علمت "المصريون " أن أروقة الحزب الوطني تشهد حاليا جولة جديدة من ترتيبات مراكز القوة والنفوذ داخل الحزب في المرحلة الجديدة ، بين مجموعة لجنة السياسات ، التي يتزعمها جمال مبارك ، ومجموعة الحرس القديم ، بقيادة صفوت الشريف وكمال الشاذلي ، حيث يخوض الأخير مواجهة مريرة مع أحمد عز أحد كبار ممثلي مجموعة السياسات ، بعد أن نما إلي علم الشاذلي أن عز يستعد للوثوب علي موقعة كأمين للتنظيم في الحزب فور انتهاء الانتخابات البرلمانية القادمة بدعم من جمال مبارك ، وهو ما يعني إبعاد الحرس القديم عن أحد المناصب المفصلية داخل الحزب ، حيث تتولى هذه الأمانة التنسيق مع أمانات الحزب بالمحافظات فضلا عن دورها في اختيار مرشحي الحزب للانتخابات بمختلف مستوياتها ، وهو ما شكل مرتكزا رئيسيا لقوة الشاذلي داخل الحزب ، حال دون الإطاحة به حتى الآن . وكشفت مصادر مطلعة داخل الحزب ل"المصريون" أن الشاذلي يقف وراء تصعيد الهجوم الإعلامي والبرلماني على عز ، على خلفية احتكاره لسوق الحديد في مصر وقيامه برفع الأسعار بأرقام فلكية مما أثار غضبا شعبيا واسعا . وأضافت المصادر أن أنصار الشاذلي قاموا بتوزيع نسخ من تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات الذي يتهم عز بالسطو علي مصنع حديد الدخيلة وشرائه بأبخس الأسعار ، فضلا عن وجود العديد من المخالفات القانونية في عملية البيع . وأوضحت المصادر أن الشاذلي يعتمد في حربه التي يشنها ضد عز علي الاستجواب الشهير الذي قدمه نائب التجمع أبو العز الحريري ضد احتكار عز لتجارة الحديد ، لكن الأخير استغل نفوذه داخل مجلس الشعب ودعم لجنة السياسات له في منع مناقشة الاستجواب داخل البرلمان ، بحجة أن دوره في المناقشة لم يأت . ويستخدم الشاذلي ، أيضا ، سلاح القروض التي أقترضها عز من مختلف البنوك ، وتعثره في سداد هذه القروض لتشويه صورته أمام القيادة السياسية بعد أن ثبت يقينا لدي الشاذلي أن تشويه صورة عز يمكن أن يكون طوق النجاة لاستمراره في موقعه الوزاري والحزبي علي حد سواء . ولفتت المصادر إلى أن الشاذلي صعد في الأيام الأخيرة من حدة انتقاداته لعز بعد أن كانت هذه الانتقادات تأتي علي استحياء حيث نجح في نقل وشاية للقيادة السياسية أثناء الحملة الدعائية للرئيس مبارك بأن شخصا كأحمد عز لا يحظى بشعبية لدي المواطنين ولا يمكنه أن يقود بمفرده حملة الدعاية للرئيس مبارك مما جعل القيادة السياسية توسع حلقة قيادة الحملة ، وإسنادها إلي حسام بدراوي ومحمد كمال إلي جانب أحمد عز. وتوقعت المصادر أن يرد أحمد عز بشراسة علي حملة الشاذلي ضده بما لديه من أوراق تخص تجاوزات الشاذلي وخلافاته مع المستشار عدلي حسين محافظ المنوفية الأسبق علي خلفية رغبة الأخير في الحصول علي ثلاثة أفدنة من أراضي الدولة في موقع مهم جدا بالمحافظة بطريق وضع اليد وكذلك إعادة فتح ملفات أخرى مثل ما تردد بشأن تعدي رجال كمال الشاذلي علي الدكتور إبراهيم كامل منافسه علي مقاعد الفئات بدائرة الباجور و الصراع الخشن و الحاد مع شفيق شاهين عضو مجلس الشعب عن الحزب الوطني الذي انقلب عليه الشاذلي بعد اتهامه له بالتواطؤ مع منافسه كامل لإسقاطه في معركة انتخابات 2000 وهو ما نفاه شاهين جملة وتفصيلا .