مطلبا أمريكيا ضاغطا وذهاب السفير يعني ببساطة المغزى السياسي – اعترافا مصريا كاملا بحكومة الدمى الخاضعة للاحتلال الأمريكي في بغداد ، وقد فعلها مبارك لأسباب رئاسية تخدمه لا لأسباب سياسية ، لا يصح أن تنسب لمصر . بدا التصرف الجارح لكرامة مصر من جملة تصرفات مضافة إلى مقايضة مفهومة ، فقد أراد الرئيس مبارك استرضاء أمريكا في حملة انتخابية من نوع شخصي جدا ، استرضاء أمريكا المتحفزة مقابل " ضوء أخضر " من واشنطن يفتح الباب للرئاسة الخامسة ، وكما عقد مبارك اتفاق الكويز وأطلق سراح الجاسوس عزام .. وصدر الغاز الطبيعي المصري – مع البترول – لإسرائيل وأعاد السفير لتل أبيب ، وكما فعل مع تل أبيب كجسر محبة إلى واشنطن ، فقد فعلها في بغداد المحتلة ، أرسل السفير الشريف إلى الجحيم ربما لتسهيل هدف البقاء في جنة القصر الرئاسي ولم يكن مفاجئا – ولا مستغربا – أن تنتهي القصة إلى مأساة دامية خلعت قلوب المصريين ، فقد كان إرسال السفير ح مع سبق المعرفة بالأوضاع المتفجرة في بغداد – نوعا من التصريح بالقتل ، وقد ذهب الدبلوماسي المصري ضحية ل " تنطع " جماعة الزرقاوي الذي هو الوجه المقابل ل " ترخص " نظام الرئيس " . هذه النبرة الزاعقة ، كانت أشد وأعنف في ما كتبه إبراهيم عيسى بصحيفة " صوت الأمة " المستقلة ، حيث رأى أن " النظام المصري مستعد أن يبع عياله مقابل أن يرضى عنه الأمريكان ويتوقفوا عن المطالبة بالإصلاح السياسي والديمقراطية ، فأرسل سفيرا لبغداد ليؤكد أنه متحالف مع أمريكا بوش ، ووسيطا لغزة ليثبت أنه قادر على تهدئة حماس ، ووزيرا لرام الله ليزعم أنه قادر على تربيط السلطة الفلسطينية ، ومبعوثا لدمشق ليوصل رسالة التهديد والوعيد الأمريكي لها ، وسفيرا لإسرائيل ليؤكد أنه صديق مخلص لشارون ، ويوقع الكويز ويعذب السجناء الذين ترسلهم أمريكا من سجونها ويطرمخ على خطف مصريين في شوارع أوروبا كل هذا مقابل أن ترضى كوندليزا وتشيني ومن خلفهما بوش ، ومقابل أن يسكتوا على الإلحاح والضغط من أجل تطبيق الديمقراطية الحقيقية في مصر وإنهاء فساد واستبداد الحكم . وقد أرسل النظام المصري السفير المصري للعراق ليتم قتله في الغالب ، فقد ذهب عاريا تماما من الحماية الأمنية والسياسية ، فالنظام المصري ليس محترما في العراق لأن السلطة العراقية الجديدة التي ترى فيه معطلا ومعوقا لتحرير العراق من قبضة صدام لا تنظر له كحليف أو سند أو صاحب دور مهم ، ولا من إرهابيي القاعدة الذين يرون في النظام المصري الكفر والردة والموالاة للصليبيين والنظام المصري الذي أكتفي في السنوات العشرين السابقة بدور الوسيط والسمسار بين أمريكا وسوريا من جهة ، وأمريكا وليبيا من جهة ، وأمريكا وصدام أحيانا من جهة أخرى ، وأمريكا والفلسطينيين ، والفلسطينيين والإسرائيليين ، والفلسطينيين والفلسطينيين ، نظام كل سياسته الخارجية هي السمسرة والوساطة بدون استراتيجية ولا رؤية ولا علاقات محترمة عميقة بالعالم ، بل مجرد بزنسة مع مسئولين عرب ، وسعاة بريد لمسئولين أمريكان " . وأضاف عيسى " مصر تقلصت وتضاءلت وهانت .. وبانت! .. ثم يكون رد فعل مصر الرسمية هشا ومانعا ، تهون الكارثة وتبتذل المأساة .. بل وتتاجر بها أيضا أمام الأمريكان كي يثبت هذا النظام ولاءه فهو الذي لا يعنيه سفير مصري ولا مئة مثله ولا نصف الشعب المصري كله بقدر ما يعنيه طول بقائه على الحكم وجلوسه على العرش وتمديد وتوريث البلد " . نبقى في السياق ذاته ، لكن ننتقل إلى صحيفة " الأهرام الحكومية ، حيث شدد الكاتب الكبير سلامة أحمد سلامة على أنه " يجب أن نعترف بأنه منذ انضمت الدول العربية إلي منطق السياسة الأمريكية وأهدافها‏,‏ أصبحت بدورها هدفا سهلا للإرهاب‏..