خيمت حالة من الهدوء التام على ميدان التحرير صباح الخميس فى ظل انخفاض أعداد المعتصمين منذ 3 أسابيع وانتشار الباعة الجائلين فى الوقت الذى غابت فيه أى فعاليات للاعتراض على مشروع الدستور الجديد والمطالبة بوقف عرض الدستور على الاستفتاء الشعبى وتشكيل جمعية تأسيسية جديدة تحظى بالتوافق بين كل القوى الوطنية. فيما تواصل اللجان الشعبية إغلاق معظم مداخل الميدان بالأسلاك الشائكة والحواجز الحديدية فى ظل وجود محدود للجان الشعبية، وأعلن محمد الدسوقى مسئول اللجان الشعبية بالميدان، عن اجتماع لهم مساء اليوم لوضع خطة جيدة لتأمين مداخل الميدان وزيادة أعداد أفراد الأمن لمنع دخول أحد من مثيرى الشغب أو الإخوان المسلمين. وتواجدت منصتان استعدادًا للمليونية التى دعت إليها الأحزاب والحركات المدنية الرافضة للدستور الجديد تحت شعار"لا للدستور" الأولى أمام "هارديز" بوسط الميدان وهى التابعة للناشط الناصرى كمال أبو عيطة والأخرى فى أول شارع كوبرى قصر النيل من ناحية الميدان وهى تابعة لحزب الدستور الذى يتزعمه محمد البرادعى وهى تحمل بعض الأدوات الموسيقية استعدادًا لاستقبال فرقة موسيقية تقوم بإلقاء الأغانى الوطنية والثورية على المتظاهرين للترويج عنهم، فيما ينتشر الباعة الجائلون فى جميع أرجاء الميدان لترويج بضائعهم على المتظاهرين مستغلين الغياب الأمنى عن الميدان. ومن جانبه، أكد هانى جودة، منسق اعتصام التيار الشعبى بالتحرير، تنظيم عدة مسيرات تنطلق من أمام مساجد النور والاستقامة ومصطفى محمود ودوران شبرا بعد صلاة الجمعة إلى ميدان التحرير بمشاركة حركة 6 إبريل والحزب المصرى الديمقراطى واتحاد شباب ماسبيرو وحركة مينا دانيال والتحالف الشعبى وعدد من الحركات الثورية، بالإضافة إلى مشاركة أعضاء التيار الشعبى من معظم المحافظات ومنها المنصورة والمحلة والإسكندرية والشرقية والسويس للتأكيد على رفض الدستور، وأضاف جودة ل"المصريون" أن التيار كثف من حملات التوعية للتصويت ب"لا" فى المحافظات والقاهرة والجيزة، مؤكدًا أن التيار يركز حملاته فى مناطق شبرا الخيمة والمعادى والسيدة زينب حتى يوم السبت القادم من خلال الجولات الميدانية وتوزيع المنشورات التى تحث على التصويت ب"لا" على مشروع الدستور الجديد، وتابع أن التيار أمامه طرق تصعيدية إذا تمت الموافقة على الدستور سوف يعلنون عنها فى وقتها، ولن يتوقفوا عن فعاليات رفض الدستور الذى وصفه بأنه يصنع نظامًا مستبدًا وديكتاتورًا جديدًا. وفى الوقت نفسه، أعلن الحزب الشيوعى المصرى فى بيان له تم توزيعه بميدان التحرير عن ضرورة تصعيد النضال الشعبى بكل الوسائل الديمقراطية لإسقاط مشروع الدستور "الباطل" ورفض إجراء الاستفتاء لأن تحقيق هذا الهدف يفتح الطريق لإسقاط الإخوان التى تهدد استقلال الوطن ووحدته وتعتدى على حقوق الفلاحين والعمال كما تهدد كل تراث الوطن ومقوماته التاريخية والحضارية حسب البيان. وخرجت مسيرة تضم العشرات من متظاهرى التحرير إلى دار القضاء العالى للتضامن مع القضاة والمحامين الذين رفضوا الإشراف على استفتاء الدستور وكذلك تنديدًا بمقتل صحفى الفجر الحسينى أبو ضيف، الذى وافته المنية أمس على إثر إصابته بطلق نارى فى الرأس فى أحداث الاتحادية، مرددين هتافات "الحسينى مات مقتول والرئيس هو المسئول" و"ياحسينى يا ولد دمك بيحرر بلد" و"يا نقيب الصحفيين دم حسينى فى رقبت مين" و"قضاة مصر خط أحمر".