* يطالب البعض الإسلاميين، بعدم الظهور على فضائيات العلمانيين والفلول، لأنهم يغلوشون عليهم من جانب ويستدرجونهم من جانب آخر. وأنا أختلف مع هؤلاء المطالبين، لأن ما أيسر تفنيد الأكاذيب التى ينتهجها هذا الإعلام حيال الإسلاميين، وإن أتى يومًا هذا الإعلام بحقيقة تحمل سلبية وقع فيها الإسلاميون، فعلى الإسلاميين وبكل ثقة فى النفس ومن قبل بكل الثقة فى مرجعيتهم السامية، أن يعترفوا بها ويسعوا لإصلاحها، فقط يجب توعية وتدريب وتأهيل من يمثلون الإسلاميين إعلامياً مهما كان سنهم وقدرهم، على كيفية التعامل مع هذا الإعلام والاحتفاظ بالثبات وعدم الوقوع فى الاستدراج، والأهم كيفية معالجة الموضوع أي موضوع، وتفنيد أكاذيب هذا الإعلام، ثم عدم اتباع سُبل العجزة والسُذج، أي سُبل هذا الإعلام، ومن ذلك تبادل «السذاجات» والبعد عن لب الموضوع، فالموضوع واضح وهو كذب وأباطيل هذا الإعلام وخداعه للمشاهدين عبر مداراة مواقفه تجاه الشريعة، ومن ثم فما أيسر فضح وتعرية هذا الإعلام أمام الشعب باعتبارك أيها الإسلامى ترفع قضية حق، وأنت المعبر عن وجدان هذا الشعب، مهما استطاع هذا الإعلام أن يخدع لبعض الوقت قطاعًا من أهلنا الطيبين. صدقوني، استشرفت مبكرًا ما وصلنا إليه، وأوصلتنا إليه الإدارة عبر «الطبطبة»، ومن ثم فكل وليس معظم مشاكلنا كإسلاميين، هى فى أنفسنا ومن صنعنا. المشكلة الحقيقية عندي ليست بالدرجة الأولى في هذا الإعلام الكاذب المُضلل، ولا فى الخصم السياسي الساذج العاجز عن مواجهة الشعب ويضغط على الإسلاميين فى الغرف المغلقة بعد أن استمرأ الطبطبة واختبر «طيبة» الإسلاميين، ولكن المشكلة فى أننا «هليهليون»، والهليهلية تعبيرٌ عندى يجمع معانى العشوائية مع انتفاء الأخذ بالأسباب العلمية. فهل سنقع مرات أخرى في الحفرة، مثل الذى أخذ ألفين قفا على سهوه؟!.. * ليبيا فى احتياج شديد إلى دعم فنى «عسكرى وأمنى»، فأين مصر من هذا «المدخل» إلى علاقات أشمل ومنافع مشتركة فى شتى المجالات؟ ذلك سؤالي إلى الرئيس ومعاونيه فى المخابرات والجيش والأمن. * أمريكا هي المنتج الثالث للقمح عالميًا، ولكنها المصدر الأول له، ومصر هي المستورد الأول على العالم لهذه السلعة الاستراتيچية، ومن هنا فهاجس المؤامرة لدى البعض، كان ومازال يضع المؤامرة فى رقبة أمريكا، وفى تبعية مبارك وخنوعه. ومع ذلك فالإعاقة العمدية لقطاع الزراعة المصري كله وليست لزراعة القمح فقط، فى عصر مبارك وتحديدًا فى العقد الأخير منه، لم يكن مرجعها عندي لهذا السبب، ولكن لسبب آخر يخص «پارتيتة» الفساد، الذى جزء منها فى طره والآخر طليق والثالث فى مواقع مؤثرة. القطاع الزراعي المصري، كان مستقطِبًا «بكسر الطاء» كبيرًا وتحديدًا للاستثمارات الوسطى والصغيرة فضلاً عن المتناهية فى الصغر، وعند سياسات الطرد الممنهج التى مورست تحديدًا حيال الاستثمارات المتوسطة والصغيرة، يأتي سبب الإعاقة، ومن ثم تراجع القطاع كله، فضلاً عن تفتيت الحيازات الزراعية الذى ساهم فى إعاقة هذا القطاع الهام من حياتنا، إعاقة تصاعدت بالتراكم عبر ما يزيد على نصف قرن. كيف نتخلص من هذا السبب، دون آثار سلبية على «الاستثمار المباشر» في مصر؟ للإجابة عن هذا السؤال وغيره، انتظرونا قريبًا بإذن الله، فى مؤتمر «مصريون بلا حدود». محسن صلاح عبد الرحمن [email protected]