قال الشيخ محمد حسام الدين عضو الجبهة السلفية وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: إن المشاركة في مليونية الشرعية والشريعة التي تنظمها التيارات الإسلامية، هي عبادة لله لأنها نصرة للحق، ونصرة الحق من أفضل العبادات عند الله تعالى. وأضاف حسام الدين، أن كتمان الحق والتستر على الباطل له مخاطر عظيمة على المجتمع عامة وعلى الأمة الإسلامية خاصة، وهو نوع من التخاذل عن نصرة دين الله وهذا فيه تضييع حق من حقوق الله تعالى، ألا وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ" وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ). رواه مسلم. وأضاف الشيخ محمد حسام الدين أن صفة كتمان الحق والتخاذل عن نصرته، من صفات اليهود عليهم لعنة الله تعالى، حيث يقول الله تعالى: (وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42)) ، ويقول تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71)) وأضاف أن الواجب على كل مسلم أن ينصاع لأمر الله ولو كان مرًا، ولا يخاف في الله لومة لائم، كما قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94)). وقال الإمام أحمد رحمه الله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ التَّيْمِيِّ حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ هَيْبَةُ النَّاسِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِحَقٍّ إِذَا رَآهُ أَوْ شَهِدَهُ أَوْ سَمِعَهُ) فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُهُ، و قَالَ أَبُو نَضْرَةَ: وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُهُ. الحديث صححه شيخنا الإمام المجدد الوادعي رحمة الله عليه. وبيان الحق وتبليغه والصدع به يعتبر معذرة للمسلم عند الله تعالى، وبراءة لذمته يقول تعالى: (وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164))