التفاصيل الكاملة لمشروع توسعة كورنيش الإسكندرية    تداول 74 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    صرف مساعدات مالية ولحوم أضاحي للأسر الأكثر احتياجًا من «تضامن القليوبية»    ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 37.4 ألف شهيد    المفوضية الأوروبية تتخذ إجراء ضد فرنسا بسبب الديون المفرطة    مبابي يستهل مغامرته مع ريال مدريد أمام مايوركا    ميسي يحسم مصيره من المشاركة في كأس العالم 2026    تحرير 8 محاضر تموينية بمدينة دسوق في كفر الشيخ    279 مليون جنيه.. تركي آل الشيخ يكشف عن إيرادات فيلم "ولاد رزق 3"    محافظة القاهرة ترفع 23 طن مخلفات خلال أيام العيد    سعر كيلو السكر في السوق اليوم الأربعاء 19-6-2024    القومى للمرأة يناقش مستجدات إعداد دليل "التمكين"    "رياضة الشرقية": مليون مواطن احتفلوا بالعيد في مراكز الشباب    الأمم المتحدة: الفوضى في غزة تقوض وصول المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم    إعلام حوثي: القوات الأمريكية والبريطانية استهدفت المجمع الحكومي في الجبين    عائلات الأسرى الإسرائيليين يحتجون داخل مقر الكنيست    مكتب تنسيق الجامعات 2024 يبدأ أعماله عقب انتهاء امتحانات الثانوية العامة ب48 ساعة    وزير التعليم يهنئ الفائزين في مسابقة 2024 "Genius Olympiad" الدولية    تقارير: الوحدة السعودي يستهدف التعاقد مع الشناوي    يورو 2024 - مدرب التشيك: رونالدو خطير في كل مباراة.. أرفع له قبعتي    توافد كثيف للمواطنين على مراكز شباب الشرقية خلال إجازة العيد    بيان من المستشار القانوني للاعب الدولي محمد الشيبي    حقيقة القبض على رجل الأعمال شريف حمودة وعلاقة مشروع طربول بالقضية    بعثة الحج السياحي: 14300 حاج مصري يقيمون بمنطقة العزيزية    ننشر أسماء الحجاج المتوفين في المستشفيات السعودية    السائرة إلى عرفات.. أسرة صاحبة أشهر صورة في موسم الحج: "تعبت في حياتها وربنا كافأها"    لو عايز تقفل المادة، 13 نصيحة لطلاب الثانوية العامة قبل امتحان اللغة العربية    مصرع وإصابة 6 أشخاص إثر حادث تصادم بين سيارتين ملاكي في أسيوط    تحرير 8 محاضر لمخالفات تموينية بدسوق    بعثة الحج السياحي: تخصيص عيادتين لخدمة الحجاج بالعزيزية    تعرف على سر زيارة روبي للولايات المتحدة وغيابها عن العرض الخاص لأحدث أفلامها    الإفتاء تكشف بالدليل الشرعي هل يسمع الموتى من يزورهم أو يسلِّم عليهم    الصحة: تنفيذ 129 برنامجا تدريبيا ل 10 آلاف من العاملين بالوزارة    إطلاق قافلة طبية بالمجان لقرية الفرايحة بالشرقية ضمن مبادرة حياة كريمة    "شوربة الكرنب" تساهم في إنقاص الوزن.. اعرف التفاصيل    لجنة التحقيق المعنية بالأراضى الفلسطينية: إسرائيل نفذت جرائم حرب ضد الإنسانية    برنامج «صباح الخير يا مصر» يحتفي بذكرى ميلاد الراحل حسن حسني (فيديو)    عمرو دياب يستعيد الذكريات ب ميدلي من أغاني زمان في حفله بدبي    الإدارة العامة للحدائق: تجهيز حديقة العريش ومدها بالحيوانات خلال العام الجاري    أخبار الأهلي : ثنائي جديد يقترب من الظهور مع الأهلي أمام الداخلية    نجل نتنياهو يهاجم قائد سلاح الجو الإسرائيلي: أين كان في 7 أكتوبر؟    "الجدي والسرطان" الأبرز.. خبيرة فلك تبشر 6 أبراج فلكية    أجر عمرة.. مسجد قباء مقصد ضيوف الرحمن بعد المسجد النبوي    وكالة الأنباء السورية: مقتل ضابط جراء عدوان إسرائيلي على موقعين في القنيطرة ودرعا    ما هي الأشهر الحرم وسبب تسميتها؟    محمد رمضان يعلن غيابه عن دراما رمضان 2025 للموسم الثاني على التوالي    استشاري باطنة: المبادرات الصحية في مصر مبتكرة وساهمت في القضاء على أمراض متوطنة    «الصحة» تحدد أفضل طريقة لطهي اللحوم الحمراء: لا تفرطوا في تناولها    أول تعليق من اللاعب محمد الشيبي على قرار المحكمة الرياضية الدولية | عاجل    فعالية «توظيف مصر» برعاية «التحالف الوطنى»    استشهاد 7 فلسطينيين فى قصف إسرائيلى على شمال غربى مخيم النصيرات وغزة    سورتان للمساعدة على التركيز والمذاكرة لطلاب الثانوية العامة    ناقد فني: أعمال عادل إمام توثق مراحل مهمة في تاريخ مصر    «ثورة أخيرة».. مدينة السلام (20)    الحكومة الجديدة والتزاماتها الدستورية    لبيك يا رب الحجيج .. شعر: أحمد بيضون    «بايدن» يستنجد ب«المستنجد»!    احتفالية العيد ال 11 لتأسيس ايبارشية هولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أقباط مصر مع المسيح أم مع باراباس؟
نشر في المصريون يوم 08 - 12 - 2012

عندما قدم يهود أورشليم السيد المسيح إلى بيلاطس البنطى الحاكم الرومانى على المدينة مطالبين بصلبه.. أخذ يحاورهم فى أمره إذ كان يعلم أنهم يريدون إسلامه للموت حسدا من عند أنفسهم فقال لهم: ماذا فعل يسوع الذى يدعى المسيح؟ فإنى لا أجد علة فى هذا الإنسان.. قالوا: إنه يفسد الأمة ويهيج الشعب ويمنع أن تعطى الجزية لقيصر.. قال لهم بيلاطس: إننا فى العيد.. وسنطلق واحدًا من المحكومين وليكن المسيح.. فتراكض يهود أورشليم كالخراف الضالة صائحين: لا..لا.. أطلق سراح باراباس أما المسيح فاصلبه..
يقول إنجيل يوحنا إن باراباس كان لصًا.. ويقول إنجيل لوقا إنه كان مطروحا فى السجن لأجل فتنة وقتل.. وهكذا سار النموذج عبر تاريخ العلاقة بين الخير والشر وبين الحق والباطل وبين الشرعية والفوضى.. مع المسيح الذى يمثل العدل والحق والخير والجمال والسلام والتسامح.. أم مع باراباس الذى يمثل القتل والسرقة والظلم والفوضى والغوغائية وسيادة الباطل.
ما كنت أحسب أن موقف إخواننا الأقباط فى الأزمة الأخيرة سيأخذ هذا المنحى ويتجه هذا الاتجاه وهم وإن كانوا يختلفون مع تيار (الوطنية الإسلامى) الذى يحكم الآن إلا أنهم يعلمون عنهم تمام العلم أنهم لا يريدون بالوطن إلا المصلحة والسلام والاستقرار.. وإن اعتورهم أخطاء فى التقدير والممارسة.. إلا أنهم يفتحون فى كتاب الوطن صفحة جديدة أقل ما فيها خلوها من الفساد والإفساد.. واتجاههم لأن يثبتوا للعالم كله أن هذا التيار المتهم فى رؤيته السلبية للحريات سيؤكد للدنيا كلها أن رؤية الإسلام المركزية للحرية بؤرة الحياة الإنسانية الصحيحة حيث لا إكراه أبدًا.. وإن كان متهماً أنه ضد الأقليات.. سيؤكد للدنيا كلها أن الأقليات الدينية_ إن جاز الوصف_ فى ذمته وضميره عهدًا وأمانًا مواطنون أكفاء لهم كل الحقوق.. وعليهم نفس الواجبات.. وإن كان متهماً فى أنه ضد التطور الاجتماعى للمرأة.. سيؤكد للدنيا كلها أن المرأة هى نصف الدنيا وتربى على أكتافها النصف الآخر.. ومعروف كيف نظر الإسلام إلى المرأة فى استقلالها وحريتها.
