علمت "المصريون" أن الرئيس مبارك قد سلم قائمة للجنة السياسات والتيار الليبرالي في الحزب الوطني مكونة من 40 شخصا من أعضاء الأمانة العامة والمكتب السياسي للحزب الوطني طالب بإبقائهم في مناصبهم في المرحلة القادمة وذلك لوقف الحملات الضارية التي شنت في الفترة الأخيرة ضدهم من قبل أقطاب لجنة السياسات وطالب بالكف عن تسريب أخبار بشأن الإطاحة بهم ، المصادر أشارت إلى استياء الرئيس من الطريقة التي تمت بها إدارة حملته الرئاسية ، وكذلك النتائج المخيبة للآمال التي أفرزتها وخاصة نسب التصويت المتدنية ، الأمر الذي اعتبره ضعفا في قدرات الجيل الجديد لصالح ما اعتبره خبرات عميقة لأقطاب الحرس القديم . وقد رجحت المصادر أن تتم حركة " تنقلات " في مناصب أهم رجال الحرس القديم ، حيث من المتوقع إبعاد "كمال الشاذلي" من وزارة شئون مجلس الشعب مع بقائه في منصب أمين التنظيم وذلك بسبب صلاته القوية ونفوذه على أمانات الحزب الوطني بالمحافظات وهو ما يحتاجه الحزب في الانتخابات البرلمانية المقبلة ، وكذلك نفس الأمر فيما يخص "صفوت الشريف" المرشح لمغادرة الأمانة العامة للحزب الوطني مع تفكير باحتفاظه بموقعه كرئيس مجلس الشورى بسبب علاقاته الوثيقة بالأحزاب السياسية وخبرته في ملف الصحف والمجلس الأعلى للصحافة.كما أن هناك معلومات قوية ترجح تولي الدكتور زكريا عزمي رئاسة مجلس الشعب على أن يتم تعيين الدكتور "أنس الفقي" وزيرا لشئون رئاسة الجمهورية. وأضافت المصادر أن الرئيس رفض إجراء تغييرات جذرية في بنية النظام خوفا من حدوث حالة ارتباك سياسي في البلاد وذلك لعدم توافر البديل للحرس القديم وعدم تمتع الكوادر الشابة بالحزب وبلجنة السياسات بالخبرة اللازمة لإدارة الملف السياسي لدرجة أن الرئيس مبارك طالب لجنة السياسات بتوفير بدائل للرموز الكبيرة في الحزب الوطني قبل الحديث عن إجراء تغييرات جذرية. وشددت المصادر على أن الرئيس مبارك قد أراد بطرح هذه القائمة السرية حسم الخلافات الدائرة حاليا داخل أروقة الحكم ودوائر صنع القرار التي سادها التخبط لدرجة أن كثيرين من رموز الحرس القديم قد وجهوا خطابات لرئيس الجمهورية يطالبون فيها تحديد مصيرهم ومدى بقائهم في مناصبهم من عدمه مشيرة إلى أن إبقاء بعض أعضاء الحرس القديم يؤكد أن التيار الإصلاحي داخل الحزب الوطني لم يستطع حسم الصراع لصالحه وأن الحرس القديم لازال يملك الكثير من الأدوات للحفاظ على نفوذه في الفترة القليلة القادمة على الأقل. من جانبه أكد الدكتور "عاطف البنا" أستاذ القانون الدستوري أن الرئيس مبارك سيحافظ على الرموز السياسية لنظام حكمه الذين ظلوا معه طوال العشرين عاما الماضية حيث أن شخصية الرئيس تفضل عدم إجراء التغييرات الجذرية في النظام السياسي كما أن لجنة السياسات فشلت حتى الآن في إيجاد شخصيات قوية قادرة على ملأ الفراغ السياسي الذي سيتركه الحرس القديم . وأوضح البنا أنه لا يتوقع إجراء مثل هذه التغييرات التي يتحدث عنها البعض قبل عام على الأقل حتى يتمكن النظام من ترتيب أروقته .