لا شك أن الملف السيناوى بات الملف ألأكثر سخونة وشجنًا على طاولة الحوار المصرى.. ومازالت التأويلات والرؤى ضبابية قاتمة.. واقع سيناوى مأزوم، وشعب يئن، وأروح تحصد كل يوم، وقُطَاع طرق هنا وهناك، والفاعل فى كل الحالات مجهول، ولا يزال رئيسنا المنتخب يداعبنا بعباراته الهادئة: سيناء بخير!!.. فأين الخير يا سيادة الرئيس ولم نعرف قط ملابسات وفاة اللواء عمر سليمان، وأين الخير يا سيادة الرئيس ولم نعرف اليد الغاشمة التى أزهقت أراوح أبنائنا الأبرياء فى رفح؟.. وأين الخير وقد قذفت الطائرات مساكن الآمنين فى سيناء بذريعة مكافحة الإرهاب؟.. وأين الخير يا سيادة الرئيس وقد قطعت أواصر الثقة بين الجيش والشعب السيناوى المغبون؟.. أين الخير يا سيادة الرئيس وقد شعر السيناويون بأنهم غرباء على أرضهم؟.. ماذا قدمت لهم لتعيدهم إلى الوطن بعد تجاهل سيادى لهم دام سنوات؟.. وأين الخير يا سيادة الرئيس وأن ما تحويه الآن بطون سيناء من آلام وأوجاع تفوق ما تظهره وسائل الإعلام بكثير؟ أين الخير وقد أكد أبو مازن أن السوق الحرة المزمع إقامتها بعمق 8كم فى الأراضى المصرية بدعم أمريكى وتمويل قطرى وترحيب مصرى ما هى إلا خطوة فاعلة لإنفاذ الدولة الفلسطينية ذات الحدود المؤقتة، حيث إن تسليم الملف الأمنى لحماس ربما يسهل قضم أجزاءً واسعة من سيناء لتخفيف حدة الاكتظاظ السكانى فى غزة، وأشار أيضًا فى حواره إلى أن زيارة أمير قطر لغزة ودعمه ب 10 مليارات جنيه لمصر، من أجل إنشاء السوق الحرة ما هو إلا دعم لإقرار الدولة الفلسطينية ذات الحدود المؤقتة.. ومما يؤكد سوء نوايا حماس هو مماطلتها المستمرة فى المصالحة وإنهاء الانقسام لدرجة أنها تعتقل كل من يطالب بإنهاء الانقسام، فضلاً عن حرصها الدائم على إفشال كل مساعى المصالحة التى بادرت بها مصر، بالإضافة إلى عدم جديتها فى تسليم العناصر الإرهابية التى كشف المخابرات العسكرية المصرية تورطها فى حادث رفح، وأفادت جريدة الرأى الكويتية بأنه تم تحديد أماكن ما يقرب من 50 نفقًا تعتبر الأخطر، ضمن ال2500 نفق، والتى لم يتم التعامل معها حتى الآن، حيث تستخدم هذه الأنفاق بصفة خاصة فى تهريب الأسلحة وتبادل عناصر الجهاديين ما بين غزةوسيناء، مشيرة إلى أن هذه الأنفاق والخاصة بتهريب الأسلحة ذات طبيعة خاصة عن غيرها؛ حيث تتعدد بها فتحات التهوية، وربما تكون مساحتها أوسع من الداخل لتصلح كمخابئ للعناصر المسلحة التى قد تمكث بها قرابة أسبوع حال التضييق الأمنى عليها.. وجاءت هذه السيناريوهات فى وقت انشغلت فيه أنظار الفلسطينيين نحو الجمعية العمومية بالأمم المتحدة لنيل الاعتراف الرسمى بالدولة الفلسطينية على حدود 67، وانشغال الجانب المصرى بتأسيس دولته الجديدة، بالإضافة إلى الصراع المحتدم على السلطة بين مختلف القوى السياسية فى الشارع المصرى. ورغم الثقة الواسعة التى تحظى بها حماس من الجانب المصرى حكومة ودبلوماسيين، أليس من دواعى الأمن توخى الحذر واليقظة لحدودنا المتأججة؟.. فهل يتصور الشعب المصرى أن سيناء ربما تكون هى كبش الفداء لحل القضية الفلسطينية؟.. وهل يعترف التاريخ بثورة أطاحت برئيس فاسد وضيعت معه قطعة من أرض الفيروز؟.. ماذا يفعل الشعب المصرى بكل أطيافه وخياراته وميادينه الثائرة إذا قرأ يومًا مقالاً بعنوان: سيناء.. وداعًا أرض الفيروز؟!!. [email protected]