ويحكون يا بلادى: أن الذئاب تجمعت, وتعاهدت وتعاقدت ألا تستقر حتى تلتهم الرأس الكبيرة, فقال ذئب: سأعلن أنى أتحدث باسم ميزان العدل, وقال ثانٍ, وأنا سأتكلم باسم المنافحين عن المظلومين, وقال ذئب ثالث: وأنا سأتكلم باسم جماعة الذئاب التى أثارت البغال وحرضت الجمال وساقتها حتى الميدان, وانضم لهم مخلوق عجيب، هو إلى معشر الكلاب أقرب, ولكنه يحمل شارة تقبيل يد الحاخام والراهب والزنان, وقال أبو خامل: أما أنا فقد قبضت بيمينى أموالاً بستة أصفار من سيدى عميل البنتاجون وسوارس سكة الخراب, وأنا معكم.. صَلّوا بنا يا كرام على النبي, إذ يقول الشاعر: "كتروا الديابة والضحية الليلة مين". ومن بين الذئاب خرج صغير ودلف إلى بيت الرأس الكبيرة, وقال له إنى مستشار لك أمين, فتم تعيينه مستشاراً, ولم ينتبه مولانا فى القصر الكبير أنه ترك ذئباً بين الحملان, ولما عاد مولانا بعد أن أصدر قراراته الثورية, وجد الذئب الصغير يأكل فى لحمه وسيرته, فوقف مولانا وقال: صلوا بنا على طه الرسول, ويا هذا من أنباك أن أباك ذيبُ.. وتلك طبعاً قصة بعض مستشارى الرئاسة الذين انقلبوا على قرارات الرئاسة. الذئاب لم تكتفِ بالكمون والسياحة داخل الوطن, بل راح ذئب يستجدى ذئاب واشنطن ويبث لهم تغريداته, وهى عواء.. وراح ذئب يطلق شرره من بلد شقيق, وتحت حماية الكلبى حامى الديار صاحى خرفان. الذئاب لا يرضيها غير الدم, وأول القرابين التى ذبحوها صبى صغير لم يتجاوز خمسة عشر عاماً فى دمنهور.. فقال الشاعر: "ولابد من يوم معلوم.. تترد فيه المظالم.. أبيض على كل مظلوم.. وأسود على كل ظالم". تلك أخلاق الذئاب وهذى بعض أخبارهم, وتلك طبيعتهم فلا لوم عليهم, بل اللوم علينا نحن لو تركنا تلك الذئاب تعض فى ثيابنا وتقطع من لحم وطننا المثخن بالجراح.. المسئولية على الطيبين الذين يريدون الاستقرار, فلا استقرار بغير صمود فى وجه حيوانات الليل والغرف المغلقة, ومن يهن يسهل الهوان عليه, والحل فى التمسك بموقف الصمود واتباع الهدوء والسكينة. الطيبون يتخيلون أن الانتخابات انتهت, وأن الرئيس المنتخب صار الرأس الكبيرة, بينما الذئاب ما زالوا يلعبونها انتخابات, غير راضين بما استقر عليه رأى الأغلبية.. فلَكِ يَا مِصْرُ السَّلاَمَهْ.. وَسَلاَمًا يَا بِلاَدِي.. إِنْ رَمَى الدَّهْرُ سِهَامَهْ.. أَتَّقِيهَا بِفُؤَادِي... واسْلَمِى فِى كُلِّ حِينْ. [email protected]