النور: للتعريف بمنهجنا وإزالة المخاوف.. والأصالة: السلفيون منفتحون البخارى: محاولة للترويج بتطبيع السلفيين.. السادات: أمريكا اختارت السلفيين لأنهم الأقرب لصنع القرار.. زغلول: واشنطن تجهزهم لمرحلة ما بعد الإخوان بررت بعض القيادات السلفية ما نشرته صحيفة "النيو تايمز" عن كثافة الحوارات بين السفارة الأمريكية والسلفيين، بأن التشاور لا مانع منه مادام لا يمس الثوابت، وذلك بهدف تعريف الأمريكان بالسلفية وفكرها ونظرتها للآخر، منتقدين فى الوقت ذاته وصفهم ب "زوار السفارة الأمريكية"، معتبرين ذلك نوعًا من المبالغة بهدف الترويج للتطبيع مع الأمريكان, فى حين أرجع بعض المحللين اختيار الأمريكان للسلفيين بأنهم يمتلكون قوة تأثير على الشارع المصرى وهو ما يضمن مصالحهم فى حال وصولهم إلى الحكم. وقال دكتور ياسر عبد التواب، رئيس اللجنة الإعلامية لحزب النور: إن حزب النور شكل وفدين لمقابلة مسئولين أمريكيين ومنهم جيمى كارتر، الرئيس الأمريكى الأسبق، موضحًا أن اللقاءين كانا بناء على رغبة الأمريكان لمناقشة الأوضاع العامة التى يتخوفون من السلفيين فيها، مثل وضع الأقباط ونظرة السلفيين للمرأة ولمخالفيهم، مشيرًا إلى أن هذه اللقاءات هدفها التعرف على السلفيين لحد كبير. وأكد عبد التواب أنهم أعربوا عن آرائهم بكل صراحة وبدون مجاملة، وأنهم منفتحون على الجميع، مؤكدًا أن كثافة لقاءات السلفيين بالأمريكان إن صحت فهى أمر غير مفيد إذ لم يكن لها ضرورة، فالسلفيين أكثر من تيار ولكل تيار تفسيرات مختلفة. وأوضح الدكتور هشام أبو النصر، القيادى السابق بحزب النور، أن السلفيين مائة تيار ومائة توجه، وهم يؤيدون التحاور مع الأمريكان من باب الحوار مع الآخر، مرجحًا أن تكون الأحزاب السلفية هى الأقرب لهذه الحوارات. وأيد اللواء عادل عفيفى، رئيس حزب الأصالة، التواصل مع الأمريكان للتشاور معهم من باب الدعوة إلى الله، بهدف التعريف بمعنى السلفية وتوجهاتها وأفكارها، مؤكدًا أن السلفيين من المفترض أنهم منفتحون عن غيرهم ويجب التعريف بمنهجهم للجميع. وقال حسام البخارى، القيادى بالتيار الإسلامى العام: إن حديث الصحف الأمريكية عن كثافة اللقاءات الأمريكية مع السلفيين محاولة من الإدارة الأمريكية للترويج بتطبيع المتشددين من وجهة نظرهم؛ من أجل تقبل أى تدخل أمريكى فى الشئون السياسية الداخلية، لافتًا إلى أن حزب النور أجرى حوارًا مع مسئولين أمريكيين ومع السفيرة الأمريكية، ولكن ليس بهذه الصورة التى يروج لها الإعلام الأمريكى، والتى تهدف إلى تضخيم الأمر كمحاولة منه لإقناع جميع الفصائل بالدخول فى مشاورات مع الإدارة الأمريكية مثل السلفيين. وقال السفير محمد السادات، مساعد وزير الخارجية الأسبق: إن المشاورات بين أمريكا والسلفيين التى ركزت عليها الصحف الأمريكية مؤشر إيجابى لا يخشى منه، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية يهمها فى الأول والأخير أن تكون مصالحها مصونة بغض النظر عمن يحميها؛ لأن السياسة الأمريكية منذ نشأتها مبنية على البراجماتية السياسية. ووصف السادات المشاورات الأمريكية مع السلفيين بأنها ليست تحولاً فى الاتجاه أو الأيديولوجيا الأمريكية كما يظن البعض، حيث إن كل ما كانت تقوله أمريكا عن السلفيين أنهم مصدر التطرف والإرهاب هو مجرد كلام معلن ولكن البواطن غير هذا.. وأفاد أن أمريكا اختارت التقارب مع السلفيين أكثر لأنها ترى أنهم فصيل لا يستهان به فى مصر، كما أنها موقنة أن السلفيين سيكونون الأقرب للقرار السياسى فى مصر مستقبلاً، فتحركت أمريكا بشكل استباقى لتفتح معهم قنوات اتصال للتفاهم فيما بينهم، ومن جانب آخر تحاول أمريكا إحداث الوقيعة بين السلفيين والإخوان بالتقرب للسلفيين أكثر من الإخوان. وبيّن السادات أن إسرائيل من الممكن أن تخول أمريكا لمحاورة السلفيين أو الإخوان بالنيابة عنها لما تعلمه من كره تيار الإسلام السياسى لها والشعب المصرى عمومًا، فيكون الأمر تبادلاً للأدوار فى النهاية. وقال أحمد زغلول، الخبير فى الحركات الإسلامية: إن أمريكا تحاول أن تفتح جسرًا مع كل التيارات السياسية كما صنعت مع الإخوان فى عهد نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك، رغم كل التقيدات الأمنية والسياسية عليهم، وتحاول أمريكا الآن فتح خط للتواصل مع السلفيين بنفس السياق لأنهم القوة الثانية فى البرلمان، وقوة كبيرة على أرض الواقع ومن الصعب تجاهلها.. وأوضح أن أمريكا تحاول أن تفتح جسرًا تواصل مع السلفيين يخدم مصالحها المستقبلية فيما بعد، وحفظ الأمن القومى الأمريكى، خاصة أن السلفيين أعلنوا أنهم يسعون للسيطرة فى الانتخابات القادمة.. وأكد أن الشخصيات السلفية التى تدخل فى مشاورات مع الأمريكان لن يتم الإعلان عنها بشكل رسمى لتوازنات خاصة بالأمريكان، موضحًا أن أكثر التيارات المعارضة والمناهضة لأمريكا على اتصال مباشر أو غير مباشر بأمريكا، فالسياسة لها منطلق آخر، مفيدًا أن كلاً من حزب النور والجبهة السلفية وحزب الشعب- المنبثق عنه- الأقرب للتشاور مع الأمريكان باسم السلفيين؛ لأنهم الأكبر من حيث الحجم والأنشط سياسيًا وإعلاميًا.