كشفت مصادر مطلعة داخل مشيخة الأزهر أن السفارة الأمريكية بالقاهرة تضغط بشدة على الدكتور محمد حسين طنطاوي شيخ الأزهر لإرسال علماء ووعاظ ومدرسين من الأزهر إلى العراق في إطار ما يسمى الحرب على الإرهاب ومن أجل إعادة بناء المؤسسات الدينية والتعليمية السنية بما يتوافق مع مصالحها وبقائها في العراق . وأوضحت المصادر أن مسئولين بالسفارة الأمريكية كثفوا من الاتصالات مع شيخ الأزهر من أجل انتزاع موافقته على إرسال مبعوثين أزهريين إلى العراق ، بدعوى إعادة بناء المؤسسات التعليمية في العراق ونشر سماحة واعتدال الدين الإسلامي الحنيف . ولفتت المصادر إلى أن طنطاوي مازال متحفظا على ذلك ، على خلفية تورطه في فتاوى وآراء سياسية سابقة أثارت استياء واسعا ، وكذلك الانفلات الأمني الذي تشهده العراق حاليا خصوصا بعد حادث مقتل الدكتور السفير إيهاب الشريف القائم بأعمال السفارة المصرية في بغداد. ورجحت المصادر أن يوافق شيخ الأزهر مستقبلا على هذا المطلب في ظل الضغوط التي يتعرض لها بشرط توفير الضمانات الأمنية اللازمة للبعثات التي يرسلها الأزهر الشريف. و في هذا السياق رجح د. عبدالله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق ، أن تكون تلك الضغوط في إطار رغبة الولاياتالمتحدةالأمريكية في توريط مصر في المستنقع العراقي ، بعد فشلها في إقناتع مصر و الدول العربية بإرسال قوات لمواجهة المقاومة و فشل طلبها بإرسال قوات لحماية البعثات الديبلوماسية لمصر و الدول العربية بعد مقتل السفير المصري إيهاب الشريف . و حذر الأشعل من أن التوريط الديني في العراق أشد خطورة من التورط الأمني و العسكري ، لأن إرسال دعاة و وعاظ أزهريين إلى العراق من شأنه إشعال الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة نظرا لأن الأزهر مذهبه سني وهو ما سيثير الغضب عند الشيعة في العراق مضيفا أن العراق به مدارس دينية على أعلى مستوى ولا يحتاج إلى وعاظ الأزهر . فيما أرجع الدكتور عبد العظيم المطعني الأستاذ بجامعة الأزهر هذا المطلب إلى رغبة الإدارة الأمريكية بتخفيف وطأة المقاومة العراقية عن طريق دعوة الوعاظ حول الإصلاح والديمقراطية وحقن الدماء. وكشف مصدر مسئول بالمشيخة أن الأزهر مازال يدرس هذا الطلب كما أن الشيخ يطالب بتوفير الضمانات الأمنية من الحكومة العراقية والإدارة الأمريكية بحيث لا يتكرر ما حدث للدكتور إيهاب الشريف. و في تصريحات خاصة ل"المصريون" لم ينف الشيخ عبدالله مجاور أمين لجنة الدعوة و الوعظ بمجمع البحوث الإسلامية أو يؤكد ما تردد بشأن هذه الضغوط لافتا إلى العراق الآن في أشد الحاجة إلى من يرشده ويوجهه من الدعاة والوعاظ بما يرسي مبادئ الأمن والسلام ويدعم وسطية واعتدال الإسلام في العراق مشيرا إلى أن مسئولية الأزهر في نشر الثقافة الإسلامية والوسطية تحتم عليه إرسال وعاظ إلى كافة الدول الإسلامية ، غير أن مجاور ألمح إلى خطوة كبيرة بمثل هذا الأهمية تظل مرهونة بالضمانات الأمنية