استقبل أهالى الشرقية شهيد الدفاع عن الشرعية ابنهم، بهذه الكلمات "يا محمود نام وارتاح واحنا نكمل الكفاح" وسط دموع الأهل والمحبين. واتشحت قرية كفور نجم مركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية بالسواد, لفقدان خيرة شبابها محمود محمد إبراهيم المنتمى لجماعة الإخوان المسلمين فى الاشتباكات التى دارت بين مؤيدى ومعارضى الرئيس محمد مرسى فى محيط قصر الاتحادية. وشيع الآلاف من الأهالى الجنازة يتقدمهم أعضاء مجلسي الشعب والشورى عن حزب الحرية والعدالة، والدكتور إسماعيل على عضو مجلس الشورى العام للإخوان. وقال الحاج محمد إبراهيم عوض والد الشهيد والذي يعمل أخصائي مهني بمكتب التأهيل المهني للمعاقين، أنه كان على إحساس بأن ابنه سوف يستشهد, قائلا: علمت من ابن خالته باستشهاده, مضيفا حينما ذهبت إلى المستشفى وجدت أن ابني مصاب بطلق ناري في رأسه. وأضاف أن ابنه ذاهب ليدافع عن الرئيس الشرعي للبلاد وعن قصر الاتحادية, متهمًا أعداء الإسلام بقتل ابنه. واتهم والد الشهيد الإعلام الذى وصفه بالفاسد والقوى السياسية وعلى رأسها عمرو موسى والبرادعي وحمدين صباحي، بأنهم لا يريدون الاستقرار لمصر. وطالب والد الشهيد الرئيس مرسي بأن يعيد له دم ابنه، وأن يتم تسجيله في سجل الشهداء، مطالبًا الرئيس بتوفير فرصة عمل لزوجة الشهيد وأخو الشهيد. ووجه محمد إبراهيم عوض والد الشهيد، رسالة إلى الرئيس محمد مرسى، قائلاً: دم نجلى فى رقبتك لأنه ذهب لتأييدك, مضيفًا للرئيس "كنت مرشح عن دائرتنا فى مجلس الشعب وجئت لى فى منزلى وتعرفنا جيدًا ولذلك لابد أن تقتص لولدى". وأشار إلى أن نجله كان بارًا به وبوالدته وشقيقه إبراهيم ويحب الخير ومواظب على الصلاة فى أوقاتها. وأجهش والد الشهيد بالبكاء، قائلا: أحتسبه عند الله, داعيًا كافة المسئولين بالعمل على حقن دماء فلزات أكبادنا الذين هم فى سن الزهور. أما والدته زينب إبراهيم تعمل موظفة بالشئون الاجتماعية فلم تستطع تمالك نفسها للحديث، حيث أصيبت بحاله من الذهول جعلتها لا تصدق وفاة نجلها الحبيب إلى قلبها. ولم يتمالك شقيقه الأصغر والوحيد إبراهيم 22سنة، يعمل بالتجارة، دموعه وانهالت الدموع من عينيه، وقال: من الآن أكمل حياتى وحيدًا بسند من الله عزوجل, منوها إلى أن أخيه كان بالنسبة له أكثر من أخ, حيث كان يقدم له النصح والإرشاد فى كل شيء. من ناحيته قال ياسر حافظ أحد أصدقاء الشهيد محمود: إن الشهيد اتصل به صباح الأربعاء، وطلب منه أن يذهب معه لقصر الاتحادية, مشيرًا إلى أنه اعتذر للشهيد عن عدم تمكنه من الذهاب للقصر لكونه مرتبط بظروف عمله. وأضاف أنه عندما أخبره بهذا قال له الشهيد "مصر هتروح ولازم نضحى شوية"، مضيفاً "بعد عودتى من عملى علمت بالاشتباكات فقمت بالاتصال به للاطمئنان عليه", مشيرًا إلى أن الشهيد رد عليه وأخبره أنه بخير, وتابع: قلت له "خلى بالك من نفسك" فرد الشهيد، قائلا: (هيا موتة ولا اثنين). وأشار إلى أنه فى الثانية ليلاً اتصل به أحد الأصدقاء وأبلغه باستشهاد محمود، وتحدث أحمد سعيد أحد أصدقاء الشهيد، قائلا: إن محمود كان مثالا رائعا من شباب الإخوان المسلمين فهو محبوب لدى الجميع ومسالم ومسامح, تربى فى حضن الإخوان, مشيرًا إلى أن محمود زاره قبل وفاته بيوم فى موعد غير معتاد للزيارة، وذلك فى الساعة التاسعة صباح الثلاثاء فى عمله لمدة 15دقيقة, وكأنه كان يودعه. وأضاف اتصل بى الشهيد فى السابعة صباح الأربعاء "يوم الاشتباكات" وطلب منى الذهاب معه للاتحادية لحماية الشرعية, قائلاً: إن الفلول سيتمكنون من البلد, مشيرًا إلى أنه اعتذر له نظرًا لظروف عمله, وتابع: لو كنت أعلم بفقدانه لما تركته ولو أدى ذلك لوفاتى أنا الآخر. من جانبهم أكد أهالى القرية على أن الشهيد كان من أنبل الشباب وأحسنهم خلقًا, مؤكدين على أنه لم يؤذ أحد طوال حياته وكان يتفانى فى خدمة أبناء القرية.
وعبر أهالى القرية عن حزنهم على فراق محمود بإلغاء عقد قران العديد من شباب القرية حزنًا عليه، بالإضافة إلى اتشاح أهل القرية بالسواد. الشهيد فى سطور هو محمود محمد أحمد إبراهيم عوض، استشهد بطلق ناري أطلق عليه من قبل أحد البلطجية فى محيط قصر الاتحادية. كما أنه أحد شباب جماعة الإخوان المسلمين بقرية كفور نجم مركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية. يبلغ الشهيد من العمر 24سنة, متزوج وله من الأبناء محمد وعمره عامين. كان يعمل بتجارة الحدايد والبويات.