‏ فكلما زاد التصاقها بأمريكا كان عليها أن تسدد فواتير ظاهرة إرهابية أفلت زمامها بسبب الأخطاء القاتلة التي ترتكبها أمريكا في العراق‏,‏ وفي فلسطين‏,‏ وفي جوانتانامو‏,‏ وفي اضطهاد العرب والمسلمين في أمريكا وأوروبا‏..‏ وهو ما يرتعد له الآن ملايين منهم بعد تفجيرات لندن‏.‏ ولو تأملنا مقتل السفير المصري‏,‏ لوجدنا أن التقدير السليم للموقف في العراق كان يقتضي التريث طويلا في إرسال السفير إلا بعد نهاية الاحتلال‏,‏ اكتفاء بالبعثة الدبلوماسية وعدم الاستجابة للضغوط الأمريكية‏,‏ وقد يبدو مثيرا للدهشة أن تكون الدول العربية وحدها هي المطالبة بإرسال سفراء إلي نظام كان أول رد فعل له أن الخطأ يقع علي السفير لأنه خرج بدون حراسة‏.‏ علما بأن الدول المشاركة في قوات التحالف لم ترسل سفراء دبلوماسيين بل عناصر عسكرية ومخابراتية‏!‏. نعم‏,‏ إن مصر لا تتخلي عن شعب العراق‏,‏ ولكن تردي الموقف أمنيا وسياسيا يملي علينا ألا نلقي بأيدينا وأبنائنا إلي التهلكة‏,‏ من أجل عيون بوش ورايس‏!!‏ " . الصحف الحكومية التي ركزت تعليقاتها في البداية على مهاجمة القاعدة ، تحولت اليوم إلى مهاجمة الحكومة العراقية بعد اتهامها للسفير الشريف بإجراء اتصالات مع المقاومة العراقية ، واعتبرت صحيفة " الأهرام " الحكومية في افتتاحيتها أن " قتل السفير الشهيد إيهاب الشريف بأيدي المجرمين والفئة الضالة في العراق شئ‏,‏ ومحاولة الادعاء بأن الشهيد كان يجري اتصالات مع الجماعات المسلحة في أرض العراق المضطرب شئ آخر‏,‏ قد نفهم أسباب الجريمة في الحالة الأولي ، إلا أن الأمر يتعذر تفهمه‏,‏ حينما تحاول حكومة العراق أن تغسل يديها من المسئولية عما حدث للشريف‏,‏ إننا نعتقد وبحق أن مثل هذه المحاولات البائسة من جانب المتحدث باسم حكومة بغداد يرقي إلي محاولة اغتيال الشريف ثانية‏,‏ وهذه المرة بدم بارد وبروح تفتقر إلي المسئولية‏,‏ والأهم انه نوع من الجحود لما بذلته مصر لمساعدة العراق "‏.‏ وأضافت الأهرام " لقد غاب عن ذهن هؤلاء الذين قصروا في بغداد أن مسئولية حماية الشريف وجميع أعضاء البعثات الدبلوماسية في العراق هي مسئولية الحكومة بالدرجة الأولي‏,‏ وفات علي هؤلاء أيضا أن اللحظة الراهنة بدقتها وما تتطلبه من الارتفاع إلي حجم الحدث الجلل تتطلب تكاتف الجهود لتعقب الجناة‏,‏ واحترام مشاعر الشعب المصري وحزنه العميق علي فقدانه أحد أخلص أبنائه ،‏ ويبدو أن قدر مصر أن تتحمل تجاوزات الأشقاء الصغار خاصة في ظروفهم العصيبة‏,‏ إلا أن يدها الممدودة بالخير للجميع لا تعني أبدا أنها يمكنها أن تتهاون في مصير أبنائها الأوفياء‏,‏ ولذا فان مصر حكومة وشعبا تطالب السلطات العراقية بأن تتوقف أولا عن مثل هذه الادعاءات السخيفة‏,‏ وأن تقلب كل حجر في أرض العراق بحثا عن الجناة الذين أراقوا دم الشهيد‏,‏ وأن تتقدم بتفسيرات مقنعة لو كانت موجودة عن مثل هذه التصرفات التي لا تخدم شرعية الحكومة العراقية ولا علاقات