أكد د.محمد عمارة المفكر الإسلامي الكبير عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر في لقائه علي قناة أزهري الفضائية أن المجتمعات السنية نواجه تمددا شيعيا يجب مواجهته والتصدي له بأن يكون المجتمع محميا من هذه الأفكار، مشيراً إلى هناك غلو شيعي في العقائد مبينًا أنه لو كان هذا الغلو قائم في بلادهم لا يضرنا بشىء، ولكن أن تتخلخل وحدة المجتمعات السنية الفقهية والثقافية معناه أن يحول المجتمع الموحد القوي الذي يستطيع أن يحمل مشروع نهضوي للأمة إلى مجتمع طائفي بأسه بينه شديد مثلما يحدث في العراق ولبنان، وبالتالي تحقق أهم مقاصد الصهيونية والاستعمار وهو أن تقطع الطريق على النهضة الإسلامية والتطور الحضاري الإسلامي وبالتالي تعجز الأمة عن تحقيق نهضتها، وهذا أخطر ما في موضوع الغزو الشيعي للدول السنية. مبينا أنه عندما يكون هناك مجتمع سني موحد فإنه يمتلك أهم مصدر للقوة، فالجسم يكون سليما وعندما تأتي إليه خلايا سرطانية كالخلايا السرطانية الشيعية فإنها تفكك هذا المجتمع مشيرا إلى أن هذا هو الدور الذي يلعبه التشيع. وأوضح أن خير مثال على ذلك ما حدث للعراق عندما تحالف شيعة إيران والعراق مع قوات الاحتلال الأمريكي لإسقاط النظام العراقي التي كانت تخشاه إسرائيل، فإستراتيجيات إسرائيل في الثمانينيات كانت تنص علي أن العراق أخطر من سوريا وتفتيتها أهم من تفتيت سوريا. فأكبر مأساة في القرن الواحد والعشرين في العراق صنعها الشيعة، فكل علماء وخبراء وضباط العراق السنة تم اغتيالهم بفرق شيعية بالتعاون مع فرق إسرائيلية وأمريكية. من ناحية أخري كشف د. عمارة، عن احتجاز الجمارك في مصر لكميات كبيرة من الكتب الشيعية، قائلا: «حلمهم عودة الأزهر شيعيا كما بدأ، وأن تعود مصر فاطمية». وفند د.عمارة إدعاءات الشيعة بأنهم آل البيت مشيرًا إلى أن لفظ أهل البيت ورد في القرآن مرتين، المرة الأولى خاص بزوجات النبي اللاتي يكفرونهن الشيعة كما في قوله تعالي "يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفًا * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا"، فهذا مصطلح خاص بنساء النبي وليس نسل علي من فاطمة، والمرة الثانية عن السيدة سارة زوجة الخليل إبراهيم. وعن قضية التقريب بين السنة والشيعة أوضح د.عمارة أن الحوار ليس مجرد فضيلة بل فريضة، فنحن نتحاور مع الأعداء ومن باب أولى نتحاور معهم، فالأزهر أحتضن كل المذاهب ولكن المشكلة معهم في العقائد، مؤكدًا أننا لابد أن ندرك أن قضية التقريب ممكن بشرط أن يتخلى غلاة الشيعة عما يتمسكون به من أنه لن نتنازل عن مكروه أو مستحب ولكننا نريد أن نخرج عن العزلة، ونعرض بضاعتنا وهذا هو مفهوم التقريب عندهم، فهم يريدون التقريب من أجل مصالحهم وأهدفهم فقط. مضيفاً أننا نرحب بأيه تقريب فسبق وأنا حضرت مؤتمراً في طهران عام 2000 وتحدثت معهم بكل صراحة وقلت لهم المشكلة بيننا أنكم تكفرون صحابة الرسول صلي الله عليه وسلم أي إنكم تكفرون 90% من الأمة الإسلامية من الأجيال منذ أبو بكر إلى هذا الوقت، إذا فإن حديثكم عن الوحدة الإسلامية حديث شديد الغرابة.فكيف يكون هناك وحدة وأنتم تكفرون هذه النسبة والتكفير هو إقصاء. وحاورتهم في قضية أن المسلمون السنة لهم مركز إسلامي ومسجد ويقيمون صلاة الجمعة في روما حيث الفاتيكان، فحين أن المدينة الوحيدة في العالم التي لا يقام فيها صلاة الجمعة ويمنع فيها السنة من بناء مسجد وإقامة صلاة الجمعة هي طهران. أما فيما يتعلق بالعلاقة مع إيران فأشار د. عمارة أننا يجب ألا نخلط بين إيران الدولة السياسية وإيران الدولة الدينية، فهم جزء من جغرافية المنطقة وجزء من الحضارة الإسلامية، مع أنهم يكفروننا ولكن نحن لا نكفرهم لأن الكفر عندنا خط أحمر.