أقرت القوى والتيارات الإسلامة حزمة من الخطوات لحشد الأغلبية الكاسحة من المواطنين للتصويت بنعم لمسودة الدستور، التى انتهت الجمعية التأسيسية من إقرارها وسيتم رفعها اليوم للرئيس محمد مرسى لإصدار قرار جمهورى بدعوة الناخبين للاستفتاء الشعبى عليه والعمل على نزع فتيل الأزمة وإنهاء الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس خلال الأسبوع الماضى. واتفقت جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية والجهاد والجبهة والسلفية أكثر من 22 حزبًا وحركة إسلامية منخرطة ضمن التيار الإسلامى العام على حشد الجماهير بكافة الوسائل للتصويت بنعم للدستور باعتباره السبيل الوحيد لخروج مصر من المأزق رغم أن صياغة الدستور لا تلبى طموحات القطاع العريض من الحركة الإسلامية. وقال الدكتور جمال حشمت، القيادى فى جماعة الإخوان المسلمين، إن الجماعة أقرت تحركًا فى أوساط الجماهير لنشر المسودة النهائية للدستور فى أوساطهم ودفعهم فى البداية لتكوين رأى عام مؤيد له ونفى ما يردده البعض من أن هذا الدستور أقر فى بيت المرشد العام للإخوان والتأكيد على أنه حصيلة لتوافق مجتمعى استمر لأكثر من ستة أشهر. ولفت إلى أن الجماعة قررت طبع بوسترات تتضمن الصياغة النهائية للدستور، وكذلك سيديهات تتضمن جميع مواده بالصوت والصورة حتى لا نحرمك الأميين من قراءته ومتابعته والتصويت له باعتبار أنه يشكل أهم معالم الدولة الحديثة التى نسعى لبنائها فى مصر. وشاطره القول الشيخ عبود الزمر، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، والذى أكد مشاركة الجماعة وذراعها السياسية عبر حملات طرق الأبواب وتنظيم مؤتمرات شعبية وندوات فى المحافظات لحث الناخبين على دعم الدستور الحالى باعتباره المخرج الوحيد لإنهاء المرحلة الانتقالية. وأشار إلى أن الجماعة ستتحرك بشكل مكثف خلال المرحلة القادمة انطلاقاً من أن القرار الجمهورى الخاص بدعوة الناخبين للاستفتاء الشعبى سيصدر قريبًا جدًا، وبالتالى فليس هناك متسع من الوقت لحث المواطنين على دعمه رغم أن هذا الدستور لا يلبى طموحات الإسلاميين إلا أنه وفى ظل مسعى البعض لنشر الفوضى يبقى خيارًا وحيدًا لتجاوز الأزمة وإنهاء الضجة حول الإعلان الدستورى. وفى السياق نفسه، كشف المهندس صالح جاهين، القيادى الجهادى البارز ووكيل مؤسسى حزب البناء والتنمية الجهادى عن وجود تصور واضح لدى الجهاديين فى القاهرة والمحافظات لدعم مسودة الدستور عبر تحركات داخل التجمعات السكانية وجميع مؤسسات الدولة لتحفيز المواطنين على التصويت بنعم للدستور، لاسيما أن هذا التصويت سيقطع الطريق على محاولات إيجاد فراغ سياسى ودستورى فى مصر. وتابع لم نكن من الداعمين للدستور بديباجته الحالية باعتبار لا يحفظ هوية مصر الإسلامية بالشكل المطلوب إلا أن التطورات التى تمر بها مصر حاليًا ستجبرنا على دعم الدستور بكل الوسائل باعتبار أن معركته معركة حياة أو موت عند أغلب الإسلاميين. وبدوره رأى الدكتور خالد سعيد، الأمين العام للجبهة السلفية، أن الجبهة تبنت خطوات وتحركات جادة لحشد المواطنين على تأييد الدستور الجديد رغم وجود تحفظات لنا على بعض مواده، لافتا إلى أن كوادر الجبهة وحزب الشعب الجديد بدأوا يحثون المواطنين من خلال مقرات الجبهة وحزب الشعب الجديد وخلال المؤتمرات الشعبية والندوات لتأمين دعم ما يقرب من 85% من المواطنين لهذا الدستور وتدشين لحملة لشرح مخاطر التصويت ب "لا" على الاستقرار. من جانبه، كشف الدكتور أحمد حسين عجيزة، القيادي البارز في التيار الإسلامي العام عن وجود انقسام داخل التيار بين مؤيد ومعارض للدستور الجديد، فالقوى المؤيدة له ستكثف تحركاتها بكل الوسائل لدعم والتصويت إلى جانب هذه المسودة فيما سيكتفي التيار الآخر بمراقبة هذه المعركة وحث المواطنين على المشاركة سواء بدعمه أو بالتصويت ضده