العدوان الثلاثى نقطة تحول فى المشهد السياسى للعالم فى مثل هذا اليوم بدأ العدوان الثلاثى على مصر والذى شكل نقطة تحول كبرى فى المشهد السياسى للعالم بعد الحرب العالمية الثانية، جاء هذا العدوان بعد أحداث متلاحقة، ففى عام 54 تم توقيع اتفاقية جلاء بريطانيا عن مصر، وفى العام الذى تلاه كان مؤتمر (باندونج) لإرساء فكرة الحياد الإيجابي، الذى أعلن عبد الناصر بعده 5 شهور تسلم أسلحة تشيكية، وفى منتصف عام 56 تعلن الولاياتالمتحدةالأمريكية سحب عرضها بتمويل بناء السد العالى ليعلن ناصر تأميم قناة السويس وبعد ثلاثة شهور تبدأ إسرائيل عدوانها على مصر وتتوالى الأحداث فترسل بريطانيا وفرنسا قواتهما إلى القناة فى 5 نوفمبر لكن القوات المعتدية تجبر على الانسحاب فى الشهر الأخير من عام 56، وكانت المقاومة المصرية ومن ورائها التأييد العربى والإنذار الروسى بالتدخل والمعارضة الأمريكية للعدوان وقرار الأممالمتحدة تلك هى أسباب الحسم فى معركة السويس. والعدوان الثلاثى هى حرب شنتها كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر فى عام 1956م إثر قيام جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس، وكانت كل من بريطانيا وفرنسا قد اتفقتا مع إسرائيل على أن تقوم القوات الإسرائيلية بمهاجمة سيناء وحين يتصدى لها الجيش المصرى تقوم بريطانيا وفرنسا بالتدخل وإنزال قواتهما فى منطقة قناة السويس ومحاصرة الجيش المصري.. نفذت إسرائيل هجومها على سيناء ونشبت الحرب. درت كل من بريطانيا وفرنسا إنذارًا بوقف الحرب وانسحاب الجيش المصرى والإسرائيلى لمسافة 10 كم من ضفتى قناة السويس مما يعنى فقدان مصر سيطرتها على قناة السويس ولما رفضت مصر نزلت القوات البريطانية والفرنسية فى بورسعيد ومنطقة قناة السويس إلا أن الجيش المصرى لم يحاصر لأن قطاعاته كانت قد انسحبت، كان واضحًا أن ما حدث هو مؤامرة بين الدول الثلاث فأصدر الاتحاد السوفيتى إنذارًا بضرب لندن وباريس بالصواريخ الذرية وأمرت أمريكا بريطانيا وفرنسا بالانسحاب الفورى من الأراضى المصرية، وانتهت الحرب بفضيحة كبرى وخرج عبد الناصر منتصرًا نصرًا سياسيًا كبيرًا. كانت إسرائيل مطمئنة بشأن بعض الدول العربية، إما لأنها بعيدة عن حدودها أو لوقوعها تحت نفوذ الدول الموالية لإسرائيل، أو لعدم قدرتها عسكرياً على التصدى لها، ولكنها كانت تعتقد أن مصر بعد قيام ثورة 1952 هى العقبة الحقيقية فى طريق أطماعها، لذلك انتهزت الفرصة عندما تلاقت مقاصد الاستعمار الغربى مع مقاصدها بمناسبة تأميم حكومة الثورة لشركة قناة السويس فى يوليو 1956م، واتفقت على مؤامرة مع كل من إنجلترا وفرنسا، وبدأت القوات الإسرائيلية تهاجم الحدود المصرية فى 29 أكتوبر 1956م. وأنذرت الدولتان الاستعماريتان كلا من مصر وإسرائيل بوقف القتال على أن تقف قوات كل منهما على بعد أميال قليلة من جانبى قناة السويس، ولما رفضت مصر الإنذار هاجمت القوات الاستعمارية الإنجليزية والفرنسية منطقة القناة لتطويق الجيش المصرى فى سيناء، لكن القيادة المصرية فوتت عليهم هذا الغرض فارتدت وأخلت سيناء حيث تقدم الجيش الإسرائيلى واحتلها. استمر الفدائيون من رجال الجيش بالاشتراك مع الشعب فى قتال القوات الاستعمارية فى بورسعيد، وتدخلت الأممالمتحدة ونددت بالعدوان الثلاثى على مصر وطالبت المعتدين بالانسحاب وضغطت الولاياتالمتحدة على كل من إنجلترا وفرنسا، كما هدد الاتحاد السوفيتى الدول المعتدية، بالإضافة إلى ثورة العمال المتعطلين فى إنجلترا وفرنسا ضد حكومتهما بسبب ما تعرضوا له من البطالة، وبذلك فشل الاعتداء واضطرت الدول المعتدية سحب قواتها بعد أن وافقت مصر على قرار الأممالمتحدة بوجود قوة طوارئ دولية على الحدود الفاصلة بين مصر وإسرائيل، وفى منطقة شرم الشيخ المطلة على خليج العقبة.