يا كم حلمت أن أقف بين يديك ويا كم منيت نفسى وأنا طفلة صغيرة برؤيتك والتماس ما يريح الروح التى كانت كثيرا تسبح فى سحابات الحيرة والألم والإخفاق. كنت لا أعرف عنك إلا اسمك أتلوه.. أتلوه بخشوع كبير وتسبقه أربع كلمات ينار لهن الكون ويهلل حينما ينطلق لسانى بهن علمت فيما بعد أنها الشهادة! يا حبيبى ونور عينى وسيدى وإمامي لكم اشتقت إليك.. كما تشتاق النبتة الصديانة لقطرات المطر، وكم رنوت إلى كلماتك كما يرنو المحب إلى خيال محبوبه، وكم تلمست موضع قدميك وقبلت كل بقعة طالتها جبهتى ما بين قبرك ومنبرك.. يا ذا الوجه الأنور يا حبيب قلبى وروحى ها هى الأحلام تتحقق والرؤى والمنامات تصير حقيقة.. فتصدح طيور قلبى وأخرج فى البرية فاردة ذراعى مسبحة باسم من اختارك وعلاّك وجعلك إمامًا للمصطفيْن الأخيار. ها هى دموعى تنساب لتنزل بردًا وسلامًا على نيران قلبى المتأججة، أتلمس خطاك فى البلد الذى أحب وهوى.. فها هنا مشيتَ، وها هنا وقفتَ، وها هنا خطبت فى الذين آمنوا بك، وآزروك وعضدوك وما همهم الأذى والألم وقت تزاور عنك الكثيرون... يأتى الناس إليك من كل فج عميق.. يأتون رغبة وحبًا وطمعًا وأملاً .. فى أن يشربوا شربة من يديك .. شربة لا تظمأ أرواحهم بعدها أبدًا!! فكيف لجاحدٍ لا يعرف قدرك أن يدنو منك يا حبيبى؟ وكيف لخامل أن يرنو لنورك يا علم الدنا؟ وكيف لضئيل الهمة أن يتطاول لينال منك؟ هيهات هيهات!! أنت المصطفى الحبيب، الكامل المكمل، الحبيب المحبوب الشفيع المشفع مالك القلوب.. اللهم صلّ وسلم وبارك عليك وعلى آلك وصحابتك صلاة كاملة كمال خُلقك وخَلقك وتمام علمك وفيوض حنانك وحدبك.. وزد يا رب صلاة وسلامًا على خير من وطئ الثرى وخير من طلعت عليه الشمس.. وصاحب الخلق العظيم، اللهم شفعه فينا واجعلنا ممن يشربون من يده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبدًا وأجمل منك لم تر قط عينى وأكرم منك لم تلد النساء خلقت مبرّأ من كل عيب كأنك قد خلقت كما تشاء