لكنهم أبوا أن يتيحوا له الفرصة لإثبات كل ذلك ووافق هواهم هوى الأستاذ /البرادعى المسكون بمكونات النفور من تعاليم الأديان وهوى الأستاذ/صباحى القادم من القرن الماضى بأهازيج الناصرية والصدامية والقذافية، ومع هوى الأستاذ موسى/ الابن البار لمدرسة الفساد العتيق تاريخًا ونسبًا (صهر المرحوم أشرف مروان)..
كنت أتصور أنهم وهم التنظيم القوى الذى أقام صلبه البطريرك الراحل سيكون هذا التنظيم عوناً لأى تيار ستثبت لهم ولو فى حدود التوقع والمقاربة أنه نصير للوطن ومصالحه العليا إدراكًا وائتمانًا وقدرة..
كنت فى لقاء مع عدد من إخواننا الأقباط أثناء الحملة الرئاسية للدكتور أبو الفتوح.. وكانوا قد أجمعوا وقتها على تأييده قبل أن يغالبهم التيار المعكوس فى تنفيذ رأيه وتأييد الأستاذ/شفيق.. وكان إجماعهم على أن أبو الفتوح يمثل الرؤية الأقرب صوابًا للإسلام الحضارى الذى عاشوا فى كنفه القرون العديدة. وكانوا يمازحون فى القول قائلين: الإسلاميون قادمون قادمون.. وإن كان لابد فلتكن أنت يا د/ أبو الفتوح. لم تكن ثمة مفاجأة إذن أن أتى الإسلاميون، فلم هذا الموقف العاصف ضدهم ..؟؟ ولم هذه الهجمة التنظيمية الحاشدة ضد استقرار المؤسسات على درب الاكتمال فى لحظة من أخطر لحظات الانتقال التاريخى للوطن من الثورة إلى الدولة؟؟.. إن لم يكن كل هذا واضحًا ومعلومًا من الواقع السياسى بالضرورة.. ألا يحسبون حساب المستقبل نفعًا ومصلحة.. فأغلب التوقعات تشير إلى أن كل هذا سحابة صيف عما قريب ستزول وتنقشع.. كيف ستلتقى العيون فى العيون والأيادى فى الأيادى.. ونسير معًا عبر الأجيال وفى ذاكرتى منك جرح وألم.
هذه نصيحة من لا يبتغى بدلاً بكم **وهل بعد قوم المرء من بدل
على أنى لا أملك تحميلهم عبأ اختيارهم أكثر من هذا.. فالتاريخ يكتب ويرصد.. وللأسف تدفع الأجيال فاتورة الاختيارات الخبيثة والحسابات الضيقة..
هل تذكرون الفيلق القبطى الذى تكون عقب دخول نابليون مصر عام 1798م ..؟ هل تذكرون الجنرال يعقوب؟ هل تذكرون بطرس باشا غالى وحفيده يوسف؟..
كتب الجبرتى رحمه الله (أن يعقوب القبطى لما تظاهر مع الفرنسيين جعلوه سارى عسكر القبط وجمع شبابهم وحلقوا لحاهم وألبسهم ملابس مشابهة لعسكر الفرنسيين وجعلهم سارى عسكره وعزوته وجمعهم من أقصى الصعيد وهدم الأماكن المجاورة لحارة النصارى التى هو ساكن بها خلف الجامع الأحمر وبنى له قلعة وسورها بسور عظيم وأبراج وباب كبير.. وكان شغله الشاغل هو حرب زعيم المجاهدين فى منطقة بولاق حسن بك الجداوى ...!!)
