المتظاهرون يخترقون الحاجز الأسمنتى.. ونصب 50 خيمة اعتصام.. تراجع قوات الحرس الجمهورى.. حاجز أمنى أعلى نفق العروبة.. وشائعات مسيرات المؤيدين تربك المعارضة احتشد الآلاف من معارضى الرئيس محمد مرسى مساء الجمعة فى محيط قصر الاتحادية للمشاركة فى مليونية "الكارت الأحمر" التى دعت إليها القوى المدنية، للمطالبة بإسقاط الإعلان الدستورى وتأجيل الاستفتاء على الدستور وحل الجمعية التأسيسية وتشكيل جمعية جديدة معبرة عن جميع فئات المجتمع المصرى، ومحاكمة جميع المسئولين عن الأحداث الأخيرة التى شهدها محيط القصر، والتى سقط ضحيتها 6 قتلى ومئات المصابين. وردد المتظاهرون هتافات منها: "مش هنمشى هو يمشى".. "ارحل يا مرسى".. "الشعب يريد إسقاط النظام".. "يا بلادى ثورى ثورى الإخوان سرقوا دستورى".. و"اضرب نار اضرب حى وانت يا مرسى دورك جاى".. "دبب رجلك طلع نار دى الثورة ودول ثوار".. و"يسقط يسقط حكم المرشد". واجتاز معارضو الرئيس الحاجز الأسمنتى والأسلاك الشائكة، التى أقامتها قوات الحرس الجمهورى للفصل بين المتظاهرين ومحيط القصر، حيث تم اجتياز الأسلاك الشائكة عند تقاطع شارع الأهرام وإبراهيم اللقانى المؤدى إلى بوابة 3 و5 بقصر الاتحادية، وانضم المتظاهرون إلى زملائهم أمام بوابة رقم 3. وأثناء اقتحام المتظاهرين الأسلاك الشائكة، قامت قوات الحرس الجمهورى بسحب جنودها داخل القصر، واكتفت بتواجد مدرعاتها التى ترتكز فى تقاطع شارع الميرغنى وشارع الكوريه وأعلى نفق العروبة بشارع صلاح سالم، وقامت قوات الأمن المركزى بتأمين بوابات القصر الرئيسية وإقامة الحواجز الأمنية، لصد أى محاولة لاقتحام القصر الرئاسي. فيما احتشد المئات من المتظاهرين أمام البوابتين 3 و4، وذلك بعد تخطيهم السور الأسمنتى واجتياز الأسلاك الشائكة فى الشوارع الجانبية، وانسحاب قوات الحرس الجمهوري، وقام الألتراس بإطلاق الشماريخ والألعاب النارية فى السماء. وبعد دخول قوى المعارضة إلى محيط القصر، قام رسامو الجرافيك للمرة الثانية برسم صور جديد للشهداء على جدران القصر بدلاً من التى تم مسحها الأربعاء الماضي، منها صورة للشهيد جابر صلاح "جيكا"، بالإضافة إلى العديد من الكتابات المعارضة للنظام وجماعة الإخوان المسلمين مثل "يسقط حكم المرشد" و"ارحل ارحل".. "، كما رسموا صورة تحمل وجوه الرئيس المخلوع حسنى مبارك، والمشير محمد حسين طنطاوى والرئيس محمد مرسى ومكتوب أسفلها "اللى كلف ما ماتش". وأعلن مئات المعارضين اعتصامهم المفتوح أمام قصر الاتحادية وأحضروا الخيام والبطاطين تمهيدا لبدء اعتصامهم للمطالبة بإسقاط الإعلان الدستورى وتأجيل الاستفتاء على الدستور وتشكيل جمعية تأسيسية جديدة بتوافق وطني. وسادت حالة من الاستنفار بين المتظاهرين أمام قصر الاتحادية، بعد ترديد شائعات حول اعتزام مؤيدى الرئيس الهجوم عليهم وفض تظاهراتهم، فقاموا بتكسير الحجارة وأقاموا الحواجز الحديدية أعلى نفق العروبة لصد أى هجوم محتمل. وقامت اللجان الشعبية بتأمين مداخل ومخارج قصر الاتحادية بإقامة المتاريس والحواجز الحديدية، وتم وضع نقاط تأمينية بشارع الميرغنى من اتجاه طريق صلاح سالم، وتقاطع شارع الميرغنى