تسببت تصريحات الدكتور عصام العريان القائم بأعمال رئيس حزب الحرية والعدالة التى اتهم فيها التيار اليسارى بالفشل وتلقى تمويلاً أجنبيًا من الخارج، فى إثارة موجة غضب عارم داخل التيار اليسارى المتمثلة فى أحزاب التجمع والاشتراكى المصرى والتحالف الشعبى الاشتراكى، والاشتراكيون الثوريون، حيث شن عدد من رموز وقيادات التيارات اليسارية هجومًا ضاريًا ضد جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة. وقال رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع: إن الإخوان هم آخر من يتحدث عن التمويلات الأجنبية، لأنهم أول من فتح هذا المجال ومن الطريف أن يتحدثوا عليه، مؤكدًا أن اليسار لم يخرج عنه أى تصريحات فيها إهانة للدين أو تطاول عليه؛ ولكن العبادات والتشريعات الدينية هى حرية شخصية لكل فرد بشرط عدم المساس بأصل الدين أو النيل من عظمته. وقال عبد الغفار شكر القيادى اليسارى: إن اتهام العريان لليسار باحتقار الأديان يدل على أن الدين والعبادات تمثل بالنسبة له مظهرًا خارجيًا فقط مثل اللحى والجلباب، مؤكدًا أن الإسلام لم يعط أحدًا الحق فى أن يفتش فى ضمائر الناس، لافتًا إلى أن كل ما ينادى به اليسار هى عدالة اجتماعية وحرية وكرامة وكلها من صميم تعاليم الإسلام. وأضاف أن الحديث عن تشرذم التيار اليسارى أمر واقعى لكن تأويل ذلك بما يخالف الواقع فهو أمر مرفوض واستخدمه الحكام الطواغيط من قبل لإقصاء أى فصيل سياسى من الشارع، مرجعًا هذا الانقسام إلى ضعف التمويل لأن الأحزاب الاشتراكية واليسارية تعتمد على الدعم الذاتى من أعضائها. وأضاف القيادى اليسارى كمال خليل: إن اليسار الذى يتم التطاول عليه الآن كان الوقود الحى مع غيره من الثوار لاندلاع شرارة ثورة 25 يناير فى وقت كان الإخوان يخشون مواجهة النظام البائد، متسائلا: "لماذا كان هناك توجيه دائم لشباب الإخوان من مكتب الإرشاد عند الاشتراك فى أى مظاهرة قبل الثورة بعدم الانجرار وراء الشعارات التى ينادى بها اليسار، مثل: "يسقط يسقط حسنى مبارك وجمال مبارك"، و"عامللى لجنة لأجل ما يورث سلطان أبوه"، و"يا ساكن قصر العروبة..ارحل.. إلخ؟"، ما كان يتسبب فى انسحاب شباب الجماعة عند طرح اليسار لشعاراته الثورية. ووجه خليل حديثه إلى العريان قائلا: "كل كلامك الذى قلته عن اليسار سمعناه كثيرًا من كل ديكتاتور وفاسد ورئيس مباحث أمن دولة ومخبرين، ولكن كلهم ذهبوا إلى مزبلة التاريخ". وأكدت حركة "الاشتراكيين الثوريين" عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، أنها تقف ضد كل أشكال الاستغلال والنهب سواء باسم الدين وهو اسمى من أن يستغله السياسيون فى صراعات من أجل السلطة، مشددة على احترامها كل القيم والمبادئ الدينية والأخلاقية التى تدعو إلى خير الإنسان وحريته وتحقيق العدالة فى الاجتماعية. ورفضت اتهام العريان لليسار الثورى بأنه معادٍ للدين وأنهم يتلقون تمويلات أجنبية، مؤكدة أنها تعتمد على تبرعات أعضاء الحركة فقط، وأنها من أشد القوى الثورية إيمانًا بضرورة التغيير الاجتماعى لصالح الطبقات الفقيرة والمهمشين وحق كل الشعب فى أن يعيش حياة كريمة وحرة والتخلص من عبودية الخضوع لسلطة رأس المال، التى تعتبر الإنسان مجرد أداة استهلاكية لزيادة أرباح الشركات ورجال الأعمال.