هل تعرفون أن محمد فريد زعيم الحزب الوطنى القديم هو الذى اكتشف تواطؤ بطرس باشا غالى وقت أن كان رئيسًا للوزراء من (1908-1910م) مع الإنجليز لتمرير قانون بمد امتياز قناة السويس أربعين عامًا أخرى.. واستطاع محمد فريد الحصول على نسخة من مشروع القانون وقام بنشرها فى جريدة اللواء لتبدأ حملة تعبئة المصريين ضد هذا القانون. ويذكر له التاريخ أيضًا أنه قام بتمويل الاحتلال الإنجليزى للسودان بالتعاون مع كرومر وبسبب هذا التمويل أفلست الخزانة المصرية (الملكة فيكتوريا منحته وسام القديس ميشيل والقديس جورج)، ولا ينسى المصريون أبد التاريخ رئاسته لمحكمة دنشواى سنة 1906م والحكم بإعدام أربعة من الأهالى والتنكيل بهم.
هل جاء الوقت للكشف عما سجلته المخابرات العامة عن يوسف بطرس غالى الحفيد وطلب حسنى مبارك من عمر سليمان ترك الموضوع كما هو حتى يكون واسطة حوار بينه وبين الأمريكان وأنه تحت سيطرته الشخصية.. سنعلم بعدها أن مبارك أسند إليه وزارة التعاون الدولى ووزارة المالية.. ليس لأنه قبطى فقط ولكن لعلمه أنه تم تجنيده عام 1979م فى جامعة ماساشوستس وأن المخابرات الأمريكية وفرت له منصب الخبير الاقتصادى فى صندوق النقد الدولى بنيويورك لمدة 6 أعوام كاملة فى الفترة من 1981 إلى 1986م.. (هل العمل فى المنظمات الدولية له علاقة شرطية مع المخابرات الأمريكية؟) خلال تلك الفترة كان غالى يتدرب على جميع الخبرات والمهارات التى سيحتاج لها فى مصر.. بعد أن أصبح جاهزًا للعملية الحقيقية جاء إلى القاهرة وامتدت أياديه تعبث بالاقتصاد المصرى عبثاً فاحشاً.. بدأ من عمله مستشارًا لكل رؤساء الوزراء من أول المرحوم عاطف صدقى حتى تعيينه وزيرًا للتعاون الدولى ثم وزيرًا للمالية ونائبًا لرئيس الوزراء حتى 31 يناير وهروبه من مصر فى صباح 11 فبراير قبل تنحى مبارك بيوم واحد.
ما الذى يجعل الكلمات عرايا؟ ما الذى يجعل الريح شوقًا وفحم الليالى مرايا؟ ما الذى يجعل القلب مثل القذيفة؟
فى الفم ماء كثير.. والمسكوت عنه أكثر وأكثر..
لكن سؤالى يبقى هل ما نراه الآن من حشود تنظيمية هائلة تحت لافتة رفض الإعلان الدستورى ومسودة الدستور وبالتواطؤ الخفى مع الثلاثى الطريف صباحى وبرادعى وموسى.. له علاقة بتلك المكنونات المكتومة فى صدور بعض إخواننا الأقباط والتى تجلت فى موقف الجنرال يعقوب حنا وملطى أبو طاقية وجرجس الجوهرى وبطرس غالى الجد والحفيد..
مازلت لا أصدق نفسى حين يأتى أحد من التحرير أو من حول قصر الاتحادية قائلا إن أغلب الموجودين أقباط.. ولا أجدنى إلا وأنا أصرخ فيه: مع المسيح أم مع باراباس؟ لماذا يضعون أنفسهم فى هذه القوقعة المعتمة ألم يسمعوا للسيد المسيح وهو يقول (تعرفون الحق والحق يحرركم..).
ويزيد صاحبى قائلاً: وأيضا بلطجية وأبناء السلطة القديمة وبعض الطامعون الآن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.