.. والله العظيم مصر لا تستحق منكم ذلك أبداً.. أبداً.. عندما سئل الداعية الإسلامى الراحل الشيخ محمد متولى الشعراوى لماذا لا تنتمى إلى أى حزب دينى أجاب بحكمته المعهودة: «لأن الانتماء إلى حزب دينى ليس من ركائز الإسلام.. ولا يضر إسلامى شيء إن لم أنتمِ إلى هذا الحزب.. فأنا مسلم قبل أن أعرفكم، وأنا مسلم قبل أن تكونوا حزبًا.. وأنا مسلم بعد زوالكم.. ولن يزول إسلامى بدونكم.. لأننا كلنا مسلمون وليسوا هم وحدهم من أسلموا.. إننى أرفض أن انتمى إلى حزب يستجدى عطفى مستندا على وازعى الديني، قبل أن يخاطب عقلي، وهو حزب سياسى قبل أن يكون دينًا، وهو يمثل الفكر السياسى لأصحابه ولا يمثل المسلمين.. لأننى أرفض أن أستجدى دينى فى صندوق انتخاب، فدينى لا أستجديه إلا من خالقي. أتمنى أن يصل الدين إلى أهل السياسة، ولا يصل أهل الدين إلى السياسة، فإن كنتم أهل دين فلا جدارة لكم بالسياسة، وإن كنتم أهل سياسة فمن حقى ألا أختاركم.. ولا جناح على ديني». كم أنت رائع وحكيم، رحمك الله فأنت أمير الدعاة فى العصر الحديث، وأحد أكثر من أنجبتهم المحروسة تأثيراً فى الناس كافة، مسلمين وغير مسلمين. .. بصراحة.. فاض الكيل.. ولم تعد مصر تحتمل منا جميعاً أكثر من ذلك.. وما لنا لا نهدأ ونتعقل ونفهم أن «الحرب» التى نخوضها ليس فيها غالب ولا مغلوب، بل الجميع خاسرون، والكارثة أن هذه «التراجيديا» التى نعيشها لو طال أمدها قليلاً.. فلن نجد ما نختلف حوله.. نعم ستسقط الدولة.. وسنستغرق عقوداً لنستعيد «مصر» التى نضيعها جميعاً بحرب سلاحها العناد.. وتغليب المصلحة الفردية، والمراهقة السياسية، والغباء الإداري، والمعارضة الصبيانية، والعمالة للداخل والخارج، والأموال الحرام التى ينفقها المتضررون من «خلع» رأس الفساد.. أما وقود هذه الحرب الغبية فهو للأسف.. مصر وشعبها وحاضرها ومستقبلها.. وثورتها.. ولا حول ولا قوة إلا بالله. .. السيد الرئيس المنتخب.. أرجوك.. «احكم» مصر، احكمها بالحكمة والحزم والشدة، والقرارات الحاسمة، فالوضع لم يعد يسمح بالقرارات المتسرعة، والتحركات المرتبكة، فأنت الحاكم والرئيس المنتخب فى أشد ظروف مصر صعوبة، فاحكم واحزم بالحق وفى الحق وللحق، ولا تستمع لمغرض أو جاهل أو قليل خبرة – وضع مصر فوق جميع المصالح، واجمع المصريين جميعاً حولك، ولا تشتتهم، واصفح عمن يقول لك «ارحل»، فلا نريدك أن «ترحل» ولكن أن تحكم وتعدل وتحزم وتعبر بمصر كلها إلى بر الأمان. يا رجال «الجماعة» الأفاضل، اعلموا أنكم تضغطون على الرئيس أكثر من أعتى خصومه.. رضينا بمرسى رئيساً منتخباً، فوجدنا 100 «مرسي» يحكمون.. يا سادة أنتم حزب الأغلبية الحاكم، لكنكم لستم «الدولة المصرية»، والفارق كبير، لستم وزارة الداخلية فتقبضون على الناس وتنتزعون منهم الاعترافات، وتأخذون ما تعتقدون أنه حقكم بأيديكم.. ولستم وزارة الدفاع لتدافعوا عن «مصر» ودستورها ورئيسها، فاهدأوا قليلاً ودعوا «ممثلكم» يحكم دون ضغوطكم، ودون «إرشادكم»، ودون عشرات المتحدثين باسم د.مرسي، ولسان حالهم يقول «كلنا مرسي». .. ويا شيخ حازم.. محبتك فى قلوب الملايين نعمة من الله، أنعم بها على والدكم الراحل – رحمه الله – قبلك، فاستغل هذه المحبة فى تجميع الأمة على قلب رجل واحد.. ويا أقطاب المعارضة الوطنية، أنتم رموز مصر، نحترمكم ونعلم نواياكم، لكن الوقوف فى الميادين، ومحاصرة مقر الحكم، ورفع «لاءات» عدم التفاوض المسبقة، ورفض كل ما يخرج من «الاتحادية»، والمطالبة ب«رحيل» رئيس منتخب بعد 5 شهور.. مهما ارتكب من أخطاء، لا ترقى إلى حد الخطايا، شيء لا يمكن تفهمه، فأعينوا الرجل على «الحمل الثقيل» حتى لا نغرق جميعًا. ارحموا مصر جميعًا.. وارحمونا فقد فاض الكيل ونشعر أننا على أبواب ثورة جديدة.. عليكم كافة.. فاحذروا أن تقضوا بكل «نقائصكم» على ما بقى من بلدنا جميعًا. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء. [email protected] twitter@hossamfathy66