أشعل إعلان نادر بكار المتحدث الرسمى باسم حزب "النور" السلفى عن تقديم جماعة "الإخوان المسلمين" وذراعها السياسية حزب "الحرية والعدالة" عرضًا بتدشين شراكة انتخابية بين الطرفين حالة من الجدل على الساحة السياسية، فى ظل تأكيد "الإخوان" أن الأمر لم يتجاوز طرح رؤى ومشاورات وتبادل وجهات النظر بين الحزبين صاحبى الأغلبية داخل البرلمان المنحل. وقال المهندس على عبد الفتاح -القيادى فى حزب "الحرية والعدالة"، ومسئول ملف التنسيق بين القوى والأحزاب السياسية- إن هناك تحالفًا سياسيًا بين القوى والأحزاب الإسلامية انطلاقًا من حالة القرب بين منطلقات هذه الجماعات وتأييده للرئيس محمد مرسى ومشروع النهضة وبالتالى فالحديث عن تحالف انتخابى بينهم لا يبدو واضحًا. ونفى تقديم حزب "الحرية والعدالة" عرضًا بتدشين شراكة انتخابية مع حزب "النور"، معتبرًا هذا الأمر سابقًا لأوانه لاسيما أن مؤسسة الرئاسة لم تحسم حتى الآن مصير مجلس الشعب وما إذا كان هناك احتمال لعودته ولو بشكل مؤقت حتى يتم إجراء الانتخابات أو يصدر الرئيس قانونًا للانتخابات وهو ما ينتظره حزب "الحرية والعدالة" قبل حسم خياراته. وأوضح أن هناك مشاورات ورغبات متبادلة بين حزب "الحرية والعدالة" وأغلب الأحزاب السياسية سواء الإسلامية والوطنية لبناء شراكة انتخابية بشكل لا يجعل عودة التحالف الديمقراطى مجددًا أمرًا غير مستبعد. ورجح عبد الفتاح اقتصار التحالفات على القوائم الانتخابية باعتبار أن المقاعد الفردية ذات طابع خاص ويعتمد كل حزب على قدراته وشعبيته ووجوده فى صفوف الجماهير. فى المقابل، أوضح الدكتور ياسر عبد التواب -مدير المكتب الإعلامى لحزب "النور" السلفى- أن الحزب سيخضع أى عروض انتخابية سواء من الإخوان المسلمين أو غيرهم لبحث ايجابياته وسلبياته ومدى مناسبته لرغبات الحزب وقياداته وأعضائه، على الرغم من تأكيده أن الانخراط فى قائمة موحدة مع حزب "الحرية والعدالة" يبدو مستبعدًا حتى الآن فى ظل تفضيل الحزب خوض انتخابات مجلس الشعب والمحليات فى قائمة خاصة. ودخلت الجماعة الإسلامية على خط الأزمة بالتأكيد أنها تعكف حاليًا على وضع المعايير الخاصة بالترشح لكوادرها فى ظل سعيها لخوض الانتخابات بقائمة خاصة بها خلال الانتخابات القادمة بعد أن تعرضت لغبن كبير خلال الانتخابات الماضية، بحسب الشيخ الدكتور طارق الزمر عضو مجلس شورى الجماعة. ونفى الزمر تلقى الجماعة الإسلامية أى عرض من قبل جماعة الإخوان للمشاركة فى تحالف انتخابى. وأشار إلى أن حزب "البناء والتنمية" الذراع السياسية للجماعة سيخوض الانتخابات التشريعية والمحليات المقبلة على معظم الدوائر، لافتًا إلى أن الحزب سيعتمد على كوادره وأنصاره ورموز الجماعة الإسلامية أو شخصيات تنتمى فكريًا لها وتحمل منهجها.ورجح الزمر إمكانية انخراط الجماعة فى تحالف مع قوى وطنية وإسلامية، لكن بشرط أن تحترم هذه القوى تاريخ الجماعة وتضحياتها ووزنها فى الشارع السياسى فنحن لن نقبل الغبن مجددًا أو الانتقاص من وزن الجماعة بشكل قد يجعلنا نصر على خوض الانتخابات بقوائم خاصة.