أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مجددا على ضرورة التوصل إلى حل سياسي للوضع المتفاقم في سوريا بما يضع حدا لسفك الدماء ويحافظ على وحدتها وتماسك شعبها. ودعا الملك عبدالله الثاني - خلال لقائه اليوم الأحد مع رئيس المفوضية الأوروبية خوزيه مانويل باروسو - المجتمع الدولي بما فيه الاتحاد الأوروبي لمواصلة وزيادة دعمه للأردن لتمكينه من توفير الخدمات الإنسانية للاجئين السوريين الذين تجاوز عددهم 200 ألف لاجىء بالرغم من شح الموارد والإمكانات التي تعاني منها بلاده. وذكر بيان صادر عن الديوان الملكي الهاشمي أن الملك عبدالله الثاني بحث مع باروسو علاقات التعاون بين الأردن والاتحاد الأوروبي في مختلف المجالات ، وتطورات الأوضاع في المنطقة خصوصا المستجدات في سوريا. وأكد العاهل الأردني وباروسو خلال اللقاء الحرص المتبادل على تطوير هذه العلاقات بما يحقق المصالح المشتركة في ضوء ما تم إنجازه من تعاون في مختلف الميادين بين الجانبين ، لافتين إلى الفرص المتاحة للمضي قدما في البناء على هذه العلاقات. وبدوره ..شدد الملك عبدالله الثاني على أن الأردن يولي أهمية خاصة لتطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي التي انطلقت وتمأسست منذ عشرة أعوام من خلال اتفاقية الشراكة بين الجانبين ، معربا عن ترحيبه بتولي الأردن الرئاسة المشتركة مع الاتحاد الأوروبي لمنظمة الاتحاد من أجل المتوسط. وأوضح أن استضافة الأردن للحوار الاقتصادي الثامن بين الجانبين وعقد الاجتماع العاشر لمجلس الشراكة في لوكسمبرج خلال الشهر الحالي يعدان فرصة مهمة لتقوية وتعزيز العلاقات مع دول الاتحاد الأوروبي. وتم خلال اللقاء بحث التطورات المتصلة بإحياء جهود السلام في المنطقة ، وصولا إلى حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي يعالج مختلف قضايا الوضع النهائي ويؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل. واستعرض العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مع رئيس المفوضية الأوروبية خوزيه مانويل باروسو باروسو عملية الإصلاح الشامل التي يعمل الأردن على تنفيذها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وأشار الملك عبدالله الثاني إلى أن خارطة الطريق واضحة في هذا الشأن حيث بدأ فعليا العد التنازلي النهائي لإجراء الانتخابات النيابية وعملية تسجيل الناخبين مستمرة فيما تم حل البرلمان..ومع بداية العام المقبل سيكون هناك برلمان جديد. ووصف العاهل الأردني تعيين رئيس وأعضاء المحكمة الدستورية والتي جاءت نتيجة للتعديلات الدستورية الأخيرة بأنه حدث تاريخي مهم على طريق تحقيق الإصلاح الشامل في بلاده ، معربا عن تقديره لدعم الاتحاد الأوروبي للأردن في هذا المجال وللمساعدات التي يقدمها للمملكة بشكل عام. ولفت إلى أن الأردن يسعى إلى تطوير الأحزاب السياسية بحيث يكون هناك أحزاب تمثل اليمين والوسط واليسار تتبنى برامج واضحة تعالج مختلف قضايا الشأن العام من صحة وتعليم ، وغيرها وتتعامل مع تحديات الفقر والبطالة وتوفير فرص العمل. وكانت الحكومة الأردنية قد وقعت اليوم اتفاقية منحة بقيمة 40 مليون يورو مع الاتحاد الأوروبي تندرج في إطار الجزء الثاني من المخصصات الاضافية من الاتحاد للمملكة والبالغة قيمتها الإجمالية 70 مليون يورو. ومن ناحية أخرى ..بحث العاهل الأردني خلال لقائه اليوم مع السناتور روبرت كوركر عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي الذي يزور المملكة حاليا ، تطورات الأوضاع في المنطقة وعلاقات التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها والبناء عليها في مختلف المجالات. كما التقى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني اليوم مع الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية الدكتور طالب الرفاعي والرئيس والمدير التنفيذي لمجلس السفر والسياحي العالمي ديفيد سكاوسل ، حيث عرض أوجه التعاون بين الأردن والمنظمتين في مجالات الترويج السياحي والتدريب ونقل المعرفة وإقامة المشروعات السياحية استثمارا لما تتمتع به المملكة من ميزات سياحية فريدة ومتنوعة..منوها بالفرص المتاحة لتمتين التعاون في مجالات السياحة الدينية والعلاجية. وأشار العاهل الأردني إلى أن بلاده تولي قطاع السياحة اهتماما متزايدا باعتباره يشكل رافدا رئيسيا للاقتصادي الوطني ، وتعمل في ذات الوقت على الاستمرار بأن يكون الأردن مقصدا سياحيا متميزا في المنطقة. ومن جهتهما..أشاد الرفاعي وسكاوسل بجهود الأردن لتطوير القطاع السياحي في المملكة حيث يحظى الأردن بميزات عديدة تمكنه من المضي قدما في تنمية هذا القطاع ، مؤكدين الاستعداد للمساهمة في دعم هذه الجهود. وأشادا بالمناخ السياحي في الأردن خلال العشرة أعوام الماضية وبالجهود الكبيرة التي بذلت في تلك الفترة لتطوير السياحة ومساهمتها في تحقيق التنمية المستدامة، لافتين إلى أنه بالرغم من حالة الاضطراب التي تسود المنطقة إلا أن الأردن نجح في جذب أعداد متزايدة من السياح من مختلف دول العالم.