مع شارع الخليفة المأمون، ونقطة تأمين بشارع الأهرام، بالإضافة إلى عدة نقاط أخرى على الشوارع الجانبية المؤدية إلى محيط الاعتصام لصد أى اعتداءات غير متوقعة. وطافت مسيرة تضم المئات من معارضى قرار الرئيس مرسى جابت محيط قصر الاتحادية، مرددين هتافات: "الشعب يريد إسقاط النظام"، و"الشعب يريد عزل الرئيس"، و"يا نجيب حقهم يا نموت زيهم"، و"ثورة ثورة حتى النصر". وتحسبًا لأى هجوم مفاجئ على المتظاهرين قامت قوات الشرطة بنصب عدة كمائن فى شارع صلاح سالم، لصد أى هجوم من مؤيدى الرئيس على المتظاهرين، وكثفت قوات الأمن من تواجدها أعلى نفق العروبة بطريق صلاح سالم، حيث قامت بفرض الحواجز الأمنية أعلى النفق لتأمين المظاهرات. وفى الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، قام معارضو قرارات الرئيس من الأحزاب السياسية "الدستور والمصريين الأحرار والاشتراكيون الثوريون وحركة علمانيون"، بنصب 50 خيمة فى محيط القصر، منها 28 أمام البوابتين 3و4، و15 خيمة أمام مسجد عمر بن عبد العزيز و7 فى أماكن متفرقة حول القصر. فيما قام بعض الوافدين من المحلة بنصب خيمة مكتوب عليها: "هنا مقر سفارة جمهورية المحلة الكبرى"، أمام قصر الاتحادية، فيما تواجدت المستشفيات الميدانية منها مستشفى الشهيد علاء عبد الهادى الميدانى وأخرى بالجهود الذاتية، فى الوقت الذى انتشرت فيه 30 عربة إسعاف لتقديم الخدمات الطبية العاجلة لأى إصابات فى موقع الأحداث. وقام المعتصمون برفع أعلام مصر أعلى خيامهم، وبعض اللافتات التى تطالب برحيل الرئيس مرسى وإسقاط النظام، ووضع المعتصمون على بوابات القصر والشوارع الجانبية لافتات تطالب برحيل النظام، وصورة كبيرة الرئيس مرسى مكتوب بجانبها GAME OVER ارحل". وفى الساعة الواحدة والربع، انخفضت أعداد متظاهرى قصر الاتحادية، وذلك بعد انصراف الآلاف، فيما استمر بعض المتظاهرين فى الاحتشاد أمام أبواب القصر الرئاسى. وفى الساعة الثانية والثلث، قامت اللجان الشعبية بتكثيف تأمينها على المداخل والمخارج بتفتيش الوافدين والتعرف على هوياتهم، خاصة بعدما وردت أنباء عن خروج مسيرات لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين من أمام مسجد رابعة العدوية ومسجد الرحمن الرحيم، فى طريقها إلى قصر الاتحادية، وهو ما أثار قلق المعتصمين، ولكن قيادات الأمن طمأنت المعتصمين بأنه لا توجد أى مسيرات متجهة وأنهم لن يسمحوا بحدوث أى اشتباكات جديدة. فى الوقت ذاته، قام المتظاهرون بتشكيل سلاسل بشريه لتسيير حركة السيارات، بعد غضب قائدى السيارات، ولتفادى حدوث أزمة مرورية، وذلك بعد أن قام أحد قائدى السيارات بالاشتباك مع معارضى الرئيس. وفى الساعة الثالثة وصلت مسيرة تضم العشرات قادمة من ميدان التحرير، للانضمام إلى المعتصمين وتوحيد المطالب ورددوا هتافات "وحياة دمك يا شهيد ثورة تانى من جديد" و"ثورة ثورة حتى النصر ثورة فى كل شوارع مصر". وبعد صلاة الفجر، قام المتظاهرون بافتراش المساحات الخضراء أمام قصر الاتحادية، ومسجد عمربن عبدالعزيز ومحيط القصر، بعد يوم شاق من الهتافات، وسادت حالة من الهدوء التام، ولجأ البعض إلى الخيام وانخرطوا فى النوم.