الأخوة بين الشعبين المصري والعراقي " . نترك قضية الشريف ، ونعود مرة أخرى لقضية الإصلاح السياسي ، وبالتحديد من صحيفة " المصري اليوم " المستقلة ، حيث قام الدكتور عمرو حمزاوي الخبير في مركز دراسات الشرق الأوسط بمؤسسة كارنيجي للسلام العالمي بواشنطن برصد عدد من مفارقات المشهد السياسي المصري ، لافتا إلى أن " البون شائع بين ممارسات المعارضة التي بدأت بالقطع في التحرر تدريجيا من جاذبية الفكرة السلطوية لدى العديد من أطرافها وفي التوجه المباشر نحو المواطنين هادفة لبلورة ضغوط شعبية على النظام وبين التوجهات الحكومية التي مازالت ترى في حركة الشارع المصري حالة انفلات أمني ينبغي التعامل معها بحزم وتعتمد منطق " أشكر يا مواطن ربك على ما وصلت إليه الأمور اليوم فمن منكم كان يحلم بتعديل الدستور وبمجلس قومي لحقوق الإنسان " حين النظر في قضايا الإصلاح وكأن الأمر يتعلق بهبات من الحاكم لا تقبل الإضافة أو التعديل . حقيقة الأمر أنه من اليسير تفسير تعنت الدولة بالرجوع إما إلى هيمنة العقلية الأمنية على صناع القرار الرئيسيين في مصر أو إلى ارتباط مصالح النخبة باستمرار النمط السلطوي في إدارة علاقة النظام الحاكم بالمواطنين ولكلاهما درجة عالية من المصداقية ولا شك . لكن الغريب في الأمر هو المظهر اللا عقلاني بل والطفولي لدولة يعتمد عدد من مؤسساتها على " القبضايات " لقمع المعارضة وينظم بعضها الآخر مظاهرات تأييد رديئة ( على الرغم من كونها مدفوعة الأجر وكان يمكن تنظيمها على نحو أكثر حرافية ) للرئيس مبارك ويتمادى في إعلان مبايعته بمبالغات غير مسبوقة ، وتلك طرائق كان يؤمل للمشهد السياسي المصري في نهاية العقد الماضي – على الرغم من طابعه السلطوي – أن يودعها بغير رجعة " . وتساءل حمزاوي " هل تمر
الدولة بلحظة اختلال وانعدام وزن وهل هناك خوف بين عناصر النظام الحاكم من احتمال فقدان السيطرة على المجتمع يدفعها لإغلاق الصفوف ( توارت في الآونة الأخيرة الأصوات النقدية داخل الحزب الوطني بصورة وضعت العديد من علامات الاستفهام حول الحديث المتواتر عن صراع الإصلاحيين مع التقليديين ولنا أيضا في رؤساء تحرير الصحف القومية الجدد مثالا ثانيا ) والتعامل بعنف غير مبرر مع معارضة سلمية ترفع ذاتها شعار الإصلاح التدريجي وترغب في إقناع النخبة بحتمية المسار الديمقراطي لإنقاذ مصر من أزماتها المتتالية . يبدو بالفعل أن الدولة المصرية لم تعتد على الوجود المستمر لمعارضة مدنية تنتقد سياستها وتكشف بانتظام عن أوجه الفساد والقصور بها بل وتنافسها إعلاميا محتكمة في ذلك إلى البيئة التعددية التي فرضتها القنوات الفضائية والمحطات الخاصة في العالم العربي وخارجه ومستغلة الاهتمام العالمي بمجريات الأمور بين ظهرانينا . إن ظهور حركات احتجاجية مثل كفاية وغيرها من التجمعات المطالبة بالديمقراطية تعيد اكتشاف السياسة خارج المساحات التقليدية وتبتكر شعارات وفعاليات جديدة أو محاولة قوى مجتمعية حقيقية مثل الإخوان المسلمين ونوادي القضاة- على اختلافها - الدفع باتجاه الإصلاح ، يقلق الدولة ونخبتها بقوة على نحو يرتب تصاعد معدلات القمع واللاعقلانية ، وقناعتي أن الدولة لن تتراجع عن هذا التوجه إلا إن تواترت الضغوط الشعبية بصورة ترفع من كلفة الحكم السلطوي وتعيد للشرائح الوسطي والمتعلمة في المجتمع ، خاصة في المدن المصرية ، الأمل في غد ديمقراطي يعلي من قيمة الحرية والعدالة ، ألا تروا إرهاصات ذلك بالفعل " . وننتقل إلى صحيفة " الوفد " المعارضة ، حيث اعتبر عبد العزيز النحاس أن " مشكلة العالم العربي تكمن في قادته وحكامه.. فلا تكاد تكون هناك دولة واحدة تعرف الديمقراطية أو تمارسها.. لذلك وجدت أمريكا ضالتها في الهيمنة علي المنطقة، وتلمست نقاط الضعف، وأوراق الضغط علي الدول العربية من خلال التلويح بقضية الإصلاح السياسي وفرض الديمقراطية في العالم العربي، وهو الأمر الذي أقلق الحكام العرب علي مستقبلهم ومقاعدهم وجعلهم في انتظار أي طلبات أو إشارات أمريكية للتنفيذ في مقابل تخفيف ضغوط الإصلاح السياسي!! . أما السؤال الذي يطرح نفسه فهو: هل تريد أمريكا حقاً إصلاحاً سياسياً وديمقراطية في العالم العربي؟! أم هي مجرد وسيلة ضغط لتنفيذ مخططات أمريكا في المنطقة؟! . كل الأحداث والمؤشرات تقول إن أمريكا لا تريد إصلاحاً.. إلا أنها توصلت إلي -الفانوس السحري- لتنفيذ مخططاتها في المنطقة من خلال مجرد التلويح بقضية الديمقراطية في الدول العربية، بدليل أنها خصت مصر والسعودية وسوريا، وهو أمر له أكثر من - مغزي- سياسي ومعنوي للعالم العربي والإسلامي بشكل عام، ولم تضغط علي دول المغرب العربي أو دويلات الخليج أو باقي الدول الصغيرة، مما يعني أن الأمر يخص المصلحة الأمريكية والإسرائيلية فقط، وليس له علاقة بمسألة الديمقراطية أو حرية المواطن العربي!! . وأضاف النحاس " باختصار.. السياسة الأمريكية أصبحت واقعا ملموساً للقاصي والداني، وللعامة قبل الساسة، ومع ذلك نجد من البلهاء ممن لازالوا يعتمدون علي أمريكا في قضايا الديمقراطية، كما حدث منذ أيام بتوحيد جبهات المعارضة في أمريكا لإسقاط حزب البعث السوري ودخول الديمقراطية إلي سوريا علي غرار ما حدث في العراق!! . أما في مصر فالأمر يختلف، خاصة وأن لديها من المرونة ما يخفف عنها هذه الضغوط بدليل اتفاقية الكويز وتهدئة الفصائل الفلسطينية ووصول الغاز المصري إلي إسرائيل.. وقد نجد أي مبرر اقتصادي أو مسمي لهذه الاتفاقيات! إما ما لم أجد له أي مبرر هو إيفاد سفير مصري إلي العراق عقب زيارة رايس للقاهرة رغم ما يشهده العراق من فوضي.. إلا أنها مجرد صفقة خاسرة مع أمريكا علي حساب كرامة مصر " . يبدو أن " البطيخ المسموم " قد أعاد قضية المبيدات الفاسدة للواجهة مرة أخرى ، حيث قال كامل مرسي في صحيفة " الأخبار " الحكومية إن " المهندس أحمد الليثي وزير الزراعة أصدر تعليماته إلي بنك التنمية والائتمان الزراعي وفروعه بالمحافظات والمراكز والقرى بالبحث عن المبيدات المحظورة التي وصلت إلي البلاد بموافقة استيرادية ومصادرتها وإعادة ثمنها إلي مستورديها.. وأشار إلي انه سيتم إعدام هذه المبيدات بمعرفة الوزارة حرصا منها علي صحة المواطنين!! بالذمة دا كلام.. المطلوب إعدامه يا سادة ليس المبيدات المحظور استيرادها ولكن من سمح باستيرادها أصلا.. إن الأموال التي خصصت ­ وهي بالعملات الصعبة ­ لاستيراد هذه السموم هي أموال الشعب.. وما يحدث يمثل إهدارا للمال العام وتخريبا لاقتصاد البلاد.. هل وصل بنا الأمر لهذا الحد.. نسمح باستيراد المبيدات ثم نصادرها لنعدمها.. هل هناك رجل عاقل يستوعب هذا الذي يحدث.. إلا يوجد في هذا البلد رجل رشيد يفكر قبل أن يقرر أم أن الأمور تترك "سداح مداح" لعصابات تخصصت في منح موافقات استيرادية مقابل عمولات بالملايين ". وأضاف مرسي " منذ أيام أعلن المهندس الليثي وزير الزراعة أمام مجلس الشعب أن المبيدات الزراعية بريئة في تلوث البطيخ وان عدم غسل البطيخة قبل أكلها هو السبب في إصابة المواطنين بالتسمم والنزلات المعوية.. صحيح شر البلية ما يضحك.. لقد عشنا لنقرأ أن الحكومة تطالب الشعب بغسل البطيخ قبل أكله!! . وأكد الوزير في نفس الجلسة أن جميع المبيدات المستخدمة في مصر "467 مبيدا" جميعها سليمة 100 % وتحدي من يثبت غير ذلك.. والناس تتساءل إذا كانت كل المبيدات التي تم استيرادها سليمة فلماذا صدرت التعليمات بمصادرتها وإعدامها!! الناس في حيرة تفتح الشباك واللا تقفله.. لقد تسببت التصريحات المتضاربة في إحجام الكثيرين عن شراء واكل الفاكهة وعلي رأسها البطيخ.. والنتيجة خراب بيوت آلاف المنتجين والتجار ". ونختتم جولة اليوم من صحيفة " الوفد " المعارضة ، حيث لفت سيد عبد العاطي إلى أنه " بعد غد الثلاثاء يكون قد مر عام كامل على حكومة الدكتور أحمد نظيف.. وقد ولدت هذه الحكومة وسط ظروف اقتصادية واجتماعية قاسية خلفتها الحكومة السابقة لها، وأعنى حكومة الدكتور عاطف عبيد التي أجمع خبراء الاقتصاد على أنها أسوأ وزارة حكمت مصر لما خلفته من خراب اقتصادي. وأذكر هنا أن البسطاء من أبناء شعبنا كانوا أكثر خبرة من علماء الاقتصاد، وخبراء علم الفلك والتنجيم وقراءة الطالع.. إذ أن جموع الشعب أعلنت غضبها ورفضها لتكليف الدكتور عاطف عبيد سامحه الله بتشكيل الوزارة.. وكانت حيثيات الرفض تتمثل في أن الدكتور عبيد كان يشغل وزارة قطاع الأعمال العام، وبيعت في عهده غالبية شركات القطاع العام بأبخس الأسعار، ولم يعرف أحد أين ذهبت حصيلة البيع.. علاوة على الشكوك التي حامت حول عمليات البيع ". وأوضح عبد العاطي أن " ما توقعه وتنبأ به البسطاء حدث بالفعل.. إذ أن سنوات حكومة عبيد كانت سوداء على شعب مصر.. ازداد الفقراء فقراً، وتضخمت ثروات الأغنياء، وتدهورت قيمة الجنيه، وحدث انفلات في الأسعار، وأصابت حمى الغلاء كل السلع والخدمات بدون استثناء.. الشىء الوحيد الذي انخفضت قيمته هو الإنسان المصري.. وكانت حكومة عبيد بصدق "حكومة لتأديب الشعب وإهدار كرامته". وعندما كلفت القيادة السياسية الدكتور أحمد نظيف بتشكيل الوزارة في يوليو ،2004 عبرت جماهير مصر على كافة مستوياتها عن سعادتها البالغة بقرار الإطاحة بالدكتور عبيد، ليس حباً في الدكتور أحمد نظيف، ولكن كرهاً في الدكتور عاطف عبيد الذي قتل أحلام المصريين. واذكر هنا أيضاً أن غالبية المصريين تحفظوا على قرار إسناد تشكيل الوزارة الجديدة للدكتور أحمد نظيف.. وبالفعل جاءت توقعاتهم في محلها.. إذ أن الرجل لم يقدم ولم يؤخر .. فالبطالة مازالت قضية تؤرق كل بيوت مصر.. ونار الغلاء تكوى المصريين.. والفقراء يصرخون ولا يسمعهم أحد.. والأحوال المعيشية تزداد تدهوراً.. والفساد ينخر في معظم قطاعات الدولة. خلاصة القول: إن الشعب وحده هو القادر على أن يميز بين من يصلح لتولى المسئولية ويحقق مصالح الأمة، وبين من يملك معاول الهدم. ترى، هل سيأتي يوم يحصل فيه الشعب على حقه في اختيار حكامه.. أتمنى " .

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة